فيضانات عارمة تشرد الآلاف في جنوب شرق آسيا

أمطار غزيرة تغمر مناطق واسعة بمقاطعة هات ياي في تايلاند
أمطار غزيرة تغمر مناطق واسعة بمقاطعة هات ياي في تايلاند

ارتفعت حصيلة القتلى جراء فيضانات وانهيارات أرضية واسعة الانتشار بفعل الأمطار الغزيرة في جنوب شرق آسيا، أمس، مع تسجيل مقتل شخص آخر في فيتنام و8 آخرين في تايلاند، وتشريد عشرات الآلاف من السكان.

وأثّرت مياه السيول التي وصلت إلى مستوى الخصر في بعض المناطق على 10 أقاليم في جنوب تايلاند وثماني ولايات في ماليزيا، وهي مناطق كانت قد تضررت بشدة العام الماضي من فيضانات ناجمة عن أمطار موسمية أودت بحياة 12 شخصاً على الأقل.

وشهدت هات ياي، المركز التجاري الجنوبي لتايلاند، أعلى معدل هطول للأمطار في يوم واحد منذ أكثر من 300 عام، وفقاً لإدارة الري.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مطلع الأسبوع أشخاصاً يخوضون في مياه بنية اللون تحت الأمطار الغزيرة في المناطق التجارية حيث غمرت المياه المتاجر والدراجات النارية المتوقفة.

وتسبب هطول الأمطار الغزيرة في جنوب البلاد خلال مطلع الأسبوع بفيضانات مفاجئة شديدة، ألحقت أضراراً بما يقرب من مليوني شخص، وفقاً لمسؤولين. وأفاد مسؤولون صحيون إقليميون بأن 5 أشخاص قُتلوا وأصيب 4 آخرون في ست مقاطعات جنوبية. وتعرضت عشر مقاطعات جنوبية لأمطار غزيرة خلال الأسبوع الماضي، وحذر المسؤولون، أمس، من ارتفاع مستويات المياه مع توقع استمرار هطول الأمطار حتى اليوم الثلاثاء.

كما تواجه ماليزيا أيضاً فيضانات في ولايات عدة، من المتوقع أن تتفاقم مع استمرار الأمطار الغزيرة والمستمرة. وأفادت وزارة الرعاية الاجتماعية، بأنه تم إجلاء أكثر من 12500 شخص في تسع ولايات.

وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي ولاية كيلانتان الواقعة شمال شرقي البلاد والتي جاء منها غالبية النازحين. وقامت السلطات بتجهيز 86 ملجأً مؤقتاً، محذرة من توقع استمرار هطول الأمطار.

وشوهد بعض السكان وهم يسحبون أطفالهم في صناديق بلاستيكية حُوّلت إلى قوارب مؤقتة، في حين اصطفت شاحنات وحافلات متوقفة في ضواحي المدينة في طوابير طويلة على طول الطرق الجافة القليلة المتاحة، في حين كانت مركبات أخرى تشق طريقها ببطء عبر المياه.

وقالت السلطات إن الوفيات الثماني في تايلاند نتجت بشكل رئيسي عن الصعق الكهربائي وحوادث أخرى مرتبطة بالفيضانات. وذكرت وكالة إدارة الكوارث أن تايلاند جهّزت مئات القوارب والمركبات عالية الارتفاع لتوصيل المساعدات، بعدما تضررت ما لا يقل عن 700 ألف أسرة منذ الأسبوع الماضي. وفي ماليزيا المجاورة، هرع أكثر من 15 ألف شخص إلى الملاجئ، وفقاً لبيانات إدارة الرعاية الاجتماعية.

ولم تُسجل أي وفيات في ماليزيا حتى الآن. وقال نائب رئيس الوزراء، أحمد زاهد حميدي، إن فرق الدفاع المدني على أهبة الاستعداد، وتم حشد أكثر من 90 من المعدات البرية والمائية، ومنها الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي ومعدات الإنقاذ المائي. ووصل إجمالي عدد الوفيات المؤكدة في فيتنام حتى الآن إلى 91 شخصاً، وفقدان 11 شخصاً آخرين.

حيث تسبب هطول الأمطار الغزيرة الذي بدأ منذ أسبوع في فيضانات شديدة وأدى إلى انهيارات أرضية تمتد من مقاطعة كوانج تري إلى مقاطعة لام دونج، على امتداد 800 كيلومتر عبر المنطقة الوسطى للبلاد، ومنها المرتفعات. وفي داك لاك، المقاطعة الأكثر تضرراً، قُتل 63 شخصاً، أغلبهم غرقاً.

وسُجلت وفيات أخرى في مقاطعات خان هوا، ولام دونج، وجيا لاي، ودانانج، وهوي، وكوانج تراي. وقالت الحكومة إن منسوب المياه بدأ بالانحسار في وسط البلاد بعد فيضانات وانهيارات أرضية استمرت أسبوعاً وأودت بحياة 91 شخصاً وتسببت في أضرار للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 1.1 مليون منزل وشركة.

وأضافت الحكومة، أن الأضرار الأولية في الممتلكات قُدرت بنحو 13 تريليون دونج (493 مليون دولار)، مضيفة أنها وزعت مساعدات نقدية و4000 طن من الأرز على ضحايا الفيضانات.