تحتضن العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء محادثات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى «إعادة» العلاقات الثنائية، وستشمل أيضاً «مفاوضات محتملة في شأن أوكرانيا»، والتحضير لقمة بين الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في وقت اجتمعت دول أوروبية رئيسية أمس في قمة استثنائية في باريس لمناقشة «الأمن الأوروبي» وملف أوكرانيا، ويأتي هذا الاجتماع تزامناً مع تباعد في وجهات النظر بين موقف الإدارة الأمريكية التي تهاجم الكتلة الأوروبية وعزم ترامب التفاوض مباشرة مع موسكو في شأن أوكرانيا.
وحل أمس في الرياض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للقاء الوفد الروسي بالرياض.
وتهدف المحادثات إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، فوجه ترامب كبار المسؤولين ببدء مفاوضات في شأن الحرب التي تعهد مراراً في حملته الانتخابية بإنهائها.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمستشار الدبلوماسي للرئيس بوتين، يوري أوشاكوف، حلا أمس في الرياض للمشاركة في الاجتماع.
وأوضح لافروف أن بوتين وترامب يريدان تجاوز العلاقات السابقة غير الطبيعية بين موسكو وواشنطن.
وقال لافروف إنه في مكالمتهما الهاتفية الأسبوع الماضي، اتفق بوتين وترامب على ضرورة ترك العلاقات غير الطبيعية تماماً وراءهما، مضيفاً إن الرئيسين اتفقا على ضرورة استئناف الحوار.
وأضاف إن موسكو تريد الإصغاء لشركائها الأمريكيين في لقاء الرياض، مشيراً إلى أنه بطبيعة الحال «سنكون مستعدين للرد».
وأوضح لافروف أنه لا يرى سبباً يستدعي مشاركة الأوروبيين في محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، متهماً إياهم بالرغبة في مواصلة الحرب.
وأضاف لافروف «لا أعرف ماذا سيفعلون على طاولة المفاوضات... إذا كانوا سيجلسون حول طاولة المفاوضات بهدف مواصلة الحرب، فلماذا ندعوهم إليها؟».
وقال ترامب الأحد إنه يعتقد بأنه قد يلتقي قريباً جداً بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف لصحافيين إنه يعمل بجد لتحقيق السلام، معبراً عن اعتقاده بأن بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريدان وقف القتال.
قمة أوروبية
إلى ذلك، استضافت باريس أمس دولاً أوروبية رئيسية لمناقشة ملفات الأمن الأوروبي وأوكرانيا.
ودعت الرئاسة الفرنسية لهذا الاجتماع غير الرسمي رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
وتأتي الدعوة لهذا الاجتماع تزامناً مع تباعد في وجهات النظر بين موقف الإدارة الأمريكية التي تهاجم الكتلة الأوروبية وعزم ترامب التفاوض مباشرة مع بوتين في شأن أوكرانيا.
تحذير
وحذرت دير لايين من أن أوروبا عند «نقطة تحول».
وقالت، على منصة «إكس» إن «أمن أوروبا عند نقطة تحول. نعم، يتعلق الأمر بأوكرانيا، لكنه يتعلق بنا أيضا. نحن بحاجة إلى التحلي بعقلية تدرك مدى إلحاح الوضع. نحتاج إلى زيادة في الدفاع. نحتاج إلى كلا الأمرين فوراً».
وقال كوستا، إن التكتل لا بد أن يُشارك في مفاوضات مع روسيا بشأن نهاية الحرب في أوكرانيا، وذلك من أجل رسم خارطة لهيكل أمني مستقبلي لأوروبا.
ويأتي اجتماع الدول الأوروبية غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا والذي ألقى فيه نائب الرئيس الأمريكي غاي دي فانس خطاباً حاداً هاجم فيه الاتحاد الأوروبي متهماً إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأمريكيين يدرسون إجراء مفاوضات في شأن أوكرانيا من دون الأوروبيين.
وحينما سُئل في ميونيخ عن احتمال مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، أجاب المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ أنا جزء من المدرسة الواقعية، وأعتقد بأن هذا لن يحدث.
