عراقيل دون لقاء بوتين وزيلينسكي

جندي أوكراني يحاول الاختباء من مسيّرة روسية على خط المواجهة في دونيتسك
جندي أوكراني يحاول الاختباء من مسيّرة روسية على خط المواجهة في دونيتسك

لا يبدو من أفق للقاء يجمع الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في ظل إصرار موسكو، على ما أسمته «تحضيراً جيداً»، مع معارضة صريحة لنشر قوات حفظ سلام أوروبية، فيما اشتعل الميدان بهجمات روسية مسيّرة استهدفت منشآت للطاقة في 6 مناطق.

وأكد الكرملين، أن أي لقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني يتطلب تحضيراً جيداً، ما يقلص احتمالات انعقاد اجتماع بين فلاديمير بوتين، وفولوديمير زيلينسكي، في أي وقت قريب.

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن أي تواصل عالي المستوى أو على أعلى مستوى يجب أن يتم التحضير له جيداً ليكون فعالاً، مضيفاً أن كبار المفاوضين الروس والأوكرانيين على اتصال، لكن لم يتم بعد تحديد موعد لإجراء مفاوضات.

وشدد بيسكوف على أن روسيا تعارض نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا، مستبعداً فكرة ترتيب لقاء قريب بين بوتين وزيلينسكي. وقال بيسكوف للصحافيين لدى سؤاله عن وجهة نظر موسكو في ما يتعلق بنشر قوة أوروبية لحفظ السلام في إطار أي اتفاق لإنهاء النزاع:

ننظر إلى هذا النوع من النقاشات بسلبية، مشيراً إلى أن رغبة موسكو في منع أي وجود عسكري لبلدان حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كان على رأس الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب.

وأفاد بيسكوف، بأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا هي من أهم المواضيع التي يتم بحثها في أي محادثات تهدف للتوصل إلى تسوية، مضيفاً أن موسكو لن تناقش تفاصيل هذه المسألة علناً. وأشاد الكرملين بجهود الولايات المتحدة لتحقيق السلام في أوكرانيا، لافتاً إلى أن قمة ألاسكا كانت ذات جدوى وضرورية.

تبادل بيانات

إلى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، إن بلاده تدرس سبل تبادل بيانات ساحة المعركة مع حلفائها، واصفاً الكم الهائل من المعلومات المخزنة بأنها إحدى أوراق كييف لتعزيز موقفها في وقت تتفاوض فيه للحصول على الدعم من الدول الصديقة.

وقال ميخائيلو فيدوروف الذي يرأس وزارة التحول الرقمي في أوكرانيا: البيانات التي لدينا لا تقدر بثمن بالنسبة لأي بلد، مضيفاً أن أوكرانيا تتوخى الحذر بشدة حالياً بشأن تبادلها.

هجوم مسيّر

ميدانياً، قال مسؤولون أوكرانيون، أمس، إن روسيا شنت هجوماً واسعاً بطائرات مسيّرة على منشآت الطاقة والبنية التحتية لنقل الغاز في 6 مناطق أوكرانية خلال الليل، ما أسفر عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص.

وقالت وزارة الطاقة، إن القوات الروسية ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية لنقل الغاز في منطقة بولتافا، كما استهدفت معدات في إحدى المحطات الفرعية الرئيسية في منطقة سومي، مشيرة إلى أن المنشآت الرئيسية لإنتاج الغاز في أوكرانيا تتمركز في منطقتي بولتافا وخاركيف.

وأضافت: نعتبر الهجمات الروسية استمراراً للسياسة المتعمدة لروسيا الاتحادية بتدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا قبل موسم التدفئة. وتعرضت مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك أيضا لهجمات خلال الليل.

وذكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الهجمات أدت لانقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص في مناطق بولتافا وسومي وتشيرنيهيف.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية، إنها أسقطت 74 من أصل 95 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا في هجومها خلال الليل، بينما نجحت 21 مسيّرة في ضرب تسعة مواقع بأنحاء البلاد.

وأسفرت هجمات روسية على جنوب أوكرانيا عن 3 قتلى، وفق ما أفاد مسؤولون في منطقة خيرسون، إذ تسبب قصف مدفعي روسي عن مقتل عاملَين في مزرعة بقرية نوفوفورونتسوفكا بمنطقة خيرسون، وفق حاكمها أولكسندر بروكودين. وأدت هجمات روسية أخرى ليلاً إلى مقتل شخص وإصابة آخرين في العاصمة الإقليمية خيرسون، وفق المدعي العام المحلي.

حريق

في الأثناء، قال يوري سليوسار، القائم بأعمال حاكم روستوف الروسية، أمس، إن حطام طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا تسبب في اندلاع حريق على سطح مبنى سكني في المدينة الواقعة بجنوب روسيا، ما دفع إلى إجلاء 15 من السكان.

وأضاف سليوسار: المهم هو أن ذلك لم يسفر عن إصابة أحد، مشيراً إلى أن الحريق تم احتواؤه. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 26 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، منها 15 فوق منطقة روستوف.