إقالة سفير بريطانيا في أمريكا لتورطه في فضيحة إبستين

أُقيل بيتر ماندلسون يوم الخميس من منصبه كسفير لبريطانيا لدى الولايات المتحدة، بعد أن أصبحت علاقاته بالمدان في فضيحة جزيرة جيفري إبستين، لتكون أزمة جديدة تضاف لرئيس الوزراء المحاصر بالأزمات، كير ستارمر.

وكان ماندلسون يواجه ضغوطاً متزايدة بشأن علاقته بإبستين بعد أن كشف مشرعون أمريكيون يوم الاثنين عن "كتاب عيد ميلاد" دوّن فيه ماندلسون ملاحظة بخط اليد يصف فيها إبستين بأنه "أفضل صديق لي".

على الرغم من هذه المعلومات، دافع ستارمر بقوة عن سفيره يوم الأربعاء، مؤكداً للبرلمان أن ماندلسون يحظى بـ"ثقته الكاملة".

وبعد ساعات، تفاقمت الفضيحة بعد أن نشرت وكالة "بلومبرغ" مجموعة كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين ماندلسون وإبستين، أعرب فيها ماندلسون عن دعمه لصديقه وعرض مناقشة قضيته سيئة السمعة في فلوريدا عام 2008 مع معارفه السياسيين.

وكان إبستين قد قضى 13 شهراً في السجن بعد صفقة تسوية مثيرة للجدل على إثر اعترافاته إلا أن الرسائل التي حصلت عليها "بلومبرغ" أظهرت أن ماندلسون استمر في دعم إبستين حتى بعد تلك الإدانة.

وكتب ماندلسون: "أكنّ لك كل التقدير وأشعر باليأس والغضب الشديد تجاه ما حدث". كما قدم نصيحة لإبستين، مقترحاً عليه الرد باستخدام أساليب من كتاب "فن الحرب" لسون تزو.

وفي إعلانها عن إعفاء ماندلسون من منصبه، صرحت وزارة الخارجية البريطانية لشبكة CNN في بيان بأن رسائل البريد الإلكتروني أظهرت أن "عمق ومدى" علاقة السفير السابق بإبستين "يختلف جوهرياً عما كان معروفاً وقت تعيينه".

وقد شكلت الفضيحة المحيطة بماندلسون أزمة سياسية كبيرة أخرى لرئيس الوزراء ستارمر الذي يواجه ضغوطاً، حيث أثيرت تساؤلات حول قراره بتعيين ماندلسون رغم أن صداقة السفير بإبستين كانت معروفة على نطاق واسع.

ولسنوات، تجنب ماندلسون — الذي أُجبر الآن على ترك ثلاثة مناصب حكومية عليا بسبب فضائح مختلفة — الإجابة على الأسئلة المتعلقة بصلاته بإبستين. وعندما سُئل العام الماضي عن علاقته بالمدان، قال ماندلسون إنه يأسف للقائه، لكنه وصف السؤال بأنه "هوس" صحفي.

لكن المزاعم أصبحت أكثر صعوبة في تجاهلها بعد أن نشر الديمقراطيون في الكونغرس نسخاً مما يسمى "كتاب عيد ميلاد" إبستين الخمسين، والذي جمعته صديقته آنذاك، غيسلين ماكسويل، في عام 2003. وقد أُدينت ماكسويل بالاتجار بالبشر في عام 2022 وتقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً.

ومن بين صفحات الكتاب البالغ عددها 238 صفحة، توجد ملاحظة مكتوبة بخط اليد، تتخللها صور لماندلسون وإبستين، تبدأ بعبارة: "ذات مرة، هبط رجل ذكي وحاد الذهن يصفونه بـ'الغامض' في حياتي".

ووصف ماندلسون قضاءه "ساعات طويلة" في انتظار هذا الرجل، ولقاء أصدقائه "المثيرين للاهتمام"، وكيف كان يصطحبه فجأة إلى "أحد منازله الرائعة"، بجوار صورة لجزيرة. واختتم بالقول: "أينما كان في العالم، يظل أفضل صديق لي".

وفي مقابلة مع صحيفة "ذا صن" البريطانية الشعبية يوم الأربعاء، قال ماندلسون إنه وجد قراءة تلك الكلمات "محرجة للغاية"، معرباً عن خشيته من ظهور مراسلات أخرى "محرجة جداً" قريباً. وشدد على أنه كتب رسالته قبل إدانة إبستين في عام 2008.

وأضاف ماندلسون: "أنا نادم جداً لأنني وقعت ضحية أكاذيبه. لقد صدقت وقبلت التأكيدات التي قدمها لي بشأن لائحة اتهامه وقضيته الجنائية الأصلية في فلوريدا".

وقالت وزارة الخارجية إن "اقتراح ماندلسون بأن الإدانة الأولى لجيفري إبستين كانت خاطئة وكان يجب الطعن فيها هو معلومة جديدة". وأضاف البيان: "في ضوء ذلك، ومراعاةً لضحايا جرائم إبستين، تم إعفاؤه من منصبه كسفير بأثر فوري".