مصير أوكرانيا معلّق على قرار ترامب.. وأوروبا جاهزة للضمانات

تجتمع الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا اليوم في باريس لتظهر عزمها على تقديم ضمانات أمنية لها، والطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحديد مساهمة بلاده فيها، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

في مطلع القمة التي يشارك فيها نحو 35 من قادة الدول، حضر بعضهم شخصياً إلى قصر الإليزيه فيما يشارك آخرون عبر الإنترنت، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اللقاء "سيسمح بوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية المتينة التي ستقدم لأوكرانيا". ويرأس ماكرون مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "تحالف الراغبين".

وسيؤكد الأوروبيون أنهم "جاهزون" لمنح هذه الضمانات، وأنهم باتوا ينتظرون بادرات ملموسة من الأمريكيين في هذا الخصوص. وأكد ماكرون مساء الأربعاء "أوروبا جاهزة للمرة الأولى عند هذا المستوى من الانخراط والقوة"، مضيفاً أن "العمل التحضيري" لهذه الضمانات "أُنجز" و"سيعتمد سياسياً" خلال الاجتماع.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن حلفاء أوكرانيا ينتظرون الآن "ما يرغب الأمريكيون في تقديمه بشأن مساهمتهم" فيها. ويمثل الولايات المتحدة في اجتماع باريس ستيف ويتكوف موفد دونالد ترامب. وسيجري الرئيس الأميركي محادثات عبر الإنترنت مع نظرائه في ختام القمة.

ويعقد ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي حضر إلى باريس، مؤتمراً صحافياً.

وحذّر ترامب الذي قال إن "ظنه خاب جداً" بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، من "أن شيئاً ما سيحصل" ما لم تستجب موسكو لتطلعات السلام. وقال زيلينسكي إن الأوروبيين سيطلبون من ترامب مرة أخرى زيادة الضغط على روسيا التي لا تبدي "أي مؤشر" على أنها تريد وقف القتال، من خلال فرض عقوبات جديدة.

وإلى جانب زيلينسكي، يشارك في القمة سبعة من القادة الأوروبيين، حضر من بينهم إلى باريس البولندي دونالد توسك والدنماركية ميتي، فيما يشارك البريطاني كير ستارمر والألماني فريدريش ميرتس والإيطالية جورجيا ميلوني عن بُعد.

ويضم "تحالف الراغبين" داعمي أوكرانيا على الصعيد العسكري وغالبيتهم أوروبيون، فضلاً عن كندا وأستراليا واليابان. وهذا التحالف مستعد للمساهمة في تعزيز الجيش الأوكراني، بل إن بعض الدول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا مستعدة لنشر قوات على الأرض فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لردع روسيا عن شن هجوم جديد.

إلا أن بعض الحلفاء أبدوا تردداً بانتظار المساهمة الأمريكية التي يعتبرها بعض الأوروبيين أساسية قبل أي التزام من جانبهم. وتريد ألمانيا خصوصاً المساهمة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتجهيزات سلاح البر.

وجددت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد الخميس أن روسيا لن تقبل "أي تدخل أياً كان شكله"، واصفة الحماية التي تطلبها كييف بأنها "ضمانات تشكل خطراً على القارة الأوروبية". ورد مارك روته الخميس خلال زيارة لبراغ: "ليس هم من يقررون".

ووعد ترامب خلال اجتماع مع ستة قادة أوروبيين في 18 أغسطس في واشنطن بأن الولايات المتحدة ستوفر ضمانات أمنية دون أن يحدد ماهيتها. وقد يتخذ "صمّام الأمان" الأمريكي هذا عدة أشكال، على مستوى العمل الاستخباراتي أو الدعم اللوجستي، بعدما استبعد الرئيس الأمريكي فكرة إرسال جنود أمريكيين إلى الأراضي الأوكرانية.

أما فلاديمير بوتين، الذي سجل عودة قوية إلى الساحة الدولية مع حضور لافت جداً الأربعاء إلى جانب الزعيمين الصيني والكوري الشمالي في بكين، بعد قمة في ألاسكا مع الرئيس الأمريكي في 15 أغسطس، فهو يكثّف من جهته التصريحات النارية. وقال من الصين إن موسكو ستحقق أهدافها في أوكرانيا بالسبل العسكرية إذا ما أخفقت المفاوضات مع كييف، مؤكداً أن قواته تبقى "في موقع هجومي" على الجبهة بكاملها.