أنزل الأوروبيون حزمة عقوبات جديدة على روسيا على خلفية حرب أوكرانيا، وفيما قلل الروس من تأثيرها وأنها ستؤدي إلى نتائج عكسية، فرضت لندن عقوبات منفردة على وحدات وضباط من الاستخبارات العسكرية الروسية.
وفرض الاتحاد الأوروبي، أمس، حزمة جديدة من العقوبات على روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل، كايا كالاس:
إن الاتحاد الأوروبي اعتمد للتو واحدة من أقسى حزم العقوبات ضد روسيا. مضيفة: أوروبا لن تتراجع عن دعمها لأوكرانيا. سيواصل الاتحاد الأوروبي زيادة الضغط حتى تنهي روسيا حربها.
ورحب المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بالعقوبات. وكتب على منصة «إكس» أنها تستهدف مصارف وقطاعات الطاقة والصناعة العسكرية، بما يضعف قدرة روسيا على مواصلة تمويل الحرب ضد أوكرانيا، مضيفاً:
نحن نواصل الضغط على روسيا. بدورها رحبت فرنسا باعتماد الحزمة غير المسبوقة من العقوبات، إذ قال وزير الخارجية، جان نويل بارو، في منشور على «إكس»: مع الولايات المتحدة، سنجبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
كما شكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاتحاد الأوروبي على حزمة العقوبات، داعياً إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد موسكو. وكتب زيلينسكي على موقع «إكس»: هذا القرار أساسي وفي الوقت المناسب، لا سيما الآن.
حيث إنه رد على حقيقة أن روسيا كثفت وحشية الضربات على مدننا وقرانا. تستمر حزمة العقوبات الـ18 في استهداف أسطول ناقلات النفط الروسي، ليس فقط السفن نفسها، لكن أيضاً قباطنة أسطول الظل. وأشار زيلينسكي إلى أن محادثات السلام مع روسيا بحاجة إلى قوة دافعة أكبر.
في المقابل، قلل الكرملين من تأثير العقوبات الجديدة، ووصفها بأنها غير قانونية، مؤكداً أنها ستؤدي إلى نتائج عكسية. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: سنقوم بالتأكيد بتحليل الحزمة الجديدة من العقوبات لتقليل تأثيرها.
كل حزمة جديدة تفاقم التأثير السلبي على الدول التي تطبقها. لقد اكتسبنا بالفعل مناعة ما ضد العقوبات. لقد تكيفنا مع الحياة في ظلها.
وقال الكرملين إنه لا يعتقد أن موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأكثر صرامة تجاه روسيا على خلفية حرب أوكرانيا يعني نهاية المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء العلاقات المتدهورة بين واشنطن وموسكو.
وتوقع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أن يصمد الاقتصاد الروسي في مواجهة أحدث حزمة عقوبات من الاتحاد الأوروبي، وقال: إن موسكو ستكثف ضرباتها على أوكرانيا.
وكتب ميدفيديف في منشور على قناته الرسمية على تطبيق «تلغرام» أن العقوبات الجديدة لن تفعل الكثير لتغيير موقف روسيا في الصراع، مثلما فشلت جولات العقوبات السابقة في إحداث أي تأثير، مشيراً إلى أن روسيا تخطط لتكثيف ضرباتها على أوكرانيا.
عقوبات بريطانية
في الأثناء، فرضت المملكة المتحدة، أمس، عقوبات على وحدات وضباط من الاستخبارات العسكرية الروسية، قالت إنهم كانوا وراء الاستعدادات لهجوم بقنابل في عام 2022 على مسرح في جنوب أوكرانيا، أسفر عن مقتل مئات المدنيين. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها فرضت عقوبات على 18 ضابطاً يعملون لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية.
وندد الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، بما وصفاه بالأنشطة الإلكترونية الخبيثة والهجمات الهجينة الروسية الرامية إلى تقويض الأمن والديمقراطية في أوروبا وخارجها.
وجاء في بيان: يتضامن الاتحاد بشكل كامل مع المملكة المتحدة، ويواصل التنديد بالتهديد الملموس الذي تشكله روسيا على أمن المملكة وشركائها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
تطورات ميدانية
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إسقاط 73 مسيرة أوكرانية استهدفت مناطق جنوب غربي البلاد. كما سقط عدة أشخاص بين قتيل وجريح في أحدث هجوم روسي بمسيرات وقنابل انزلاقية على أوكرانيا.
وأعلن سيرهي ليساك، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دنيبروبيتروفسك وهيئة السكك الحديدية الأوكرانية، أن سائق قطار لقي حتفه في هجوم بمسيرة، وأصيب شخصان آخران. وأضاف ليساك أن شخصاً لقي حتفه وأصيب آخرون إثر هجمات بمسيرات في حي كاميانسكي.
وقال مكتب المدعي العام الإقليمي في دونيتسك إن امرأة لقيت حتفها في منزلها إثر هجوم بقنبلة انزلاقية في كوستيانتينيفكا. وأصيب آخرون جراء هجمات روسية، من بينهم ثلاثة متطوعين كانوا يساعدون في إجلاء السكان.
كما وردت تقارير عن هجمات روسية جديدة في خاركيف. وأصيب 4 أشخاص وتضررت عدة مبانٍ سكنية في تشوهويف.
إلى ذلك، قالت السلطات في شبه جزيرة القرم إنها تفرض تعتيماً إعلامياً بهدف مواجهة الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ، فضلاً عن العمليات التخريبية.
وذكر سيرجي أكسيونوف، حاكم شبه جزيرة القرم، أنه وقع مرسوماً يحظر على وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل نشر أي صور أو مقاطع مصورة أو أي محتوى آخر يكشف عن موقع القوات الروسية، أو تفاصيل الهجمات الأوكرانية على شبه الجزيرة.