قمة ألاسكا.. أوروبا تبحث عن مقعد في التسوية الأوكرانية

إيمانويل ماكرون يحضر مؤتمراً بالفيديو مع فان دير لاين وزيلينسكي
إيمانويل ماكرون يحضر مؤتمراً بالفيديو مع فان دير لاين وزيلينسكي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، عن إحراز «تقدم كبير» بشأن روسيا عقب القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، بينما أعرب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن اجتماع يعقد اليوم في البيت الأبيض يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.

وبينما لم يعلن ترامب وبوتين أي اتفاق ملموس بعد اللقاء، يستضيف ترامب في البيت الأبيض، اليوم، زيلينسكي وعدداً من القادة الأوروبيين، للبحث في نتائج قمة ألاسكا واحتمالات التسوية في أوكرانيا.

وكتب ترامب على منصته تروث سوشال «تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!»، بدون أن يورد مزيداً من التفاصيل. إلا أن ويتكوف أعرب في تصريحات لشبكة «سي ان ان» عن تفاؤله بشأن اجتماع اليوم، آملاً أن يكون «مثمراً».

ولمح الرئيس الأمريكي إلى إمكان عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا «سارت الأمور على ما يرام» خلال استقباله الرئيس الأوكراني، بعد لقاء عاصف في وقت سابق هذه السنة قام خلاله ترامب ونائبه جاي دي فانس بإذلاله أمام كاميرات التلفزيونات، في مشهد أثار صدمة في العالم ولا سيما بين الحلفاء الأوروبيين.

ضمانات أمنية

وقال المبعوث الخاص الذي شارك في قمة ترامب بوتين، إن موسكو قدمت تنازلات بشأن مناطق أوكرانية سبق أن أعلنت ضمها.

وأضاف «أنا متفائل بأننا سنعقد اجتماعاً مثمراً (اليوم) الاثنين، سنتوصل إلى توافق فعلي، سنتمكن من العودة إلى الروس والدفع قدماً باتفاق السلام هذا وإنجازه» لوضع حد للحرب.

وشدد ويتكوف على أن ترامب اتفق مع بوتين على «ضمانات أمنية متينة» لأوكرانيا خلال قمتهما في ألاسكا.

وقال «اتفقنا على ضمانات أمنية متينة أصفها بأنها تغير المعادلة».

ويهدف اجتماع ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين اليوم، للبحث في سبل وضع حد للنزاع الأعنف في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويتوقع أن تكون هذه الضمانات التي تطالب بها أوكرانيا، محوراً أساسياً في اجتماع البيت الأبيض، والذي سيشارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام لحلف الناتو مارك روته وآخرون.

وعقب القمة مع بوتين، تخلى ترامب عن المطالبة بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وهو ما كان موقفه طوال الأشهر الماضية، وبات يعتبر أن السبيل الأفضل هو العمل على إبرام اتفاق سلام شامل يضع حداً نهائياً للحرب.

وقف النار

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في تصريحات لقناة «ان بي سي» أن وقف إطلاق النار «لم يتم سحبه» من الخيارات المطروحة، لكن «ما نهدف إليه هو إنهاء الحرب».

وقال إن الولايات المتحدة ستواصل محاولاتها لوضع سيناريو للمساعدة في إنهاء الحرب الروسية مع أوكرانيا، لكن ربما لا تتمكن من تحقيق ذلك.

وأضاف روبيو «إذا لم يتسنَ التوصل إلى السلام... واستمرت الحرب، سيتواصل موت الناس بالآلاف... قد يحدث ذلك للأسف، لكننا لا نريد ذلك».

وحذّر من «تداعيات» تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في بروكسل قبيل انطلاق مؤتمر حلفاء كييف، قال زيلينسكي «لا أعرف بالتحديد ما دار بين بوتين والرئيس ترامب»، مضيفاً: إن «ما يقوله لنا الرئيس ترامب بشأن الضمانات الأمنية يفوق أفكار بوتين».

بدورها رحبت فون دير لايين «بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة» من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن يتمكن هذا البلد من الحفاظ على وحدة أراضيه.

وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه اليوم عند استقباله القادة الأوروبيين.

ويؤيد ترامب اقتراحاً من روسيا بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما علمت فرانس برس من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين ترامب وقادة أوروبيين.

كما يعرض تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا.

دور ألماني

وأعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن اعتقاده بأن مرافقة قادة دول أوروبية زيلينسكي في رحلته إلى واشنطن، تمثل إشارة على وحدة الصف الأوروبي.

وقبل مغادرته إلى اليابان، قال فاديفول أمس، إن الفضل الكبير في تحقيق هذا الموقف يعود إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس.

وأكد الوزير المنتمي إلى حزب ميرتس، المسيحي الديمقراطي أن ألمانيا تتولى بوعي دوراً قيادياً.

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نظيره الروسي«لا يريد السلام» مع أوكرانيا بل يريد منها «الاستسلام»، وذلك عقب اجتماع عبر الفيديو مع «تحالف الراغبين» الداعم لكييف.