اغتيال جنرال روسي كبير.. وتفاؤل حذر بمحادثات ميامي

محقق روسي يعمل بالقرب من سيارة فانيل سارفاروف المحطمة إثر الانفجار بموسكو
محقق روسي يعمل بالقرب من سيارة فانيل سارفاروف المحطمة إثر الانفجار بموسكو

أعلنت السلطات الروسية، أمس، مقتل الفريق فانيل سارفاروف، رئيس مديرية التدريب العملياتي التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بعد انفجار طال سيارته، ويأتي ذلك بالتزامن مع المحادثات الجارية في فلوريدا، التي تقودها الولايات المتحدة من أجل وقف الحرب المستعرة منذ عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا، والتي وصفت بـ«الإيجابية».

وأعلن متحدث باسم لجنة التحقيق الروسية في بيان: «يتابع المحققون العديد من خيوط التحقيق المتعلقة بجريمة القتل. أحد هذه الخيوط هو أن الجريمة دبرتها أجهزة المخابرات الأوكرانية».

وأفادت قنوات روسية على تطبيق تيليغرام، مرتبطة بأجهزة الأمن، بأن سيارة سارفاروف انفجرت أثناء سيرها في شارع ياسينيفا بموسكو حوالي الساعة السابعة صباحاً أمس، ما أسفر عن مقتل السائق.

ويتمتع سارفاروف، المسؤول عن التدريب القتالي والاستعداد للقوات المسلحة الروسية في الحرب الأوكرانية، بخبرة واسعة في الحروب الروسية ما بعد الحقبة السوفييتية. وقد شارك في حربَي الشيشان، ولعب لاحقاً دوراً في تنظيم التدخل العسكري الروسي في سوريا خلال الفترة 2015 - 2016.

وقال أندريه كوليسنيك، عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما: «نحن بحاجة إلى تحديد هوية جميع من نفذوا العملية والقضاء عليهم. لا أعتقد أنه ينبغي أسرهم على الإطلاق، بل يجب القضاء عليهم في الحال، كما هو الحال مع الإرهابيين».

سبق أن استهدفت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية عشرات الضباط العسكريين الروس والمسؤولين الموالين لروسيا منذ بداية الحرب، متهمةً إياهم بالتورط في جرائم حرب.

ففي ديسمبر من العام الماضي، أعلنت كييف مسؤوليتها عن اغتيال الفريق إيغور كيريلوف قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية التابعة للجيش، الذي قُتل بانفجار قنبلة مخبأة في دراجة كهربائية أمام شقته.

سياسياً، صرح المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا ستيف ويتكوف بأن اللقاءات التي عُقدت في مدينة ميامي بولاية فلوريدا مع ممثلين عن روسيا وأوكرانيا كانت «مثمرة وبناءة»، لكنها لم تسفر عن تقدم ملموس من شأنه إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وأوضح «ويتكوف» في بيان أنه أجرى لقاءات منفصلة مع «كيريل دميترييف»، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع «رستم عمروف»، مستشار الأمن القومي الأوكراني.

وقال: «تواصل أوكرانيا التزامها بالتوصل إلى سلام عادل ودائم. أولويتنا المشتركة هي وقف القتل، وضمان الأمن، وتهيئة الظروف لتعافي أوكرانيا واستقرارها وازدهارها على المدى الطويل».

مفاوضات مباشرة

وعلى الرغم من إجراء سلسلة من الاتصالات والمشاورات خلال الأسابيع الماضية بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة، فإن الأطراف لم تجتمع على طاولة مفاوضات مباشرة، بل أجرت كل دولة محادثات منفصلة مع مسؤولين أمريكيين.

وأكدت التقارير استمرار الخلافات الجوهرية بين الطرفين. وقال الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» في تصريح إن أصعب القضايا كانت ولا تزال تتعلق بالأراضي الأوكرانية.

ودعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على موسكو، معتبراً أنه في حال فشل المسار الدبلوماسي، ينبغي تقديم دعم عسكري أقوى لأوكرانيا وفرض عقوبات شاملة تطال كامل الاقتصاد الروسي.

في المقابل، نقلت مصادر مقربة من الكرملين أن معظم المقترحات التي طُرحت في ميامي جاءت من الجانب الأوكراني والأوروبي، ووصفتها بأنها بعيدة عن الطابع البنّاء. وقال «كيريل دميترييف» إن المفاوضات جرت بسلاسة دون تدخل أطراف مؤيدة للحرب.

من جهته، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الطريق لا يزال طويلاً أمام التوصل إلى اتفاق، مرجحاً أن تستمر محادثات السلام لأشهر عدة.