هل تشعل اليابان فتيل حرب عالمية ثالثة؟

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالاً لكبير محرريها في شؤون الأمن القومي براندون جيه ويكرت، تناول فيه المخاطر المتصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسط خطوات يابانية قد تؤدي إلى تصعيد مع الصين، في وقت يواجه فيه الغرب سلسلة إخفاقات استراتيجية في مناطق عدة.

وأشار ويكرت إلى أن الحكومة اليابانية الجديدة قد تكون متسرعة في افتراضها أن الولايات المتحدة ستدعمها بالكامل في أي مواجهة محتملة مع الصين، مضيفاً أن هذا الافتراض في عهد الرئيس دونالد ترامب ربما كان غير حكيم.

وأوضح أن طوكيو تسعى لإشعال صراع كبير في تلك المنطقة ربما يكون فتيلاً لحرب عالمية ثالثة، مع التركيز حالياً على تايوان، في وقت لا تستطيع فيه هي ولا حلفاؤها الأمريكيون تحمل تكاليف حرب شاملة.

وحذر ويكرت من أن التحدي الصيني لا يمكن مواجهته عسكرياً فحسب، بل يجب الاعتماد على أدوات مثل التجارة والاستثمار والأنشطة المالية الأخرى لتشكيل استراتيجية تنافسية تحقق أهدافاً جيوسياسية واسعة.

وأكد أن الاعتماد على القوة العسكرية وحدها قد يؤدي إلى خسائر استراتيجية مماثلة لما حدث في أوكرانيا والحرب على الإرهاب، ويعيد الغرب إلى مأزق القوة الغاشمة مقابل القوة الاقتصادية.

وفيما يتعلق بالخطوات اليابانية الأخيرة، أشار المقال إلى أن وزارة الدفاع اليابانية تخطط لنشر وحدة صواريخ أرض-جو متوسطة المدى في جزيرة يوناجوني، على بعد 68 ميلاً من تايوان، ضمن جهود لتعزيز الدفاعات الجنوبية الغربية، بما في ذلك جزر أوكيناوا، في ظل تصاعد ما تصفه طوكيو بالضغط العسكري الصيني.

ويعد موقع جزيرة يوناجوني الاستراتيجي حساساً للغاية، ما يعني أن أي تصعيد حولها قد يكون له تداعيات مباشرة على ديناميات مضيق تايوان، مشيراً إلى أن بكين تعتبر هذه الخطوة استفزازية، واصفةً إياها بالخطيرة، وموضحةً أن نشر هذه الأنظمة الصاروخية يأتي ضمن تحرك أوسع للولايات المتحدة وحلفائها للضغط على الصين، في وقت تواجه فيه تحديات اقتصادية وسياسية داخلية.

ورغم التأكيد الياباني على أن تحركاته دفاعية لحماية أراضيه وضمان الاستقرار في حالات الطوارئ، يرى ويكرت أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري غير محسوب، لا سيما أن الشعبين الياباني والتايواني منقسمان حول جدوى هذه الإجراءات.

وأضاف أن سوء تقدير طوكيو، المبني على افتراض الدعم الأميركي الكامل، قد يحوّل الخطوة الدفاعية إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، مشابهة للحسابات الخاطئة التي وقعت فيها أوكرانيا، وربما تؤدي إلى انهيار النظام الإقليمي الحالي الذي تحاول اليابان الحفاظ عليه.

وختم ويكرت مقاله محذراً من أن هذه المغامرة الصاروخية اليابانية على جزيرة يوناجوني قد تشعل صراعاً واسع النطاق في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتضاعف المخاطر على تايوان والديمقراطيات الإقليمية، إذا ما استمرت في الاعتماد على القوة العسكرية دون أدوات اقتصادية وسياسية فعالة لمواجهة التحديات الصينية.