اشتعل ميدان الحرب في أوكرانيا بالمسيرات بين هجوم واسع، وآخر مضاد، أسفر عن تدمير منشآت وبنى، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وفيما نشرت بولندا وحلفاؤها طائرات لحماية أجوائها، ينتظر عقد لقاء بين الرئيسين الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في نيويورك، من محاوره الضمانات الأمنية، وفرض عقوبات.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس، إن روسيا شنت هجوماً كبيراً بطائرات مسيرة وصواريخ على بلاده خلال الليل، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة العشرات وتدمير بنى تحتية ومبانٍ سكنية.
وفي بيان على تطبيق تلغرام قال زيلينسكي: إن روسيا أطلقت حوالي 580 طائرة مسيرة، و40 صاروخاً، مستهدفة البنية التحتية الأوكرانية، وشركات إنتاج مدنية ومناطق سكنية في أنحاء مختلفة في البلاد. وقالت القوات الجوية الأوكرانية، إن الدفاعات الجوية أسقطت 552 طائرة مسيرة، و31 صاروخاً.
كما كشف زيلينسكي عن أنه سيلتقي نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على هامش مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأوضح زيلينسكي أنه ستكون هناك العديد من الاجتماعات الثنائية، مشيراً إلى أنه يخطط لمناقشة الضمانات الأمنية، التي تحتاج إليها أوكرانيا من شركائها، بالإضافة إلى مناقشة العقوبات ضد روسيا. وأضاف: «أعتقد أننا نضيّع الكثير من الوقت إذا انتظرنا، ولم نفرض عقوبات أو لم نتخذ إجراءات».
ورحب زيلينسكي، في الوقت ذاته، بتقديم الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات الـ 19 على روسيا، قائلاً: «إن هذه الإجراءات ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي». وأضاف: «هذه خطوة مهمة ستزيد الضغط على آلة الحرب الروسية وستحدث تأثيراً ملموساً».
وواصلت القوات الأوكرانية هجومها المضاد على خط المواجهة حول مدينتين في شرق البلاد، فيما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة. وقال زيلينسكي، إن الهجوم المضاد عرقل خطط روسيا لتحقيق هدف تسعى إليه منذ فترة طويلة، وهو الاستيلاء على مركز الإمدادات في بوكروفسك.
إلى ذلك قال مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الأوكراني، إن طائرات مسيرة أوكرانية قصفت عدة محطات لضخ النفط تستخدم في تصدير الخام الروسي عبر ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود. وأضاف المسؤول أن المحطات التي استهدفت هي جزء من خط أنابيب كويبيشيف-تيخوريتسك، وتقع في منطقتي فولجوجراد وسامارا الروسيتين، مشيراً إلى أن العمل سيستمر لمنع التدفقات النقدية. وأسفر الهجوم على منطقة سامارا عن مقتل 4 أشخاص، وفق ما أفاد حاكم المنطقة. وقال حاكم المنطقة فياتشيسلاف فيدوريشتشيف: «بحزن كبير أبلغكم بمقتل 4 أشخاص وإصابة آخر في هجوم مسيرات».
في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها سيطرت على قرية بيريزوف في منطقة دنيبروبتروفسك بجنوب شرق أوكرانيا. وأضافت الوزارة،أن القوات شنت ضربات ناجحة بأسلحة عالية الدقة على منشآت عسكرية صناعية أوكرانية خلال الليل.
سجال
على صعيد متصل وصف الرئيس الإستوني، ألار كاريس، انتهاك روسيا للمجال الجوي الإستوني بأنه استفزاز آخر، بعد اعتراض ثلاث طائرات. وقال كاريس في منشور عبر «إكس»: «من الواضح جداً أن الدفاع الجوي يجب أن يكون أولوية لحلف شمال الأطلسي.» بدورها نفت وزارة الدفاع الروسية انتهاك مقاتلاتها للمجال الجوي لإستونيا، وأنها حلقت فوق المياه المحايدة لبحر البلطيق في طريقها من شمال غرب روسيا إلى جيب كالينينجراد الروسي على بحر البلطيق. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن ثلاث مقاتلات نفذت الرحلة، بما يتوافق مع القواعد الدولية، التي تحكم المجال الجوي، دون انتهاك حدود الدول الأخرى، مضيفة: «لم تنحرف الطائرات الروسية عن مسارها المتفق عليه خلال الرحلة، ولم تنتهك المجال الجوي لإستونيا».
نشر مقاتلات
في الأثناء قالت القوات المسلحة لبولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إن طائرات بولندية، وأخرى حليفة جرى نشرها في وقت مبكر من صباح أمس لحماية المجال الجوي البولندي. وأضافت قيادة العمليات في منشور على «إكس»: «الطائرات البولندية والحليفة تعمل في مجالنا الجوي، بينما وضعت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية وأنظمة الاستطلاع بالرادار في أعلى حالات التأهب». وأفادت قيادة الجيش البولندي إنهاء القوات الجوية البولندية والقوات الحليفة العملية مع توقف الضربات الجوية الروسية ضد أوكرانيا، مضيفة أن الإجراءات كانت وقائية، وتهدف إلى تأمين المجال الجوي في المناطق المجاورة للمنطقة المهددة.
