قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الخطوط العريضة لمسودة خطة السلام التي ناقشتها الولايات المتحدة وأوكرانيا قد تصبح أساساً لاتفاقيات في المستقبل لوقف الصراع في أوكرانيا، لكن إذا لم يحدث ذلك فإن موسكو ستواصل القتال.
وأضاف: بشكل عام، نحن متفقون على أن هذه الخطة يمكن أن تكون الأساس لإبرام اتفاقيات في المستقبل، مشيراً إلى أن النسخة المعدلة من الخطة التي ناقشتها الولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف جرى تمريرها إلى روسيا.
نداءات لوقف القتال
ولفت بوتين إلى أن الولايات المتحدة تضع موقف روسيا في الحسبان، لكن هناك بعض الأمور لم يجرِ مناقشتها بعد. وأضاف أنه إذا أرادت أوروبا تعهداً بعدم شن هجمات عليها، فإن روسيا مستعدة لتقديم هذا التعهد. ومضى يقول إن روسيا لا تزال تتلقى نداءات بشأن ضرورة وقف القتال.
واستطرد يقول: «يتعين على القوات الأوكرانية الانسحاب من الأراضي التي تسيطر عليها، حينها سيتوقف القتال.. إذا لم تنسحب، فسنحقق ذلك بالوسائل العسكرية.. هذا كل شيء». وأضاف أن القوات الروسية تتوغل في أوكرانيا بوتيرة أسرع.
وذكر بوتين أنه يعد القيادة الأوكرانية غير شرعية، ما يعني أنه من المستحيل قانونياً التوقيع على اتفاق مع كييف، وأضاف أن من المهم ضمان اعتراف المجتمع الدولي بأي اتفاق.
وأن يعترف المجتمع الدولي بما حققته روسيا من مكاسب في أوكرانيا. ورفض بوتين ما أُثير بشأن انحياز المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى موسكو في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، ووصف ذلك بأنه أمر سخيف.
وأوضح بوتين أنه فوجئ بالعقوبات الأمريكية على شركات النفط الروسية، مشيراً إلى أن العقوبات لها تأثير مدمر على العلاقات الروسية الأمريكية، كما شدد بوتين على أن روسيا تعد حزمة من الإجراءات الانتقامية رداً على المصادرة المحتملة للأصول الروسية في أوروبا.
على صعيد متصل، شدد مسؤولون، على أن أوكرانيا لا تزال بحاجة ماسة إلى التمويل الخارجي، موجهين نداءً جديداً للاتحاد الأوروبي للموافقة على قرض مدعوم بأموال روسية مجمدة بعد أن حصلت كييف على موافقة أولية على مليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي.
وقالت وزارة المالية الأوكرانية في بيان، إنه على الرغم من التمويل المحتمل من صندوق النقد الدولي، فإن الحاجة لتمويل خارجي واسع النطاق وفي الوقت المناسب بشروط ميسرة وشبيهة بالمنح، لا تزال ملحة.
ودعا وزير الخارجية، أندريه سيبيها، شركاء كييف في الاتحاد الأوروبي، إلى الموافقة على قرار استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم قروض بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا. وأضاف أن من الضروري أيضاً توسيع نطاق برنامج شراء الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا بأموال أوروبية.
بدوره، أفاد أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين سيواصلون العمل على خطة السلام الأمريكية.
وكتب يرماك على تطبيق تليغرام: سيواصل الوفدان الأمريكي والأوكراني خلال الأيام المقبلة العمل المشترك لتحسين النتيجة التي تسنى التوصل إليها في جنيف.. من المهم العمل سريعاً.
تطورات الميدان
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 118 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أربع مناطق روسية وبحر آزوف في أقل من أربع ساعات صباح أمس.
كما قالت وزارة الدفاع، إن الوحدات الهجومية تقدمت في الجزء الشمالي من مدينة بوكروفسك الأوكرانية المحاصرة وسيطرت على قرية جنوبي بلدة سيفرسك الأوكرانية.
من جهته، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكيي، إن القوات تصد محاولات القوات الروسية لشن هجمات جديدة على مدينتي بوكروفسك وميرنوهراد المحاصرتين في الشرق. وأضاف في بيان على «فيسبوك» أن روسيا اضطرت إلى نشر قوات احتياطية لعملياتها هناك.