لا يزال ملف أوكرانيا يراوح مكانه في ظل تعذر اللقاء المطارد بين الرئيسين، فولوديمير زيلينسكي، وفلاديمير بوتين، وفيما تستمر لقاءات الأوكرانيين والأمريكيين والأوروبيين بحثاً عن السلام الضائع، تتهم برلين وأوتاوا بوتين بالمماطلة في إيجاد حلول تنهي الصراع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير ماركو روبيو بحث مع عدد من نظرائه الأوروبيين، الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وذكر ناطق باسم الوزارة في بيان أن روبيو أجرى محادثات مع نظيريه البريطاني، ديفيد لامي، والأوكراني، أندري سيبيها، ووزيرة الخارجية الفنلندية، إلينا فالتونين، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وآخرين.
وقال سيبيها إن أوكرانيا ممتنة لروبيو على جهوده وللرئيس دونالد ترامب على قيادته لصنع السلام، وأضاف أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا أساسية، وكتب على منصة إكس:
«أكدت على موقف أوكرانيا بأن الضمانات الأمنية يجب أن تكون قوية وملزمة قانونياً وفعالة.. وينبغي أن تكون متعددة الأبعاد، بما في ذلك المستويات العسكرية والدبلوماسية والقانونية وغيرها.. نحن جميعاً على قناعة بأن الجيش الأوكراني هو المستوى الأساسي لأي ضمانات من هذا القبيل، وبالتالي فإن تعزيزه إلى أقصى حد هو أولويتنا القصوى».
كما قال زيلينسكي، إن على كييف وحلفائها تسريع جهودهم لتحديد ضمانات أمنية مستقبلية لأوكرانيا. وأضاف بعد اجتماع في كييف مع رئيس أركان الجيش البريطاني، توني راداكين: يتعين علينا تكثيف عملنا إلى أقصى حد وضمان الوضوح والشفافية في كل ما يتعلق بالضمانات الأمنية.
على صعيد متصل، اتهم المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، موسكو بالمماطلة في مساعي السلام في أوكرانيا، مشيراً إلى الاجتماع الثنائي المزمع بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وقال ميرتس في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، في برلين: «يعتقد بوتين أنه من الصواب وضع شروط مسبقة لهذا الاجتماع، وهي شروط غير مقبولة على الإطلاق من وجهة نظر أوكرانيا، ومن وجهة نظرنا أيضاً، ومن وجهة نظري الشخصية».
ولفت ميرتس إلى أن على موسكو التحرك الآن، قائلاً: «إذا لم يخطُ الجانب الروسي هذه الخطوة، فستكون هناك حاجة لمزيد من الضغط، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يعمل بالفعل على فرض عقوبات إضافية».
وأوضح أنه حال لم يعقد اجتماع مثل الذي اتفق عليه ترامب وبوتين، فإن الكرة تعود إلى ملعب الأوروبيين والأمريكيين، مضيفاً: «ترامب عرض دعوة بوتين وزيلينسكي بعد ذلك إلى اجتماع ثلاثي، ستكون هذه هي الخطوة المنطقية التالية».
بدوره وصف كارني الرئيس الروسي بالمماطل في عقد اجتماع مع زيلينسكي من خلال فرض شروط جديدة باستمرار، مضيفاً أن بوتين يخشى من هذا الاجتماع، وتعهد كارني بأن تساعد كندا في ضمان السلام والأمن في أوكرانيا، قائلاً: «لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال القوة، وفرض العقوبات على روسيا، وتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية، لا بد من توفير ضمانات أمنية موثوقة».
صفقات
إلى ذلك، قالت 5 مصادر مطلعة إن مسؤولين من الحكومتين الأمريكية والروسية ناقشوا عدة صفقات في مجال الطاقة على هامش مفاوضات جرت هذا الشهر، في مسعى لإحلال السلام في أوكرانيا.
وذكرت المصادر أن هذه الصفقات طُرحت باعتبارها حوافز لتشجيع روسيا على الموافقة على إحلال السلام في أوكرانيا وتشجيع الولايات المتحدة على تخفيف العقوبات على روسيا.
وذكرت 3 من المصادر أن المسؤولين ناقشوا إمكانية دخول شركة «إكسون موبيل» من جديد في مشروع سخالين 1 الروسي للنفط والغاز. وأفادت 4 مصادر بأن المسؤولين أثاروا أيضاً احتمالية أن تشتري روسيا معدات أمريكية لمشروعاتها الخاصة بالغاز الطبيعي المسال، مثل مشروع القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 الذي يخضع لعقوبات غربية.
تطورات ميدان
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، دمرت 51 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية خلال الليلة قبل الماضية، وقال البيان:
«اعترضت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة ودمرت 43 طائرة مسيرة أوكرانية.. تم تدمير 6 طائرات مسيرة فوق مقاطعات لينينجراد، وريازان، وتولا، و5 فوق مقاطعة فولجوجراد، و4 فوق مقاطعة بريانسك، و3 فوق مقاطعتي أوريول، وبسكوف، و2 فوق مقاطعتي بيلجورود، وكورسك، وواحدة فوق مناطق فورونيج، وكالوجا، وليبيتسك، ونوفجورود، ونيجني نوفجورود، وروستوف».
كما أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان، أمس، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 47 من أصل 59 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا خلال هجوم جوي على شمال وشرق البلاد خلال الليل.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 59 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق كورسك، وشاتالوفو، وبريانسك، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، مشيراً إلى أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية ووحدات الطائرات المسيرة وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.