«الناتو» يتداعى لزيادة وتيرة الدعم العسكري لأوكرانيا

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، إنه يتوقع أن يمول الحلفاء الأوروبيون المزيد من شحنات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا، وقال روته للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل، إن عدداً من الدول تعهدت بالفعل بتقديم ملياري يورو عبر ما يطلق عليه مبادرة قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية بيرل، التي تم إطلاقها في أغسطس، وأوضح: لدى اليوم كل الأسباب للاعتقاد أن العديد من الدول الأخرى ستنضم.

وأشار إلى أن الأسلحة تتضمن أشياء ضرورية، من بينها أنظمة دفاع جوي وصواريخ اعتراضية بالأخص، وهي مهمة من أجل أوكرانيا كي تتأكد من أن سكانها المدنيين وبنيتهم التحتية الأساسية محمية بأكبر قدر ممكن في مواجهة الهجوم الروسي المستمر.

واجتمع وزراء دفاع الناتو، أمس، في بروكسل لبحث سبل تعزيز دعمهم لأوكرانيا، وتحسين ردهم في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية للأجواء الأوروبية. وعند وصوله إلى مقر الناتو، حض وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الدول الأوروبية وكندا على زيادة دعمها لأوكرانيا، من خلال مبادرة أطلقتها واشنطن تتيح لكييف شراء أسلحة أمريكية بتمويل أوروبي، وقال: يتحقق السلام عندما نكون أقوياء، لا عندما نستخدم عبارات مبالغاً فيها أو نلقي محاضرات.. يتحقق عندما نمتلك قدرات فعلية ومتينة يحترمها خصومنا.

على صعيد متصل، أعلن وفد يضم كبار المسؤولين الأوكرانيين موجود في الولايات المتحدة، أنه التقى بممثلين عن شركات تصنيع أسلحة أمريكية، من بينها شركة رايثيون المصنعة لصواريخ توماهوك التي قد تسلمها واشنطن لكييف. وتأتي زيارة هذا الوفد الذي تقوده رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو، ويضم مدير المكتب الرئاسي أندري يرماك، قبل اجتماع مقرر الجمعة بين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وقال يرماك إنه وأعضاء آخرين في الوفد التقوا ممثلين عن شركتي لوكهيد مارتن ورايثيون، وأكد على وسائل التواصل الاجتماعي «يتواصل نمو تعاوننا»، مشيداً بمقاتلات إف 16 المطورة في الولايات المتحدة والتي حصلت عليها بلاده من دول أوروبية العام الماضي.

خيبة أمل

بدوره، قال الرئيس الأمريكي، إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل زيارة الرئيس الأوكراني، إلى واشنطن غداً، وأضاف ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: أنا محبط للغاية، لأن علاقتي بفلاديمير كانت جيدة جداً، وربما لا تزال كذلك.. لا أعرف لماذا يواصل هذه الحرب. وأكد ترامب أن بوتين لا يريد إنهاء الصراع مع أوكرانيا، قائلاً: أعتقد أن ذلك يجعله يبدو بمظهر سيئ للغاية، بإمكانه أن ينهيها، وبسرعة.

على صعيد آخر، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن فريقاً تابعاً للمنظمة في أوكرانيا تعرض لهجوم أثناء مهمة مع قافلة تابعة للأمم المتحدة. وأضاف أن شاحنتين تابعتين لبرنامج الأغذية العالمي تضررتا في الواقعة، مجدداً دعوته لوقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني.

تطورات الحرب

ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش طرد قوات كييف من منطقتين سكنيتين في أوكرانيا، وأضافت الوزارة أن القوات الروسية سيطرت على قرية أوليكسيفكا في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، وكذلك حي نوفوبافليفكا السكني في منطقة دونيتسك.

كما أسفرت الهجمات التي شنتها القوات الروسية خلال الـ24 ساعة الماضية في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 14 آخرين، ونقل موقع أوكرينفورم النبأ عن أوليكساندر بروكودين، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية لخيرسون، عبر منصة تلغرام، وكتب بروكودين: لقد قام الروس بشن غارات بطائرات مسيرة، وأخرى جوية، وقصف مدفعي استهدف خيرسون، بالإضافة إلى العديد من التجمعات السكنية في المنطقة.

إلى ذلك، أمرت السلطات الأوكرانية بإخلاء عشرات البلدات قرب مدينة كوبيانسك المدمرة، وعزت ذلك إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة. وكتب أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف، على تطبيق تلغرام أن السلطات طلبت من 409 عائلات تضم 601 طفل مغادرة 27 بلدة.