أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) يوم الخميس عن تخصيص موازنة تاريخية بلغت 22.1 مليار يورو لبرامجها للسنوات الثلاث المقبلة، في قرار استراتيجي يؤكد عزم القارة على "اللحاق بالركب" في قطاع حيوي تتزايد فيه المخاطر الأمنية وتشتد المنافسة الخاصة.
ويأتي هذا التعهد المالي غير المسبوق استجابة للتحديات الجيوسياسية التي أفرزتها حرب أوكرانيا، وهيمنة شركات خاصة عملاقة مثل "سبيس إكس"، مما يضع أوروبا على مسار جديد نحو استعادة قدرتها المستقلة وتأمين مصالحها في الفضاء.
جاء هذا الإعلان خلال اجتماع مجلس الوكالة الوزاري في مدينة بريمن الألمانية. وقال المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية جوزف أشباخر: "لم يسبق أن حدث ذلك"، مشيراً إلى أن التعهّد الجديد يظهر أن قطاع الفضاء "قطاع اقتصادي ينمو بسرعة كبيرة".
ويتجاوز المبلغ (22.1 مليار يورو) المخصص في الدورة السابقة بنحو خمسة مليارات يورو، ويقترب من الموازنة المقترحة للوكالة (22.2 مليار يورو).
وأكد أشباخر أن "أهمية [الفضاء] تزداد أكثر فأكثر بالنسبة الى الأمن والدفاع، وهو مجال حيث يتعيّن على الاتحاد الأوروبي اللحاق بركب" بلدان أخرى. وتنسّق وكالة الفضاء الأوروبية، التي تحتفل بعامها الخمسين هذه السنة، مشاريع الفضاء المدنية بين دولها الـ 23 الأعضاء كما تعمل مع أجهزة الاتحاد الأوروبي.
يأتي هذا الدعم المالي الهائل في وقت يواجه فيه قطاع الفضاء الأوروبي تحديات كبرى. فقد تغير القطاع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مع هيمنة شركات خاصة على غرار "سبيس إكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك على قطاع إطلاق المركبات الفضائية.
كما خسرت أوروبا لفترة وجيزة طريقة مستقلة لإطلاق مشاريعها إلى الفضاء بعدما سحبت روسيا صواريخها في أعقاب غزو أوكرانيا عام 2022، مما سلط الضوء على ضرورة استعادة القدرة الأوروبية الذاتية.
وعلى النقيض من أوروبا، تشهد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وضعاً مالياً متقلباً، إذ استهدف الرئيس دونالد ترامب الوكالة بتدابير مشددة لخفض ميزانيتها منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
رغم التحديات السياسية، أكدت وكالة الفضاء الأوروبية هذا الأسبوع بأن "ناسا" أكدت مساهمتها في الروبوت الجوال الأوروبي "روزاليند فرانكلين" المخصص للمريخ. ومن المقرر أن يتم إطلاق هذه المهمة في 2028 بهدف البحث عن مؤشرات إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض على سطح المريخ.
