أوروبا على خطى الأمريكيين.. وابل عقوبات على روسيا والصين

جنود أوكرانيون يضعون طائرة مسيّرة معطوبة بشاحنة في دونيتسك
جنود أوكرانيون يضعون طائرة مسيّرة معطوبة بشاحنة في دونيتسك

أقرت دول الاتحاد الأوروبي، أمس، رسمياً، الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، التي تشمل حظراً على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي.

وقالت الرئاسة الدورية للاتحاد التي تتولاها الدنمارك، إنها حزمة مهمة تستهدف مصادر الدخل الرئيسية لروسيا من خلال إجراءات تركز على الطاقة والخدمات المالية والتجارة.

وأفاد بيان بأن الإجراءات التي تشملها الحزمة تتضمن أيضاً آلية جديدة للحد من حركة الدبلوماسيين الروس داخل الاتحاد الأوروبي.

وأظهرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، أن التكتل أدرج مصفاتين صينيتين بطاقة إجمالية تبلغ 600 ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى شركة تشاينا أويل هونج كونج، وهي ذراع تجارية لشركة بتروتشاينا، في قائمة العقوبات المتعلقة بروسيا.

والمصفاتان هما لياويانغ للبتروكيماويات وشاندونغ يولونغ للبتروكيماويات، وتمثلان ثلاثة بالمئة من طاقة التكرير الصينية البالغة 19 مليون برميل يومياً.

على صعيد متصل، رحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وقادة أوروبيون في بروكسل، بقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على موسكو.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس: هذه رسالة قوية وضرورية تؤكد أن الهجوم الروسي لن يبقى من دون رد. وأضاف لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي، بعد ساعات على إعلان التكتل والولايات المتحدة عقوبات تستهدف صناعتي النفط والغاز الروسيتين: هذا مهم للغاية.

من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس: نحن سعداء للغاية بالمؤشرات التي نتلقاها من الولايات المتحدة.. يعد توافقنا بشأن هذه القضية إشارة مهمة.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ما زالت تريد لقاء روسيا والتحاور معها، على الرغم من فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال روبيو للصحفيين: ما زلنا نرغب في لقاء الروس.. سنظل دائماً مهتمين بالحوار إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق السلام.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا تضر في المقام الأول بالتكتل، مضيفة أن نخبة الاتحاد الأوروبي ببساطة لا يمكنها قبول حقيقة أن عقوباتها لا تجدي نفعاً.

كما نددت الوزارة بالعقوبات الأمريكية الجديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل النفطيتين، مؤكدة أن روسيا محصنة ضد هذه القرارات الاقتصادية.

إلى ذلك، أكدت الصين أنها تعارض العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على أكبر شركتي نفط روسيتين على خلفية الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن لا أساس لها في القانون الدولي.

ولدى سؤاله عن العقوبات الأمريكية الجديدة أثناء مؤتمر صحفي دوري في بكين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، غوه جياكون: إن الصين تعارض بشكل دائم العقوبات الأحادية التي لا أساس لها في القانون الدولي والتي لم يأذن بها مجلس الأمن الدولي.

ميدانياً، وفيما أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 92 من أصل 130 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا خلال هجوم جوي على شمال وشرق البلاد خلال الليل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، اعترضت ودمرت 139 طائرة مسيرة أوكرانية، خلال الليلة قبل الماضية.

كما قتل صحفيان أوكرانيان وأصيب ثالث بجروح، أمس، في ضربة بطائرة مسيرة روسية استهدفت مدينة كراماتورسك في شرق أوكرانيا، بحسب ما أعلنت وسيلة الإعلام التي يعملان لديها ومسؤولون محليون.

وأكدت قناة «فريدوم تي في» الممولة من الحكومة الأوكرانية، إن طاقمها تعرض لضربة بمسيرة روسية من طراز لانسيت أثناء وجوده داخل سيارة في محطة وقود بمدينة كراماتورسك الصناعية في شرق أوكرانيا.

وأضافت القناة أن القتيلين هما أولينا غراموفا من منطقة دونيتسك، ويفغيني كارمازين من كراماتورسك، مشيرة إلى أن مراسلاً ثالثاً يدعى ألكسندر كوليتشيف، نقل إلى المستشفى بعد إصابته في الهجوم. وكتب زيلينسكي، على منصة أكس:

هذه ليست حوادث أو أخطاء، هذه سياسة متعمدة من روسيا ترمي إلى إسكات كل الأصوات المستقلة. ودعت المتحدثة باسم منظمة مراسلون بلا حدود، بولين موفري، إلى تحقيق واضح وسريع لتحديد كل ملابسات هذا الهجوم.

وقال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن هجوماً روسياً بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية خلال الليل أدى إلى إصابة تسعة أشخاص وألحق أضراراً بمبانٍ في أنحاء المدينة.

وأضاف تكاتشينكو أن 10 مواقع في المدينة تعرضت لأضرار، حيث تعرض مبنيان سكنيان لضربات مباشرة. وأظهرت صور نشرها على الإنترنت سيارة انقلبت على جانبها ومباني محطمة النوافذ.

استهداف

كما استهدف هجوم أوكراني بطائرات مسيرة مصفاة نفط كبيرة في مدينة ريازان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق. وقال حاكم منطقة ريازان، بافيل مالكوف، إنه تم اعتراض 14 طائرة مسيرة فوق المنطقة، مضيفاً أن الحطام المتساقط تسبب في اندلاع حريق في مباني منشأة صناعية.

وذكر مالكوف السكان بأن نشر الصور أو مقاطع الفيديو من موقع الحادث محظور. ومع ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو غير موثقة تظهر، على ما يبدو، حريقاً هائلاً في المصفاة. وقال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو، إن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية كانت متجهة إلى موسكو.

عودة تيار

في الأثناء، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معاودة توفير التغذية الكهربائية لمحطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا بعد انقطاع هو الأطول منذ بدء الحرب دام شهراً كاملاً.

واعتبرت الوكالة في منشور على منصة إكس، أن إعادة التيار الكهربائي إلى المحطة خطوة بالغة الأهمية للسلامة والأمن النوويين. وأضافت الوكالة أنها تواصل العمل مع روسيا وأوكرانيا لإتاحة إعادة تشغيل خط كهرباء آخر.

على صعيد آخر، أعادت روسيا إلى أوكرانيا جثث ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، بحسب ما أعلنت الإدارة الأوكرانية المسؤولة عن أسرى الحرب.

وقالت الإدارة إن عمليات إعادة الجثث جرت الخميس، مرحبة بالمساعدة التي قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال موقع آر.بي.سي إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا جثث قتلى حرب، مشيراً إلى أن موسكو سلمت جثث ألف جندي أوكراني واستلمت في المقابل 31 جثة لجنود روس سقطوا في الحرب.