أعلنت روسيا وصول قواتها البرية إلى منطقة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وذلك لفرض حقائق جديدة كما ألمح مسؤول روسي رفيع، بعد ساعات من تأكيد مصادر أمريكية أن الرد الروسي على الهجوم الأوكراني الذي استهدف مطارات روسية لم يستكمل بعد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس، في منشور على قناتها على تطبيق تليغرام: إن وحدات من الفوج المدرع الـ 90 عبرت الحدود الغربية لمنطقة دونيتسك إلى منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة.
وستكون هذه المرة الأولى التي تطأ فيها القوات البرية الروسية إحدى أكثر المناطق الأوكرانية اكتظاظاً بالسكان والتصنيع منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وقال اللفتنانت كولونيل الأوكراني أولكسندر: إن «معارك جرت هنا وهناك» وإن الروس «قريبون جداً» من حدود المنطقة. وقال العسكري: «إنهم يتقدمون ببطء، ببطء شديد، لكنهم يتقدمون». كذلك، أعلنت موسكو السيطرة على قرية زاريا في منطقة دونيتسك.
قيمة استراتيجية
وقد تكون لهذا التقدم الروسي قيمة استراتيجية ميدانية، في وقت تدفع الولايات المتحدة نحو مباحثات دبلوماسية بين موسكو وكييف، سعياً إلى وضع حد للنزاع لم تحرز نتيجته حتى الآن. وكتب الرئيس الروسي السابق والمسؤول الثاني في مجلس الأمن القومي، دميتري مدفيديف على تلغرام، «كل من يرفض الاعتراف بحقائق الحرب خلال المفاوضات سيواجه حقائق جديدة على الأرض. قواتنا المسلحة شنت هجوماً في منطقة دنيبروبتروفسك».
ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية الآن، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها.
ويرى بعض المراقبين أن الروس قد يكونون عازمين على مواصلة تقدمهم في المنطقة لتقويض منظومة الدفاع الأوكرانية في حوض دونباس، مع العلم أن السيطرة على هذه المنطقة بالكامل يشكل أولوية أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليكسي كوبيتكو: إن تقدماً روسياً في منطقة دنيبروبتروفسك ينطوي «على أخطار عديدة بالنسبة إلى روسيا تفوق فوائده» بسبب «استحالة تركيز عدد كاف من القوات لتحقيق اختراق».
وقالت قوات أوكرانية تدافع عن جنوبي أوكرانيا: إنها «تتشبث بمواقعها على الجبهة» بينما تواجه وضعاً «متوتراً»، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء.
وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا أن روسيا، التي تسيطر على ما يقل قليلاً عن 20 بالمئة من مساحة أوكرانيا، سيطرت على أكثر من 200 كيلومتر مربع من منطقة سومي شرقي أوكرانيا في أقل من شهر.
وتظهر خريطة من موقع ديب ستيت الموالي لأوكرانيا تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جداً من دنيبروبتروفسك. كما تظهر تقدماً صوب مدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك من عدة اتجاهات.
وقال متحدث عسكري أوكراني: إن القوات الروسية تحاول «التمهيد لهجوم» على كوستيانتينيفكا التي تشكل مركزاً لوجستياً مهماً للجيش الأوكراني.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تعتقد أن التهديد الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام من أوكرانيا رداً على هجومها بالطائرات المسيرة في مطلع الأسبوع الماضي لم ينفذ بعد، ورجحوا أن يكون الرد صارماً، وعلى جبهات عدة.
وذكر أحد المصادر أن توقيت الرد الروسي ما يزال غير واضح، لكنه متوقع خلال أيام. وأوضح مسؤول أمريكي ثانٍ أن الضربة الروسية المرتقبة من المتوقع أن تشمل استخدام وسائل هجومية مختلفة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأوضح المسؤولان أنهما لم يحصلا على تفاصيل بشأن أهداف الهجوم الروسي المحتمل، كما امتنعا عن مناقشة الجوانب المخابراتية.
وقال أحدهما: إن الضربة الروسية ستكون «غير متماثلة»، أي أن طبيعتها وأهدافها ستختلف عن الهجوم الأوكراني الذي استهدف طائرات روسية في الأسبوع الماضي. ويعتقد المسؤولان أن الرد الروسي الكامل لم يأت بعد.
مسيّرات متبادلة
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن قوات الدفاع الجوي التابعة لها، أسقطت 61 طائرة مسيرة أوكرانية، فوق مناطق عدة. وقالت: إنه تم إسقاط الطائرات المسيرة فوق أراضي مقاطعات بريانسك وبيلغورود وكالوجا وتولا وأوريول وكورسك، ومنطقة موسكو وفوق أراضي جمهورية القرم.
وفي كييف، أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تطبيق تليغرام، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 40 من أصل 49 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل قبل الفائت.
وقال البيان: إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 49 طائرة مسيرة، وصاروخ مضاد للسفن من طراز أونيكس، وصاروخي جو-أرض موجهين من طراز كيه إتش -59/69، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».
وقال البيان: إنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية، وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.
