بوتين: تزويد كييف بـ «توماهوك» سيدمر علاقاتنا مع أمريكا

رجال الإنقاذ يعملون في موقع منزل دمر خلال غارة روسية في قرية لابايفكا على مشارف ليفيف
رجال الإنقاذ يعملون في موقع منزل دمر خلال غارة روسية في قرية لابايفكا على مشارف ليفيف

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ «توماهوك»، سيؤدي إلى تدمير العلاقات الروسية الأمريكية.

وأكد الكرملين أن روسيا سترد بشكل مناسب على أي نقل لهذه الصواريخ، مشيراً إلى مشاركة واشنطن وحلف الناتو في دعم كييف بمعلومات استخباراتية لضرب البنية التحتية الروسية. فيما شنت روسيا هجوماً جوياً مكثفاً على أهداف في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك منشآت للطاقة، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وإصابة آخرين.

وأضاف بوتين، في مقطع فيديو نُشر أمس، الأحد: «سيؤدي ذلك إلى تدمير علاقاتنا، أو على الأقل الاتجاهات الإيجابية التي ظهرت في هذه العلاقات».

وتابع: «هناك أسئلة تتعلق مثلاً بمناقشة قضايا توريد أنظمة أسلحة جديدة، بما في ذلك أنظمة بعيدة المدى وعالية الدقة، وصواريخ (توماهوك)، وما إلى ذلك. لقد قلت إن هذا سيؤدي إلى تدمير علاقاتنا، على الأقل المنحى الإيجابي الناشئ فيها».

وفي وقت سابق، قال بوتين، إن استخدام كييف لصواريخ «توماهوك»، سيضر بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن استخدام هذه الصواريخ من قبل أوكرانيا، دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأمريكيين، أمر مستحيل.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لشن هجمات صاروخية بعيدة المدى، تستهدف البنية التحتية للطاقة داخل روسيا.

«رد مناسب»

وكان الكرملين هدد الخميس، بأن روسيا سترد بـ«شكل مناسب»، على أي نقل محتمل لصواريخ «توماهوك» إلى أوكرانيا، مضيفاً أن الولايات المتحدة تواصل مشاركة المعلومات الاستخباراتية بشكل مباشر مع كييف.

وحذر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، من أن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بصواريخ «توماهوك»، «سيعني جولة جديدة خطيرة من التوتر».

وبشأن تزويد واشنطن لكييف بالمعلومات الاستخباراتية، قال بيسكوف: إن «البنية التحتية لواشنطن، وحلف شمال الأطلسي، منخرطة بوضوح في جمع هذه المعلومات ونقلها».

وجاءت تصريحات بيسكوف حينها، رداً على تصريحات مسؤولين أمريكيين، قالوا، الأربعاء، لـ«وول ستريت جورنال»، إن الولايات المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية، لشن هجمات صاروخية بعيدة المدى، تستهدف البنية التحتية للطاقة داخل روسيا.

وأوضح المسؤولون أن ترامب وافق مؤخراً على السماح لأجهزة الاستخبارات ووزارة الدفاع «البنتاغون»، بدعم كييف في هذه الضربات، فيما تطلب واشنطن من حلفائها في حلف شمال الأطلسي «الناتو» تقديم دعم مماثل.

وبينما قدمت واشنطن مساعدات سابقة لعمليات أوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ قصيرة المدى، فإن مشاركة الاستخبارات الأمريكية، ستتيح لكييف ضرب مصافي نفط وأنابيب وخطوط طاقة ومحطات توليد بعيدة عن حدودها، بهدف حرمان الكرملين من العائدات والموارد النفطية اللازمة لمواصلة الحرب.

قصف روسي

في الأثناء، شنت روسيا هجوماً جوياً مكثفاً على أهداف في أنحاء أوكرانيا خلال الليل، بما في ذلك منشآت للطاقة، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة آخرين.

وكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على منصة «إكس»، أن القصف الذي امتد من خاركيف في شمال شرقي البلاد، إلى ليفيف في أقصى الغرب وأوديسا على ساحل البحر الأسود، شمل أكثر من 50 صاروخاً، بينها صواريخ باليستية من طراز كينجال، وحوالي 500 طائرة مسيّرة.

أضرار

إلى ذلك، أعلن حاكم منطقة زابوريجيا، إيفان فيدوروف، عبر تطبيق «تليغرام»، أن أربعة قتلوا في ليفيف، بينما قُتل شخص خامس في زابوريجيا، حيث انقطع الغاز عن مئات العملاء في المدينة الواقعة في جنوب شرقي البلاد.

وقالت شركة الطاقة الحكومية «نفتوغاز» (Naftogaz)، إن القصف ألحق أضراراً بالبنية التحتية للغاز، قبيل موسم التدفئة الشتوي. وأضاف وزير الداخلية الأوكراني، إيهور كليمنكو، أن أكثر من 110 آلاف منزل انقطعت عنها الكهرباء، نتيجة الهجمات.

كما شملت المناطق المستهدفة كلاً من تشيرنيهيف وفينيستيا وإيفانو-فرانكيفسك وخيرسون.

وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، على منصة «إكس»: «تواصل موسكو استهداف المنازل والمدارس ومنشآت الطاقة، ما يثبت أن الدمار لا يزال استراتيجيتها الوحيدة».

تأتي هذه الهجمات، بعد غارة جوية، يوم السبت، استهدفت محطة قطارات في منطقة سومي شمالي البلاد، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 30 شخصاً. وأكدت وزارة الدفاع الروسية عبر «تليغرام»، أنها استخدمت صواريخ كينجال في الهجوم الليلي، وقالت إن الضربات استهدفت منشآت صناعية عسكرية، إضافة إلى بنية الطاقة والغاز التي تدعمها.

وأضافت الوزارة أن قواتها اعترضت 32 طائرة مسيّرة أوكرانية في ثماني مناطق ليلاً، ودمرت 30 طائرة أخرى صباح الأحد، فوق منطقتي بيلغورود وشبه جزيرة القرم التي ضمتها.