شهدت مدينة تل أبيب واحدة من أضخم التظاهرات في إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين، مساء الأحد، للمطالبة بوقف العمليات العسكرية والتوصل إلى اتفاق شامل للإفراج عن الرهائن.
تأتي تلك التظاهرة في أعقاب إضراب عام استهدف تصعيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
وتدفق المحتجون إلى ما يُعرف بـ"ساحة الرهائن" – إحدى أبرز نقاط الاعتصام منذ بدء الصراع – مرددين: "أعيدوهم جميعاً إلى الوطن، أوقفوا الحرب!"، وذلك استجابة لدعوة منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي قدّر عدد المشاركين بنحو نصف مليون شخص، وسط غياب التأكيد الرسمي من الشرطة الإسرائيلية.
وطالب المتحدثون باسم الحراك باتفاق شامل وقابل للتحقق يفضي إلى إنهاء الحرب.
وترافقت التظاهرات مع موجة احتجاجات عارمة شملت إغلاق طرق، وإضرام النيران في الإطارات، واشتباكات مع الشرطة التي أعلنت اعتقال أكثر من 30 متظاهراً. وتوعد منظمو الحراك بمواصلة "إغلاق البلاد" حتى تحقيق هدف الإفراج عن جميع الرهائن وإنهاء القتال.
جاء هذا التصعيد الشعبي بعد أيام من مصادقة مجلس الأمن الإسرائيلي على خطة لاحتلال مدينة غزة، فيما دخلت الحرب شهرها الثاني والعشرين، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
في المقابل، هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المحتجين، مؤكداً أن تحركاتهم "لا تعرقل فقط فرص الإفراج عن الرهائن، بل تهدد بتكرار فظائع 7 أكتوبر". بينما وصف وزراء آخرون، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الحملة الاحتجاجية بأنها "منحرفة وتصب في مصلحة حماس"، في حين لام قادة في المعارضة الحكومة على فشلها في حماية أبناء الرهائن وتحملها مسؤولية استمرار معاناتهم.
وفي ظل تصاعد الضغوط، تتواصل جهود الوساطة سعياً لاتفاق تهدئة جديد لمدة 60 يوماً يشمل إطلاق سراح الرهائن.
يُذكر أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة أسفر حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 61 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة في غزة، دون احتساب آلاف الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو من قضوا إثر الأسباب غير المباشرة للحرب.

