قتال مستمر بين كمبوديا وتايلاند عشية مباحثات في ماليزيا اليوم

مركبات عسكرية تايلاندية في مقاطعة سيساكيت
مركبات عسكرية تايلاندية في مقاطعة سيساكيت

أعلنت كمبوديا وتايلاند استعدادهما لبحث وقفٍ لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة، حيث تعقدان مباحثات بهذا الشأن في ماليزيا اليوم، في حين استمر القصف المدفعي بينهما لليوم الرابع على التوالي.

وأعلنت الحكومة التايلاندية، أمس، أن زعيمي تايلاند وكمبوديا سيشاركان في محادثات وساطة بشأن صراعهما الحدودي الدامي في ماليزيا اليوم. وأفاد البيان بأن ماليزيا، التي ترأس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أبلغت الحكومة التايلاندية بأن رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت سيحضر المحادثات أيضاً.

وتأتي هذه المحادثات في ماليزيا بعد اقتراح رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقف إطلاق النار يوم الجمعة. وأكد الجانبان اللذان تواصل معهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّهما يريدان بدء محادثات، ولكنّ القتال استؤنف في ساعة مبكرة أمس، في ظل تبادل الاتهامات بهذا الشأن.

وأعلن ترامب أنه تحدث مع الزعيم الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الاجتماع و«التوصل بسرعة» إلى وقف لإطلاق النار. ورحّب ترامب بـ«محادثتين جيدتين للغاية»، وأعرب منشور على منصته الاجتماعية «تروث سوشال» عن أمله في أن تتفق «الدولتان الجارتان على مدى سنوات عديدة مقبلة».

وأعلنت بانكوك أنّها توافق من حيث المبدأ على الدخول في وقف لإطلاق النار مع كمبوديا. وأكدت الخارجية التايلاندية حصول اتصال هاتفي بين ترامب وويتشاياتشاي، مضيفة على منصة «إكس»: «مع ذلك، تود تايلاند أن ترى نية صادقة من الجانب الكمبودي».

وأصدر رئيس الحكومة هون مانيت تعليمات لوزير خارجيته براك سوخون للتنسيق مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو من أجل «إنهاء» الصراع. وقالت الخارجية الأمريكية، إن روبيو تحدث هاتفياً مع نظيريه في كمبوديا وتايلاند، وحثهما على تهدئة التوتر على الفور، وأبلغهما بأن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في المحادثات.

وذكرت الوزارة عن المكالمتين مع سوخون ووزير الخارجية التايلاندي ماريس سانغيامبونغسا أن «الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل المناقشات المستقبلية من أجل ضمان السلام والاستقرار بين تايلاند وكمبوديا».

الاشتباك الأعنف

وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا الاشتباك الأعنف بينهما في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ حوالي 15 عاماً. وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية عن مقتل 34 شخصاً على الأقل، كما تسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص.

وأمس، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا: إنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازعاً عليهما في شمال غرب البلاد. وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت «أعمالاً عدائية ومنسّقة»، مندّدة بما وصفتها «الأكاذيب والذرائع الكاذبة» التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير «الغزو غير القانوني».

وأشارت الخارجية التايلاندية إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق «نيران مدفعية ثقيلة» مستهدفاً «منازل مدنيين» في مقاطعة سورين.

وقالت: «إن أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقاراً صارخاً لحسن النية، وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني». كذلك، اتهم الجيش التايلاندي، كمبوديا باستخدام «أسلحة بعيدة المدى».

واندلعت التوترات في البداية بين البلدين، الخميس، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة قبل أن تنتشر المعارك على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز.