توسّع الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا

جنود كمبوديون يستعدون لإطلاق صواريخ على الحدود مع تايلاند
جنود كمبوديون يستعدون لإطلاق صواريخ على الحدود مع تايلاند

امتد القتال على الحدود التايلاندية الكمبودية لليوم الثالث على التوالي، وظهرت نقاط اشتباك جديدة، أمس، فيما سعى كل جانب لكسب دعم دبلوماسي، وقالت كل دولة إنها تصرفت دفاعاً عن النفس، وسط دعوات من كل طرف للآخر إلى وقف القتال وبدء المفاوضات.

وقتل 30 شخصاً على الأقل ونزح أكثر من 130 ألفاً في أسوأ قتال بين الجارتين. وقالت البحرية التايلاندية، إن اشتباكات وقعت في إقليم ترات الساحلي، وهي جبهة جديدة تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن نقاط النزاع الأخرى على طول الحدود.

وظل عدد القتلى التايلانديين عند 19، بينما قالت الناطقة لوزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوشيتا، إن خمسة جنود وثمانية مدنيين لقوا حتفهم في القتال.

ودانت وزارة الدفاع الكمبودية، ما قالت إنه هجوم تايلاندي موسع تم في وقت مبكر، أمس، بعدما جرى إطلاق خمس قذائف مدفعية ثقيلة على العديد من المواقع في إقليم بورسات، ووصفت الهجوم بأنه متعمد.

وقالت الناطقة باسم الوزارة ليفتنانت جنرال، مالي سوشاتا، إن التوترات اندلعت في إقليم كوه كونج حيث تردد أن أربع سفن من البحرية التايلاندية تمركزت قبالة الشاطئ، وهناك أربع سفن أخريات.

وأضافت إن النشر البحري هو بمثابة عمل يجازف بتصعيد الوضع. وقالت مالي سوشاتا، إن سبعة مدنيين وخمسة جنود لقوا حتفهم خلال يومين من القتال.

بدورها، اتهمت البحرية التايلاندية القوات الكمبودية، في بيان، ببدء هجوم جديد في إقليم ترات، قائلة إن القوات التايلاندية ردت بسرعة وبنجاح في صد توغل كمبودي في ثلاث نقاط رئيسة.

وحذرت هيئة العمل ضد الألغام ومساعدة الضحايا الكمبودية، المقيمين بالقرب من الحدود مع تايلاند، بالتزام الحذر إزاء الذخائر العنقودية، التي قالت الهيئة إن القوات المسلحة التايلاندية تستخدمها على نطاق واسع.

إلى ذلك، ذكرت تايلاند، أن قواتها البحرية انضمت إلى الجيش في صد الهجمات الكمبودية على مناطق جديدة في منطقة الحدود، فيما ارتفعت حصيلة القتلى جراء الصراع المتصاعد إلى 30 شخصاً على الأقل.

وقالت وزارة الدفاع التايلاندية، في بيان، إن العمليات البحرية التي جرت في وقت مبكر من صباح السبت جاءت في أعقاب توغل القوات الكمبودية في ثلاث نقاط مختلفة في إقليم ترات شرقي تايلاند.

وأضافت الوزارة إن العملية المضادة التي نفذتها قوات البحرية نجحت في صد جنود كمبوديين بعد تعديهم على الأراضي التايلاندية.

في المقابل اتهمت كمبوديا، القوات التايلاندية، بتوسيع هجومها في عمق أراضيها ضد أهداف غير عسكرية، بما في ذلك مدارس ومعابد ومناطق سكنية.

إغلاق مجال

في الأثناء، أغلقت كمبوديا، المجال الجوي فوق المناطق التي تشهد صراعاً مسلحاً مع تايلاند.

وجرى إبلاغ شركات الطيران بتغيير مسار رحلاتها لضمان سلامتها، فضلاً عن تحديد حد أدنى لارتفاع الطائرات من أجل المسارات التي قد تكون معرضة للخطر بسبب احتمال التصعيد العسكري من جانب القوات التايلاندية.

وقال الناطق باسم أمانة الدولة للطيران المدني في كمبوديا، سين شانسيريفوتا، إن قرار غلق المجال الجوي فوق منطقة الصراع يستند إلى استخدام تايلاند الأسلحة الثقيلة على ارتفاعات عالية ما قد يشكل خطراً على الطائرات التجارية، مشيراً إلى أن سلطات الحركة الجوية الكمبودية منعت أيضاً تحليق الطائرات على ارتفاع أقل من 1200 متر في المنطقة بين مطار سيام ريب الدولي القديم وإقليم بايلين.

دعوات تهدئة

سياسياً، دعت كمبوديا إلى وقف فوري لإطلاق النار مع تايلاند. وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن في نيويورك، قال السفير الكمبودي، تشيا كيو، إن بلاده تريد وقف إطلاق النار.

بدوره، عد وزير الخارجية التايلاندي، ماريس سانغيامبونغسا، أن على كمبوديا أن تبرهن على مصداقية حقيقية لإنهاء النزاع، قائلاً: أدعو كمبوديا إلى الكف عن انتهاك السيادة التايلاندية والمضي نحو حوار ثنائي.

كما أكد الناطق باسم الخارجية التايلاندية، نيكورندج بالانكورا، استعداد بلاده إذا ما أرادت كمبوديا حل هذه المسألة بقنوات دبلوماسية، ثنائياً أو حتى بوساطة ماليزيا، مضيفاً: نحن مستعدون للقيام بذلك، لكننا لم نتلق أي رد حتى الساعة.

ضغط أمريكي

ودخل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على خط الأزمة، إذ قال إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع زعيمي كمبوديا وتايلاند للضغط من أجل وقف إطلاق النار.

وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال: انتهت المكالمة مع زعيم كمبوديا، لكن من المتوقع أن أتصل به مجدداً بشأن وقف إطلاق النار بناء على موقف تايلاند.. أحاول تبسيط موقف معقد!.