«الناتو» يتحصن بـ «جدار ضد المسيرات» في مواجهة روسيا

كثف الاتحاد الأوروبي محادثاته لإنشاء ما يسمى بـ«جدار المسيرات» لحماية أجواء حدوده الشرقية، وذلك بعد سلسلة من حوادث انتهاك المجال الجوي للتكتل من قبل طائرات حربية ومسيرات روسية، حسبما أوردت مجلة «بوليتيكو»، في وقت نددت السلطات الدنماركية أمس بـ«الهجوم الأخطر» على البنى التحتية للبلاد بعدما حلقت مسيرات (درونز) مجهولة المصدر فوق مطار كوبنهاغن، ما أدى إلى تعطل حركة الملاحة الجوية لمدة أربع ساعات. وأكد متحدث باسم الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، أن سبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ستجتمع، يوم الجمعة المقبل، مع المفوضية الأوروبية وأوكرانيا لمناقشة مقترح «جدار الطائرات المسيرة».

وسيضم الاجتماع الافتراضي سبع دول توجد على خط المواجهة مع روسيا، وهي إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وفنلندا، وبولندا، ورومانيا، وبلغاريا إلى جانب أوكرانيا، والمفوض الأوروبي للدفاع والفضاء، أندريوس كوبيليوس.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، توماس رينيه: «يمثل هذا الاجتماع متابعة فعلية لإعلان الرئيسة أورسولا فون دير لاين، حيث وقعت بالفعل هجمات وتوغلات في الآونة الأخيرة في رومانيا وبولندا».

واستخدمت فون دير لاين، خطاب حالة الاتحاد الذي ألقته في وقت سابق من الشهر الجاري لدعم المطالبات بإنشاء «جدار طائرات مسيرة» بدعم من الاتحاد الأوروبي، مجادلة بأنه على الاتحاد «الاستجابة لنداء أصدقائنا في البلطيق» للدفاع عن حدوده الشرقية.

وصرح دبلوماسيان لصحيفة «بوليتيكو»، بأنه من المتوقع أن تقترح رئيسة المفوضية، خيارات تمويل «جدار المسيرات»، خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن في الأول من أكتوبر المقبل.

تنديد

إلى ذلك، نددت الدنمارك بما وصفته الهجوم الأخطر على البنى التحتية، مشيرة إلى أن الهجوم يتوافق مع الاتجاه الذي ظهر أخيراً «لهجمات أخرى بالمسيرات وعمليات خرق المجال الجوي وهجمات القرصنة التي تستهدف المطارات الأوروبية». فيما أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن أنه لا يمكنها «استبعاد» تورط روسيا.

وقال قائد شرطة كوبنهاغن ينس يسبرسن في مؤتمر صحفي، إن الجهة المنفذة «لديها إمكانيات وإرادة وأدوات». وأضاف «عدد المسيرات وحجمها ومساراتها والوقت الذي أمضته فوق المطار. كل ذلك (...) يشير إلى أن من قام بذلك جهة فاعلة لديها القدرات. من هي؟».

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الطائرات المسيرة التي تسببت في تعطيل الرحلات الجوية في مطار كوبنهاجن الرئيسي في الدنمارك تمثل جزءاً من «نمط من التحديات المستمرة على حدودنا».

وكتبت في منشور على منصة إكس: «بنيتنا التحتية الحيوية معرضة للخطر»، مضيفة إن التحقيقات في الواقعة لا تزال جارية.

نفي روسي

في الأثناء، نفت روسيا أي صلة لها بحادث تحليق المسيرات الذي أدى إلى توقف حركة الملاحة في مطار كوبنهاغن لساعات ليلاً، بعدما أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن أنه لا يمكنها «استبعاد» تورط روسيا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين «نسمع اتهامات لا أساس لها من هناك كل مرة. لعله يتعين على طرف يتولى منصباً جدياً ومسؤولاً ألا يوجه اتهامات من هذا القبيل لا أساس لها بين مرة وأخرى».

اتهامات

وقالت بلدان الناتو الـ32 في بيان عقب اجتماع: إن «روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال التصعيدية التي تحمل خطر وقوع أي حدث غير محسوب وتعرض الأرواح للخطر. عليها أن تتوقف». وأضافت: «لا ينبغي لروسيا أن تشك في أن حلف شمال الأطلسي وحلفاءه سيستخدمون، وفقاً للقانون الدولي، جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة للدفاع عن أنفسهم وردع كل التهديدات من كل الاتجاهات».

وأكدت الدول أن الناتو «سيستمر في الرد بالطريقة والتوقيت والمجال الذي نختاره»، مشيرة إلى أن التزام التحالف بميثاق الدفاع الجماعي يبقى «قوياً».