قالت السلطات المحلية الأوكرانية إن روسيا شنت هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية، صباح أمس، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة أكثر من 27 شخصاً، ودوّت أصوات الانفجارات في جميع أنحاء العاصمة لساعات، فيما استهدفت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة المدينة، وبدأ الهجوم في الساعات الأولى من الصباح واستمر حتى بزوغ الفجر.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت ضربة واسعة النطاق باستخدام أسلحة موجهة بدقة بعيدة المدى من البر والجو والبحر، بما في ذلك صواريخ كينجال فرط الصوتية الباليستية وطائرات بدون طيار على منشآت البنية التحتية للطاقة، التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني. وأضافت الوزارة أن الهجوم جاء رداً على هجمات أوكرانية على أهداف مدنية في روسيا.
وذكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في منشور على تلغرام، أن روسيا استهدفت أوكرانيا بحوالي 500 طائرة مسيرة، و40 صاروخاً من مختلف الأنواع. وأضاف أن الهدف الرئيسي كان الطاقة والبنية التحتية المدنية في كييف، وفي بعض الأحياء بالمنطقة، ليس هناك كهرباء ولا تدفئة، بسبب الهجمات.
ولفت زيلينسكي إلى أن الهجوم الروسي على كييف يظهر أن روسيا لا تريد إنهاء الحرب، وتسعى إلى استغلال كل فرصة للإمعان في معاناة أوكرانيا، وزيادة الضغوط على الآخرين حول العالم. وقال وزير الداخلية، إيهور كليمنكو، إن هناك 10 مبانٍ سكنية متضررة في الهجوم، ويتم إخلاء المدنيين من تحت أنقاض المباني المنهارة.
إلى ذلك، أغلقت بولندا مطارات الليلة قبل الماضية لأسباب أمنية، بسبب غارات جوية روسية كثيفة على أوكرانيا. ونشرت وكالة مراقبة الحركة الجوية الوطنية البولندية عبر منصة «إكس»: «بسبب الحاجة إلى ضمان حرية تشغيل الطيران العسكري علقت المطارات في رزيسزوف ولوبلين العمليات الجوية بشكل مؤقت».
سياسياً، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه متوجه إلى الولايات المتحدة لعقد محادثات مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في ولاية فلوريدا، وإنه يأمل بالتوصل إلى حل بشأن إطار سلام لإنهاء الحرب الروسية. وأوضح زيلينسكي في رسائل صوتية للصحفيين أن الضمانات الأمنية، التي تعرضها واشنطن ضرورية لضمان السلام، وأن نطاق تلك الضمانات متوقف على ما سيكون ترامب مستعداً لتقديمه. وشدد زيلينسكي على أنه سيسعى لضمان وجود أقل عدد ممكن من القضايا العالقة في المحادثات مع ترامب، مع احترام الخطوط الحمراء لأوكرانيا.
وكشف زيلينسكي عن أنه سيتحدث عبر الفيديو مع حلفائه الأوروبيين أثناء توقفه في كندا قبل لقائه ترامب، مضيفاً: «نحن الآن على متن رحلة جوية إلى فلوريدا في الولايات المتحدة. في طريقنا سنتوقف في كندا، وسألتقي رئيس الحكومة مارك كارني. ونخطط معاً للتحدث عبر الإنترنت مع القادة الأوروبيين». بدوره، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، ستنضم إلى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعماء أوروبيين آخرين.
وحذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره زيلينسكي من أن لا شيء مضموناً حتى يعطي هو موافقته، مضيفاً: «لا يملك الرئيس الأوكراني أي شيء حتى أوافق أنا عليه، لذا سنرى ما لديه. أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه، وستسير على ما يرام مع بوتين».