تصاعدت التوترات، أمس، بين الهند وباكستان على خلفية الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، والذي حملت نيودلهي مسؤوليته إلى إسلام آباد، حيث طلبت السلطات الهندية والباكستانية من رعاياهما مغادرة أراضيهما على الفور.
في حين أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، ورفضت تعليق نيودلهي معاهدة لتقاسم المياه.
ومن دون توجيه الاتهام إلى باكستان بشكل رسمي، تعهّد رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي، وفي خطاب عالي النبرة، بملاحقة المسؤولين عن الهجوم وشركائهم «إلى أقاصي الأرض».
وبعد ظهر الثلاثاء، أطلق ثلاثة مسلّحين على الأقل النار في منتجع باهالغام الواقع على مسافة 90 كيلومتراً براً من مدينة سريناغار الكبيرة في كشمير، ما أدى إلى مقتل 25 هندياً ونيبالياً. ويعد هذا الهجوم الأكثر حصداً للأرواح منذ العام 2000 في إقليم كشمير.
في الأثناء، أغلقت باكستان، أمس، مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، ورفضت تعليق نيودلهي معاهدة لتقاسم المياه رداً على إجراءات قامت بها نيودلهي عقب الهجوم الذي استهدف سياحاً بالشطر الهندي من إقليم «كشمير» المتنازع عليه بين البلدين.
وأعلنت سلطات إسلام آباد سلسلة من الإجراءات المضادة بحق الهند، عقب اجتماع نادر للجنة الأمن القومي، حيث قررت طرد دبلوماسيين وتعليق التأشيرات للهنود، وإغلاق الحدود والمجال الجوي مع الهند، ووقف التجارة معها.
وخفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية، حيث أصدر مكتب شهباز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، بياناً قال فيه: «تعلن باكستان مستشاري الدفاع البحري والجوي الهنود في إسلام آباد أشخاصاً غير مرغوب فيهم، ويطلب منهم مغادرة باكستان على الفور».
وأضاف البيان أن «التأشيرات الممنوحة للمواطنين الهنود سيتم إلغاؤها مع استثناءات قليلة، وأن كل الحدود ستغلق وستوقف التجارة، كما سيغلق المجال الجوي أمام شركات الطيران التي تملكها أو تديرها الهند».
وتأتي هذه الإجراءات التصعيدية من إسلام آباد بعد إعلان الحكومة الهندية تعليق معاهدة تقاسم المياه مع جارتها باكستان، وإغلاق المعبر البري الحدودي الرئيسي، وطلبت من جميع الباكستانيين الموجودين على أراضيها المغادرة خلال 48 ساعة، وقامت بتخفيض عدد الموظفين بالمفوضية العليا الباكستانية في البلاد من 55 إلى 30 شخصاً.
كما أعلنت وزارة الخارجية الهندية «تعليق إصدار تأشيرات الدخول الممنوحة للمواطنين الباكستانيين مع مفعول فوري»، مضيفة: «ينبغي على كل المواطنين الباكستانيين الموجودين في الهند مغادرة البلاد قبل تاريخ انتهاء صلاحية التأشيرات»، المحدد في 27 أبريل.