أكبر هجوم روسي على كييف يصيب مقر الحكومة

تصاعد الدخان جرّاء اشتعال النيران بمبنى مجلس الوزراء الأوكراني وسط كييف
تصاعد الدخان جرّاء اشتعال النيران بمبنى مجلس الوزراء الأوكراني وسط كييف

في تطور ميداني لافت للحرب في أوكرانيا، شن الروس هجوماً هو الأكبر منذ تفجر النزاع بقصف العاصمة كييف بما فيها مقر الحكومة، الأمر الذي فجر سيل تنديدات أوروبية اعتبرت الهجمات سخرية من الدبلوماسية ودليلاً على عدم رغبة موسكو في التفاوض أو نوايا في تحقيق السلام.

وتضرر مقر الحكومة الأوكرانية في كييف، أمس، جراء هجوم جوي روسي هو الأضخم على الإطلاق استخدمت فيه أكثر من 800 مسيرة وصاروخ وأوقع ما لا يقل عن 5 قتلى بينهم اثنان في العاصمة. وشوهدت النيران مندلعة على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة والدخان يتصاعد منه.

وحلقت المروحيات فوق المبنى الواقع في قلب كييف قرب مقري الرئاسة والبرلمان، ملقية مياهاً على سطحه بينما هرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقاً أمنياً حوله. وقالت رئيسة الوزراء، يوليا سفيريدنكو، عبر تلغرام: لأول مرة تضرر سطح مقر الحكومة وطوابقه العلوية جراء الهجوم الروسي، مشيرة إلى أن الهجوم لم يخلف ضحايا داخل المبنى.

وأضافت: على العالم أن يرد على هذا التدمير ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال.. علينا تشديد ضغط العقوبات، وبصورة أساسية ضد النفط والغاز الروسيين، مطالبة كذلك بأسلحة.

وفي وقت لاحق، صرّح الناطق باسم أجهزة الإغاثة، بافلو بيتروف للتلفزيون: تم إخماد الحريق، لكن فرق الإنقاذ تعمل على تفكيك الهياكل ورشها بالماء لإعادة إصلاح المبنى والتثبت من أن كل شيء جيد. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: يعد هذا النوع من عمليات القتل في وقت كان من الممكن للدبلوماسية الحقيقية أن تبدأ منذ مدة طويلة، جريمة متعمدة ومحاولة لإطالة أمد الحرب. وكشف زيلينسكي، عن تنسيق عبر تطبيق الجهود الدبلوماسية والاتصالات مع الشركاء لضمان الرد المناسب.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني، أن روسيا أطلقت خلال الليل 810 مسيرات و13 صاروخاً على أوكرانيا، مؤكداً اعتراض 747 مسيرة و4 صواريخ منها. كما طال الهجوم مناطق أخرى، متسبباً بسقوط 5 قتلى، اثنان منهم في كييف، وأكثر من 20 جريحاً.

كما قتل شخصان آخران على الأقل في هجمات منفصلة، وفق السلطات الأوكرانية. وألحقت الضربات أضراراً بمبانٍ سكنية في كييف، إذ أفاد رئيس بلدية العاصمة، فيتالي كليتشكو، عن مقتل شخصين هما امرأة شابة وطفلها الرضيع.

وأعلنت روسيا أنها ضربت مواقع لمجمع الصناعات العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية مرتبطة بالنقل. وذكر الجيش الروسي، أن الهجمات استهدفت مواقع لإنتاج طائرات مسيرة ومطارات عسكرية في شرق وجنوب ووسط أوكرانيا، بالإضافة إلى منشأتين صناعيتين على مشارف كييف.

وأضاف أنه لم يتم ضرب أي أهداف أخرى داخل حدود كييف، ما يشير إلى احتمال تضرر المبنى الحكومي بسبب الحطام المتساقط وليس بضربة مباشرة.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن بيانات من وزارة الدفاع في موسكو، أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 69 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

إدانات

في السياق، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أحدث الهجمات التي شنتها روسيا بالصواريخ والطائرات المسيرة على أوكرانيا، بوصفها تمثل دليلاً على افتقار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للرغبة في التفاوض.

وقالت أورسولا فون دير لاين، في منشور على منصة «إكس»: مرة أخرى، يسخر الكرملين من الدبلوماسية، وينتهك القانون الدولي، ويقتل بلا تمييز. بدوره، قال أنطونيو كوستا، في منشور على منصة «إكس»: الحديث عن السلام مع تصعيد القصف واستهداف المباني الحكومية والمنازل هي نسخة بوتين للسلام. وأشار المسؤولان الأوروبيان، إلى تواصل العمل خلال نهاية الأسبوع لإعداد الحزمة الـ 19 من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.

صدمة

إلى ذلك، أعرب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن صدمته بعد الهجوم الروسي. وقال ستارمر في بيان: شعرت بالصدمة من الهجوم الليلي على كييف وعلى أنحاء أوكرانيا، والذي أسفر عن مقتل مدنيين وقصف بنية تحتية.. لأول مرة يتضرر مقر الحكومة المدنية في أوكرانيا.. تُظهر هذه الضربات أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتقد أن بإمكانه التصرف دون خوف من العقاب.. هو ليس جاداً بشأن السلام.

منطق حرب

كما ندد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالهجوم، معتبراً أن روسيا تنغمس بشكل متزايد في منطق الحرب. وأكد ماكرون أن بلاده ستواصل بذل كل ما في وسعها لضمان سلام عادل ودائم. كما قال ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن هذه الضربات غير المسبوقة، تمثل تصعيداً جديداً، وتظهر كما لو كان الأمر يتطلب ذلك، أن روسيا ليس لديها أي نية للسلام.