غياب بوتين يربك محادثات إسطنبول.. وتراشق بين كييف وموسكو

جانب من اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أنطاليا
جانب من اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أنطاليا

تستعد روسيا وأكرانيا لعقد محادثات سلام في إسطنبول، دون حضور الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بينما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه لا يتوقع تحقيق أي تقدم في جهود إنهاء الحرب قبل لقائه بوتين، وفيما تراشق الأوكرانيون والروس، شكك وزراء أوروبيون في حلف شمال الأطلسي، في رغبة بوتين بتحقيق السلام.

تصريحات متضاربة

وأكد الكرملين، أن فلاديمير بوتين لا يعتزم السفر إلى إسطنبول، إذ قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: «كلا، لا خطط كهذه في الوقت الراهن». وقال بيسكوف: «إنه على الرغم من أن بوتين لن يحضر المفاوضات، فإنه أعطى تعليمات للوفد الروسي قبل مغادرته».

كما شدد فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين في وفد موسكو إلى مباحثات السلام، إن روسيا تسعى إلى سلام طويل الأمد. وقال ميدينسكي، وهو من كبار مستشاري الرئيس الروسي، عبر تلغرام:

«إن الهدف من المباحثات المباشرة التي اقترحها فلاديمير بوتين هو إبرام سلام طويل الأمد ومستدام من خلال إزالة جذور النزاع». بدورها، نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله: «إن اللقاء المحتمل بين الرئيسين الأمريكي والروسي لا يعتمد بشكل مباشر على التقدم المحرز في محادثات السلام مع أوكرانيا».

من جهته، انتقد زيلينسكي، الوفد الذي أرسلته روسيا إلى إسطنبول. وقال زيلينسكي بعيد وصوله الى أنقرة: «علينا أن نفهم ما هو مستوى الوفد الروسي وما هي صلاحيته، إذا كان أعضاؤه قادرين على اتخاذ قرارات بأنفسهم».

واعتبر أن الوفد الروسي هو أقرب إلى مهزلة، مؤكداً أن كييف بعثت بوفد على أعلى مستوى.وقال زيلينسكي، إنه بصدد إرسال فريق برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف إلى اسطنبول لإجراء محادثات سلام مع وفد روسي.

ورداً على التصريحات الأوكرانية، وصفت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية، زيلينسكي، بالمهرج والفاشل. وقالت زاخاروفا: «من يستخدم كلمة مهزلة؟ مهرج؟ فاشل؟ شخص بلا أي عِلم».

وأضافت أن موقف روسيا إزاء اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا قد تغير ليعكس التغيرات على خطوط الجبهة. وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه لا يتوقع تحقيق أي تقدم في جهودإلى إنهاء الحرب قبل لقائه بوتين.

في الأثناء، أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة تتطلع لحصول تقدم في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، وهي مستعدة للبحث في أي آلية للتوصل إلى إنهاء الحرب بشكل مستدام. وأوضح روبيو خلال اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» في أنطاليا بتركيا:

«أمامنا عمل كثير ونبقى منخرطين في هذا المسار .. نحن على غرار الجميع، نتطلع لمعرفة ما سيحصل، بيد أن الوضع الصعب .. لكن نأمل أن يتحقق تقدمٌ على هذا الصعيد قريباً». وقال روبيو: «دونالد ترامب أوضح أنه يريد إنهاء الحرب».

مشيراً إلى أنه منفتح على جميع الآليات لتحقيق سلام عادل ودائم لن يضع فقط حداً لهذه الحرب بل سيمنع اندلاع حرب جديدة في يوم من الأيام. ورأى نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، أنه ينبغي أولاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأن التفاوض لا يتم تحت القنابل، مضيفاً:

«من خلال هذه المحادثات التقنية التي ستعقد هنا في تركيا، يمكننا أن نأمل في التوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ما سيسمح ببدء المفاوضات».

شكوك أوروبية

وأعرب الوزراء الأوروبيون في أنطاليا، عن شكوكهم في رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلام، إذ قال وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول: «روسيا لا تريد مفاوضات جادة في هذه المرحلة .. سيكون لذلك عواقب ..

أوروبا عازمة على اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة على موسكو». ولفت الوزير الألماني، إلى أن على الرئيس الروسي أن يدرك أنه لا يملك كل الأوراق، مؤكداً أن العالم ينتظر منه أن يلبي أخيراً دعوة الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

كما اتهم وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإرسال وفد على مستوى منخفض للمشاركة في مباحثات السلام. وقال لامي: «لقد جئنا ونحن نحمل رسالة واحدة وهي الوقوف بجانب أوكرانيا وضمان تحقيق سلام عادل ودائم .

. الاستعداد لذلك السلام يظهر من خلال تواجد الرئيس زيلينسكي هنا في تركيا أيضاً .. بالطبع، راقبنا عن كثب أثناء توجهنا إلى هذه المباحثات، ولاحظنا الأفراد الروس منخفضي المستوى الذين جاؤوا لتمثيل الجانب الروسي».

تفاؤل حذر

وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، مارك روته، عن تفاؤله بوجود فرص لإحراز تقدم فيما يخص إنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم غياب بوتين. وقال روته، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو في أنطاليا:

«ما زلت متفائلاً بحذر بشأن إمكانية تحقيق بعض التقدم خلال الأسبوعين المقبلين». وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: «إن هناك فرصة جديدة لتحقيق السلام بين أوكرانيا وروسيا»، معبراً عن أمله في أن تفتح المحادثات فصلاً جديداً من العلاقات بينهما.