أكبر هجوم روسي على كييف وبولندا تتأهب و«الناتو» يتسلح

شنت روسيا هجوماً واسعاً بالطائرات المسيرة والصواريخ على عدد من المناطق في أوكرانيا، ما دفع ببولندا المجاورة إلى نشر مقاتلات، وإغلاق المجال الجوي بالقرب من اثنتين من مدنها الحدودية، فيما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية وضع جميع أراضي البلاد في حالة تأهب تحسباً لغارات جوية محتملة، بينما أكدت موسكو أنها قصفت أهدافاً عسكرية.

وأعلنت كييف، أمس، أن روسيا أطلقت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا ليلاً، مما أسفر عن إصابة العشرات في جميع أنحاء البلاد، ومقتل 4 أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، في العاصمة وحدها. وإلى جانب القتلى، أصيب أكثر من 40 شخصاً في مناطق زاباروجيا وأوديسا وسومي وتشيركاسي وميكولايف، وفقاً للسلطات الأوكرانية.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عقب الضربات التي استمرت 12 ساعة: «موسكو تريد مواصلة القتال والقتل، ولا تستحق سوى أقسى الضغوط من العالم». وأضاف: «يستفيد الكرملين من استمرار هذه الحرب والإرهاب طالما أن هناك أرباحاً من مبيعات الطاقة»، داعياً حلفاء كييف إلى اتخاذ إجراءات أشد ضد روسيا. وأعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أنه قرر تعزيز مهمته في بحر البلطيق بفرقاطة دفاع جوي وأصول أخرى، رداً على توغل طائرات مسيرة في الدنمارك.

وقال محللون، إن «قصف كييف... يعد من أكبر الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية، منذ أن شنت موسكو حربها الشاملة قبل أكثر من 3 سنوات ونصف السنة». وذكرت صحف أوكرانية أن بعض السكان فروا إلى محطات المترو تحت الأرض حرصاً على سلامتهم، وكانت مناطق عديدة في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب قصوى تحسباً لغارات جوية، بعد أن أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن جميع أراضي أوكرانيا وضعت في حالة تأهب.

أهداف عسكرية

على الجانب الآخر، صرحت روسيا بأنها لم تضرب سوى أهداف عسكرية خلال الهجوم. من جانبها، دفعت بولندا المجاورة بطائراتها لتأمين مجالها الجوي في أعقاب القصف، بعد أن اتهم حلف «الناتو» موسكو بالوقوف وراء سلسلة من الانتهاكات للمجال الجوي للحلف.

وقال الجيش البولندي، إن «قواتنا وحلفاءها بدأت العمل ضمن أجوائنا نظراً لنشاط سلاح الجو الروسي، الذي يستهدف أوكرانيا»، مضيفاً: «نراقب الوضع الراهن، ونبقي القوات والموارد على أهبة الاستعداد للرد الفوري».

 نشاط عسكري 

ونقلت وكالة «رويترز» عن بيانات «فلايت رادار» ما يفيد بأن المجال الجوي قرب لوبلين وجيشوف في بولندا مغلق «بسبب نشاط عسكري غير مخطط له».

واعتبر الجيش البولندي الأمر «إجراء وقائياً يهدف لتأمين المجال الجوي وحماية المواطنين خصوصاً بمناطق مجاورة للمناطق المهددة». ويرى القادة الأوروبيون في هذه الحوادث تحركات متعمدة واستفزازية تهدف إلى إثارة الناتو واختبار كيفية رد الحلف، الذي حذر روسيا هذا الأسبوع من أن الناتو سيستخدم جميع الوسائل للدفاع ضد أي خروقات أخرى لمجاله الجوي.

يرى الجنرال الألماني في حلف «الناتو»، مايك كيلر، أن قدرات أوكرانيا العسكرية على شن هجمات مضادة آخذة في التوسع، لتشمل أيضاً أهدافاً عسكرية داخل عمق الأراضي الروسية.

وقال كيلر في تصريحات: «الأوكرانيون يتحسنون في الوصول إلى أهداف عسكرية مهمة، حتى في العمق الروسي. إنها مسألة قدرات، وتشمل القدرات الأفراد والعتاد والتدريب».

ويشغل كيلر منصب نائب قائد مبادرة الناتو لدعم أوكرانيا «NSATU»، ما يجعله مسؤولاً عن تنسيق الدعم العسكري المقدم لكييف، ويعمل فريق المبادرة من ثكنات «لوسيوس دي. كلاي» في مدينة فيسبادن الألمانية.