لم يوقف اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان التوتر على الحدود، إذ شن الجيش الإسرائيلي، غارة على هدف لحزب الله في الجنوب، وفيما حال الجنود دون عودة سكان القرى الحدودية إلى ديارهم، أطلقوا النار على مشيعين في بلدة الخيام، بينما دعت باريس إلى الوقف الفوري لكل أعمال الانتهاكات لوقف إطلاق النار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه شن غارة جوية ضد هدف لحزب الله في جنوب لبنان، في هجوم هو الثاني من نوعه ولليوم الثاني توالياً، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال الجيش في بيان: تم رصد نشاط وتحرك لمنصة صاروخية متنقلة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان..
تم إحباط التهديد من خلال غارة جوية لطائرة تابعة لسلاح الجو. وأرفق البيان بمقطع فيديو يظهر قصفاً من الجو لما يرجح أنها منصة لإطلاق الصواريخ موضوعة على ظهر شاحنة تتحرك ببطء، واندلاع النيران فيها بعد القصف.
وحال الجيش الإسرائيلي بين سكان عشرات القرى في جنوب لبنان، وبين عودتهم إلى ديارهم، حتى إشعار آخر. وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش لا يريد أن يتعرض هؤلاء القرويون لخطر الاستهداف، مشيراً إلى قائمة تضم أكثر من 60 قرية قرب الحدود الإسرائيلية ضمن منطقة يحظر دخول اللبنانيين إليها حالياً.
وأطلق جنود إسرائيليون النار على سكان بلدة الخيام قرب الحدود في جنوب لبنان أثناء تشييع، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وأوردت الوكالة الوطنية، أن إسرائيل أطلقت النار على لبنانيين في الخيام، خلال تشييعهم أحد أبناء البلدة. وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي رداً على سؤال حول إطلاق النار على السكان، إنه خلال الساعات القليلة الماضية، كانت قوات الجيش الإسرائيلي تعمل على إبعاد مشتبه بهم في منطقة الخيام بجنوب لبنان. كما قالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن 4 دبابات إسرائيلية توغلت في الحي الغربي من بلدة الخيام.
دعوات التزام
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الوقف الفوري لكل الأعمال التي تنتهك وقف إطلاق النار، على ما أعلن قصر الإليزيه. وخلال مكالمتين هاتفيتين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا ماكرون جميع الأطراف إلى العمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن جميع الأعمال التي تخالف هذا التطبيق الكامل يجب أن تتوقف فوراً.
وكرر ماكرون التزام فرنسا بتقديم دعمها للقوات المسلحة اللبنانية، سواء على المستوى الوطني أو في إطار قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
مؤكداً ضرورة أن يجد جميع الأطراف اللبنانيين السبيل للخروج من الأزمة السياسية. وقال ماكرون إنه من الجوهري أن تجري انتخابات رئاسية للسماح بتعيين حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات الضرورية لاستقرار لبنان وأمنه.
حاجة ملحة
في الأثناء، أكد المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، الجمعة في ختام زيارة لبيروت، الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية، مضيفاً: جئت إلى لبنان فور إعلان وقف إطلاق النار لإبداء دعم فرنسا لتطبيقه بالكامل ولتأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية واستئناف العملية المؤسساتية. وأعرب عن ارتياحه لإعلان بري عقد جلسة لانتخاب رئيس في 9 يناير المقبل.