بوتين: سنحقق أهدافنا حرباً أم سلماً

منطقة تعرضت لغارة جوية روسية في زابوروجيا
منطقة تعرضت لغارة جوية روسية في زابوروجيا

تستعد الولايات المتحدة لإطلاق حزمة جديدة من العقوبات تستهدف قطاع الطاقة الروسي، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على موسكو في حال رفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فيما اعتبرت موسكو أي إجراءات جديدة من شأنها الإضرار بجهود تعزيز العلاقات بين البلدين، في وقت وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحذيرات الأوروبية من حرب كبرى مع روسيا بأنها «هيستريا وأكاذيب»، مؤكداً أن موسكو لا تريد الحرب لكنها مستعدة للقتال، وستحقق أهدافها في أوكرانيا، حرباً أم سلماً.

وقال بوتين خلال اجتماع موسع لهيئة وزارة الدفاع الروسية: «في أوروبا يغرسون في أذهان الناس مخاوف بشأن حتمية الصدام مع روسيا ويرفعون درجة الهستيريا لديهم، بزعم ضرورة الاستعداد لحرب كبرى، لقد قلت مراراً وتكراراً هذا كذب».

وشدد الرئيس بوتين على أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، في إشارة إلى التحذيرات الغربية المتكررة من تهديد روسي محتمل لدول أوروبا. وأضاف أن بلاده لا تسعى إلى مواجهة واسعة، لكنه حذّر في المقابل من أن تخلي أوكرانيا والدول الغربية عن محادثات السلام سيقود إلى تصعيد عسكري، مؤكداً أن روسيا ستلجأ عندها إلى السيطرة على الأراضي التي تطالب بها في أوكرانيا «بالوسائل العسكرية».

وصرّح الرئيس الروسي بأن الصاروخ «أوريشنيك» متوسط المدى فرط الصوتي سيتم وضعه في الخدمة القتالية بحلول نهاية العام الحالي، بعدما شهد أول استخدام قتالي في نوفمبر من العام الماضي.

وأضاف الرئيس الروسي أن صواريخ «بوريفيستنيك» المجنحة ذات المدى غير المحدود وغواصة «بوسيدون» المسيرة سيضمنان التكافؤ الاستراتيجي والأمن لروسيا لعقود قادمة، مؤكداً أن روسيا ستواصل العمل على تحسين هذين النوعين من السلاح.

وأشار الرئيس إلى أن تعزيز القوات النووية الاستراتيجية يعتبر أولوية لروسيا، فهي عنصر أساسي في الردع. وتأتي تصريحات بوتين في وقت تشهد فيه الحرب في أوكرانيا توتراً مستمراً، وسط تعثر المساعي الدبلوماسية وتزايد المخاوف الغربية من اتساع رقعة الصراع، في مقابل تأكيد موسكو أنها ماضية في تحقيق أهدافها ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية.

في الأثناء، نقلت وكالة بلومبرغ عن مصادرها أن واشنطن تستعد لفرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الروسي إذا رفض الرئيس الروسي اتفاق سلام مع أوكرانيا.

وقالت المصادر ذاتها إن واشنطن تدرس خيار استهداف ناقلات نفط في أسطول الظل الروسي إذا رفض بوتين اتفاق السلام.

وأكدت المصادر أن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، ناقش الخطط خلال اجتماع مع سفراء بعض الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يضع إنهاء الحرب في أوكرانيا على رأس أولوياته، مع التأكيد أن القرار النهائي بشأن العقوبات يعود إليه.

من جهته، أوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن روسيا على علم بدراسة بعض المسؤولين الأمريكيين فرض عقوبات إضافية، معتبراً أن أي إجراءات جديدة من شأنها الإضرار بجهود تعزيز العلاقات بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة إنترفاكس.

ويرى مسؤولون أمريكيون أن العقوبات السابقة التي فرضتها واشنطن ودول مجموعة السبع على كبار منتجي النفط الروس ومئات الناقلات منذ عام 2022، رغم عدم تغييرها للقرارات السياسية لبوتين، أدت إلى تراجع أسعار الخام الروسي وتفاقم الأزمات الاقتصادية في موسكو.

وخلال الأسابيع الأخيرة، حذّر مسؤولون أوروبيون من اندلاع «مواجهة عسكرية مع روسيا» وسط دعوات إلى الاستعداد لسيناريوهات الحرب.

وعبر القادة الأوروبيون عن مخاوف من أن أي اتفاق سلام يصب في مصلحة روسيا قد يؤدي إلى حرب أوسع في أوروبا. الولايات المتحدة تسعى لتسوية سريعة عبر دعم أمني قوي لأوكرانيا، بينما ترفض روسيا تنازلات على الأراضي وتؤكد رفضها نشر قوات الناتو.