أوديسا تغرق في الظلام وأوكرانيا تقصف مصفاة روسية

أدى هجوم روسي إلى انقطاع الكهرباء عن أجزاء من منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا فجر أمس، في ضربة جديدة استهدفت شبكة الطاقة الأوكرانية، في حين قصفت القوات الأوكرانية مصفاة للنفط بأوفا الروسية. يأتي ذلك في وقت ناقش الرئيسان الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي، الهجمات الروسية على منظومة الطاقة وفرص تعزيز الدفاع الجوي.

وقالت السلطات الأوكرانية، أمس، إن الكهرباء انقطعت عن عشرات البلدات في منطقة أوديسا بجنوبي البلاد بعد هجمات ليلية روسية واسعة النطاق. ولحقت أضرار بالبنية التحتية للطاقة في مدينة أوديسا والمنطقة المحيطة، وفق مسؤولي الدفاع المدني ومكتب المدعي العام. وفي العاصمة الإقليمية، اندلعت حرائق في محطة كهرباء ومبنى من ثلاثة طوابق يتبع فندقاً ومجمع مطاعم.

وقال مسؤولون، إن امرأة أصيبت وجرى إنقاذ شخصين آخرين. وانقطعت الكهرباء عن 41 بلدة في المنطقة. وقال حاكم المقاطعة، أوليغ كيبر: هاجم الروس البنية التحتية للطاقة والمدينة في منطقة أوديسا.. يبذل مهندسو الطاقة قصارى جهدهم لإعادة إمدادات الكهرباء بالكامل.

وذكرت سلطات الدفاع المدني، أن اثنين من عمال شركة طاقة لقيا حتفهما في هجوم بطائرة مسيّرة روسية في منطقة تشيرنيهيف في شمالي أوكرانيا. وجاء في منشور على تطبيق تلغرام، أن الطائرة المسيرة استهدفت مركبات خدمة تابعة للشركة في منطقة سيمينيفكا، التي تقع بالقرب من الحدود مع روسيا.

وتوفي رجل متأثراً بجراحه في موقع الحادث، بينما توفي الثاني في المستشفى. وأصيب أربعة موظفين آخرين. وفي مدينة نيجين وسط منطقة تشيرنيهيف، استهدفت طائرات مسيرة منشآت بنية تحتية، ما تسبب في نشوب حريق سرعان ما أخمده عمال إنقاذ.

وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، إن طائرات مسيرة أوكرانية قصفت مصفاة نفط روسية تابعة لشركة باشنفت في مدينة أوفا، ما أدى إلى وقوع انفجارات واندلاع حريق. وأضاف المصدر: هذه هي الضربة الثالثة لجهاز الأمن الأوكراني في باشكورتوستان، التي تبعد 1400 كيلومتر من أوكرانيا، خلال الشهر الماضي.. تظهر هذه الضربات أن عمق أراضي روسيا ليس بمنأى عن الاستهداف.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه ناقش الهجمات الروسية على منظومة الطاقة الأوكرانية، في اتصال إيجابي وبناء مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب. وكتب زيلينسكي على منصة «إكس»: ناقشنا فرص تعزيز دفاعنا الجوي، إضافة إلى اتفاقيات ملموسة نعمل على صياغتها لضمان ذلك.. هناك خيارات جيدة وأفكار قيمة حول كيفية تعزيز العلاقات بيننا بشكل حقيقي.

رد «الناتو»

في الأثناء، قال وزير خارجية إستونيا، مارجوس تساهكنا، إن حلف شمال الأطلسي «الناتو» رد بشكل مناسب على انتهاكات روسيا الأخيرة للمجال الجوي لإستونيا، لكن يتعين أن يتوقع المزيد من الهجمات من جانب موسكو.

وأضاف: أنا متأكد تماماً من أن روسيا ستواصل هذه الاستفزازات.. الأمر لا يتعلق بإستونيا فحسب، بل بوحدة ناتو، إضافة إلى اختبار قدراتنا وبالوحدة عبر الأطلسي أيضاً.. لقد كان رد فعلنا على ما أعتقد قوياً للغاية، لافتاً إلى أن ناتو أظهر أنه يعمل بشكل جيد، بما في ذلك من خلال الاعتراض الفوري للطائرات الروسية.

مهمة

إلى ذلك، أعلنت بريطانيا، أمس، أن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الملكي حلقتا في مهمة استغرقت 12 ساعة الأسبوع الماضي إلى جانب قوات أمريكية وقوات من حلف شمال الأطلسي للقيام بدوريات على حدود روسيا.

وصرح وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي: كانت هذه مهمة مشتركة ضرورية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.. لا تقتصر هذه المهمة على توفير معلومات مخابراتية مهمة لتعزيز الوعي العملياتي لقواتنا المسلحة، بل تبعث أيضاً برسالة قوية عن وحدة حلف شمال الأطلسي إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وخصومنا.