اجتماع جنيف.. مساعٍ أوروبية لتعديل خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا

أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 28 بنداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا - التي توافق على بعض المطالب التي اعتبرت مواتية لروسيا - معارضة كييف وحلفائها الأوروبيين الذين يسعون إلى إدخال بعض التغييرات، مع مطالب بتعديلها، حيث شهدت جنيف، أمس، حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يلفه كثير من الغموض، مع بدء محادثات حساسة تتعلق بخطوات إحلال السلام في أوكرانيا، في ظل ضغط أمريكي متزايد على كييف للرد على «مبادرة ترامب للسلام».

وقال المفاوض الأوكراني رستم عمروف، أمس، إن المسوّدة الجديدة للخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن معظم  الأولويات الأساسية  لكييف، وذلك بعد عقد بضع جولات تفاوض في جنيف. وتابع أن النسخة الحالية من الوثيقة، رغم أنها ما زالت في مراحل الموافقة النهائية، تعكس بالفعل معظم الأولويات الأساسية لأوكرانيا، وأضاف «نتطلّع إلى إحراز مزيد من التقدّم خلال النهار».

ذكر أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، أن وفد كييف بدأ العمل في جنيف، حيث ناقش خطة اقترحتها الولايات المتحدة للسلام في أوكرانيا.

وقال يرماك: «بشكل عام، تم عقد سلسلة من الاجتماعات بأشكال مختلفة. نواصل العمل معاً لتحقيق سلام مستدام وعادل لأوكرانيا». وأضاف: «الاجتماع القادم سيكون مع الوفد الأمريكي. إننا إيجابيون للغاية».

وشارك في الاجتماعات مستشارو الأمن القومي من دول «الترويكا الأوروبية» E3، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وسط تحفظات أوروبية ومطالب بتعديل الخطة الأمريكية، التي تقول واشنطن إنها نتاج شهر من العمل بين وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث وستيف ويتكوف، و«بمساهمة من الأوكرانيين والروس»، على خلفية البنود التي تدعو كييف إلى التنازل عن أراضٍ، وتقليص حجم قواتها المسلحة. ورفض الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا خطة واشنطن لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، بصيغتها الحالية، وقالوا إن مسودة الخطة تصلح «أساساً» للمباحثات، لكنها تحتاج إلى «عمل إضافي»، وذلك خلال اجتماعهم في جنيف.

واعتبر رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، أن هناك «عيوباً أساسية» في الخطة الأمريكية. وقال ستور: «نحتاج إلى مشاركة الولايات المتحدة للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا. هذا أمر إيجابي». وتدارك: «لكن الخطة غير كافية، وفيها عيوب أساسية تحتاج إلى معالجة، أحدها هو إشراك أوروبا، وأخيراً وليس آخراً إشراك أوكرانيا».

وأضاف ستور، في إشارة إلى الوثيقة المكونة من 28 نقطة: «تغيير الحدود بالقوة أمر غير مقبول».

واجتمع مسؤولون من الأمن القومي الأوكراني والأوروبي والكندي في جنيف أمس لمناقشة المقترح، بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بينما وصل وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول بالفعل بعد لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.

وذكرت مصادر في الاجتماع أن أوكرانيا والأوروبيين يرفضون مطالب موسكو بأن تتنازل كييف عن الأراضي في الشرق، مشيرة إلى أن كييف وحلفاءها يشددون على إبقاء العقوبات على روسيا، «ما لم توافق على دفع ثمن الأضرار»، مع إمكانية رفع بعضها تدريجياً إذا التزمت بمقتضيات الاتفاق.

وصرح ترامب للصحافيين، السبت، بأن هذه الخطة ليست عرضه النهائي، مبدياً الأمل في وقف القتال «بطريقة أو بأخرى».

واعتبر الموفد الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، في حديث على «فوكس نيوز» أن الخطة «عمل قيد التنفيذ».

ازداد القلق بين المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس بشأن اجتماع عقد الشهر الماضي، شارك فيه ممثلون عن إدارة ترامب، مع المبعوث الروسي كيريل ديمترييف، لبحث خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا.

جاء الاجتماع في ميامي نهاية أكتوبر، وشارك فيه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، وديمترييف، الذي يقود صندوق الاستثمار المباشر الروسي RDIF، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية الروسية.

ويعد ديمترييف حليفاً مقرباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد أدى دوراً بارزاً في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحرب، حيث التقى ويتكوف مرات عدة هذا العام.  وأسفر الاجتماع عن إعداد خطة مكونة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، حسب شخصين مطلعين على الأمر. وقد شكلت المسودة، التي نشرها موقع «أكسيوس» في وقت سابق من الأسبوع الجاري، مفاجأة للمسؤولين الأمريكيين في إدارة ترامب، وأثارت ارتباكاً في السفارات في واشنطن وعواصم أوروبية.

وتتضمن الوثيقة تنازلات كبيرة من أوكرانيا، ما يتناقض مع الموقف المتشدد الذي اتخذته إدارة ترامب أخيراً تجاه موسكو. ووسط هذه التطورات السياسية، أعلن الجيش الروسي، أمس، سيطرته على ثلاث مناطق جديدة في شرق أوكرانيا، حيث يتقدّم على القوات الأوكرانية.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بالسيطرة على بتريفسكه في منطقة دونيتسك (شرق)، حيث تدور معظم المعارك، وعلى تيخه وأوترادنه في منطقة دينبروبيتروفسك التي دخلتها القوات الروسية خلال الصيف وتحرز فيها تقدماً سريعاً.

من جهتها، قصفت أوكرانيا بالطائرات المسيّرة محطة كهرباء وتدفئة في منطقة موسكو، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل وانقطاع التدفئة عن الآلاف.