روسيا تتوعد باستهداف أي قوات تُنشر في أوكرانيا

زيلينسكي ورئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو خلال مؤتمر صحافي مشترك
زيلينسكي ورئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو خلال مؤتمر صحافي مشترك

بعد اجتماع أوروبي عاصف أقر نشر قوات في أوكرانيا، في إطار الضمانات الأمنية لمرحلة ما بعد الحرب، توعدت روسيا باستهداف أي قوات يجري نشرها، مشددة على أن التشكيلات العسكرية الأوروبية والأمريكية لا يمكن أن تكون جزءاً من الضمانات. وبينما كشفت كييف عن أنها تنسق مع الأوروبيين خطوات الانضمام للاتحاد، راجت أنباء عن لقاء وشيك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

مصالح روسيا

وهدد بوتين حلفاء كييف الأوروبيين باستهداف قواتهم إذا جرى نشرها في أوكرانيا، في وقت قدر فولوديمير زيلينسكي أن أعداد تلك القوات قد تصل إلى آلاف الجنود في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي: «إذا انتشرت قوات، أياً كانت هناك، وخصوصاً الآن فيما تجري معارك، سننطلق من مبدأ أنها ستكون أهدافاً مشروعة للجيش الروسي.

إذا تم اتخاذ قرارات من أجل التوصل إلى السلام، إلى سلام دائم، لا أرى ببساطة أي معنى لوجودها على الأراضي الأوكرانية»، مشدداً على وجوب ألا يشك أحد في أن روسيا ستلتزم تماماً بالضمانات الأمنية التي ستقدم لاحقاً لأوكرانيا.

ورفض بوتين دعوات لمقابلة زيلينسكي في مقر مفاوضات في الخارج. وقال بوتين إنه إذا رغب زيلينسكي في مقابلته لكن طلب في الوقت ذاته أن يسافر إلى مكان لحضور الاجتماع، فإنه بذلك يطلب الكثير للغاية.

وأعلن بوتين أنه مستعد للقيام باتصالات مع الجانب الأوكراني رغم عدم جدوى ذلك، مشدداً على أن الضمانات الأمنية لم تتم مناقشتها مع روسيا بشكل جدي حتى الآن.

بدوره رأى الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن التشكيلات العسكرية الأوروبية والأمريكية لا يمكن أن تكون بأي شكل من الأشكال جزءاً من الضمانات الأمنية لأوكرانيا، مشدداً على أن مصالح روسيا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أيضاً، كما اتهم الأوروبيين بعرقلة حل النزاع.

وفي كييف، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية، غورغي تيخي، تصريحات بوتين، قائلاً: «ليس من حقه أن يقرر من يحق لأوكرانيا أن تدعوه».

وقال بيسكوف إن نهج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في عقد الصفقات الدبلوماسية يختلف تماماً عن الدول الأوروبية. وقارن بيسكوف بين موقفي ترامب والدول الأوروبية، التي قال إنها تبذل كل ما في وسعها لعرقلة التوصل لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، مضيفاً: «على النقيض، ترامب بناء أكثر بكثير، فهو بالمعنى الجيد للكلمة ساخر تماماً، بمعنى لماذا تقاتل إذا كان بمقدورك عقد صفقة؟.

وانطلاقاً من مصالح أمريكا هذه، فهو يفعل كل شيء لوقف الحروب». ولفت إلى أن روسيا تفضل حل الصراع الأوكراني دبلوماسياً وليس عسكرياً، قائلاً: «وإذا كان بمقدور ترامب مساعدتنا في تحقيق هذه الطرق السياسية والدبلوماسية، فإن مصالحنا تتطابق هنا، وهذا يمكن ويجب أن يكون محل ترحيب».

وكشف بيسكوف أن بوتين وترامب قد يلتقيان مرة أخرى في المستقبل القريب.

انضمام وتمويل

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن عدد الجنود الذين قد يتم نشرهم قد يصل إلى الآلاف، مضيفاً: «هذا أمر واقعي، لكن من المبكر الخوض في التفاصيل، نحن نتحدث عن إجراءات ملموسة براً جواً وبحراً وفي الفضاء السيبراني، إضافة إلى تمويل قواتنا المسلحة».

وأشار زيلينسكي بعد اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إلى أنه نسق خطوات بشأن محادثات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مع كوستا.

من جهته، أعلن ترامب أنه سيتحدث قريباً مع بوتين. وعلى هامش حفل عشاء جمعه بكبار رؤساء شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، سئل ترامب عما إذا كان سيتحدث قريباً مع بوتين، فأجاب: «نعم، سأتحدث إليه».

موقف صيني

بدورها، أعلنت الصين أنها تعارض بحزم أي ضغوط تمارس عليها فيما يتعلق بأوكرانيا، بعدما حض ترامب القادة الأوروبيين على الضغط اقتصادياً على بكين.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، غوو جياكون: «الصين ليست أصل هذه الأزمة، كما أنها ليست طرفاً فيها.

نعارض بحزم هذا التوجه القاضي بجر الصين باستمرار إلى هذه المسألة، ونعارض بحزم ممارسة أي ضغوط اقتصادية مزعومة على الصين».

إلى ذلك، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، دان يورجنسن، إنه في حالة التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، يتعين ألا يعود الاتحاد الأوروبي إلى الطاقة الروسية.

وأضاف: «حتى عندما يكون هناك سلام، فمن رأيي أنه سيتعين علينا أن نستمر في عدم الاستيراد من روسيا، هذا أمر سيظل قائماً»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تؤيد وقف الاتحاد الأوروبي لواردات الطاقة الروسية.

حرب مسيّرات

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها دمرت 92 طائرة مسيرة أوكرانية، فوق الأراضي الروسية ليلاً.

وقالت الوزارة في بيان: «تم تدمير 15 طائرة من دون طيار فوق أراضي مقاطعة بريانسك، و13 فوق أراضي مقاطعة روستوف، و12 فوق أراضي مقاطعة تولا، و11 فوق أراضي مقاطعة كالوجا، وتسع فوق أراضي مقاطعة ريازان، وثماني فوق أراضي القرم، كما تم تدمير سبع طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة فورونيج، و5 على أراضي مقاطعة كورسك، وخمس فوق أراضي مقاطعة أورلوف، واثنتين فوق أراضي مقاطعة ليبيتسك، وأخريين فوق أراضي مقاطعة بيلجورود، وطائرة مسيرة واحدة في مقاطعة سمولينسك، وواحدة فوق كل من حوضي البحر الأسود وبحر آزوف».

استهداف

على صعيد متصل، أعلنت أوكرانيا، أمس، أنها استهدفت مصفاة نفط في منطقة ريازان بروسيا.

وأشار قائد سلاح المسيرات الأوكراني، روبرت بروفدي، إلى شن هجمات على المصفاة التي تقع بمنطقة على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق موسكو، وعلى مستودع نفط في منطقة لوهانسك.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو وهي تظهر اشتعال النيران في المصفاة ومستودع النفط.

وتعد مصفاة النفط في ريازان واحدة من أكبر مصافي النفط في روسيا. وكتب حاكم منطقة ريازان، بافل مالكوف، عبر تطبيق تلغرام، أنه جرى إسقاط 8 مسيرات فوق المنطقة.

كما قتل 3 أشخاص في قصف روسي لمنطقة خاركيف في شرق أوكرانيا على ما أفاد حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

وكتب عبر تلغرام: «هاجم الروس بلدة خوتيمليا بمسيرات. قُتل رجلان وامرأة». وأشار إلى أن رجلين آخرين أصيبا وأدخلا المستشفى، موضحاً أن بعض الضحايا يعملون في صيانة الطرقات.