شنَّ البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، هجوماً لاذعاً الأربعاء على المتشككين الذين "يسخرون من أولئك الذين يتحدثون عن الاحتباس الحراري العالمي".
تبنى البابا الأمريكي، وهو أول بابا أمريكي في التاريخ، بقوة الإرث البيئي لسلفه الراحل البابا فرنسيس، وجعله جزءاً أساسياً من رسالته في أحد أقوى تصريحاته وأكثرها شمولاً حتى الآن، وذلك بعد أيام من شكوى الرئيس دونالد ترامب ،ببيانات وصفها البابا بالكاذبة ، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول "خدعة" الاحتباس الحراري.
وترأس البابا ليو الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لرسالة فرنسيس البيئية المهمة "لوداتو سي" (كُن مُسبَّحاً) في تجمع عالمي جنوب روما. هذه الرسالة التاريخية تؤكد أهمية رعاية الكوكب بوصفها اهتماماً أخلاقياً عاجلاً وذا أهمية وجودية، وقد أطلقت حركة شعبية عالمية للدفاع عن رعاية خلق الله والشعوب الأكثر تضرراً من استغلاله.
البابا ليو، الذي أمضى ما يقرب من عشرين عاماً مبشراً في البيرو قبل انتخابه، أكد أن حماية البيئة هي "مسألة عدالة اجتماعية واقتصادية وأنثروبولوجية".
البابا انضم إلى خبراء وناشطين بيئيين من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر المناخ الذي تستضيفه إيطاليا بالقرب من روما، ويستمر لثلاثة أيام تحت عنوان "إحياء الأمل من أجل العدالة المناخية".
وشارك في المؤتمر أيضاً نجم فيلم "ترمينايتر" والناشط البيئي أرنولد شوارزنيغر ووزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا.
وأكد شوارزنيغر، متحدثاً في الفاتيكان، أنه "من المهم للغاية" أن تنضم الكنيسة الكاثوليكية إلى هذا التحدي العالمي، مشيراً إلى "القوة التواصلية" الهائلة التي يمتلكها الكاثوليك حول العالم في خوض غمار النضال البيئي.
ودعا البابا ليو لنحو ألف ممثل للجماعات البيئية والسكان الأصليين إلى الضغط على الحكومات الوطنية لتطوير معايير أكثر صرامة لتخفيف الضرر الذي حدث بالفعل.
وأشار إلى أنه يأمل أن يستمع مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ، مؤتمر الأطراف الثلاثين (كوب 30) الذي سيُعقد في البرازيل في نوفمبر، إلى "صرخة الأرض وصرخة الفقراء".
وكان البابا ليو قد أكد أن الوقت قد حان للانتقال من الكلام إلى "تحرك مناخي حاسم ومنسق".
تأتي هذه الدعوات في ظل ظروف تدهور مناخي حاد، حيث تتزايد الانبعاثات العالمية المسؤولة عن تغير المناخ، والتي يتعين خفضها بمقدار النصف تقريباً بحلول نهاية العقد الحالي للحد من الاحترار إلى مستويات أكثر أماناً بموجب اتفاقية باريس الموقعة عام 2015، وهي الاتفاقية التي أقرَّ الخبراء بأن رسالة "لوداتو سي" للبابا فرنسيس أثَّرت فيها بعمق بتأكيدها أن الاقتصادات المتقدمة مسؤولة عن الكارثة البيئية الوشيكة.
وقد حذَّر البابا فرنسيس، في 2023، من أن بعض الأضرار قد بلغت نقطة "لا رجعة فيها".
من جانبها، أشارت لورنا غولد، رئيسة حركة "Laudato Si" المنظمة للمؤتمر، إلى أن المشاركين سيتعهدون بالتزام جديد بتجسيد رؤية البابا فرنسيس، وسيُعرض هذا الالتزام لاحقاً في مؤتمر كوب 30. وأكدت غولد أنهم "ليسوا مستعدين للانتظار" في ظل عدم إحراز القادة تقدماً كافياً، موضحة أن الهدف هو "معرفة كيف يمكننا، كجهات فاعلة غير حكومية، تكثيف جهودنا".
