طلب الرئيس البرازيلي لولا من نظيره الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الإضافية التي تشمل قسماً من الصادرات البرازيلية، وذلك خلال أول اتصال هاتفي بينهما طغى عليه الطابع "الودي"، بحسب الرئاسة البرازيلية.
وقالت الرئاسة يوم الاثنين إن لويس إيناسيو لولا دا سيلفا طلب خلال المكالمة التي "استمرت ثلاثين دقيقة"، رفع الضريبة الإضافية التي فُرضت على سلع برازيلية ورفع القيود عن السلطات البرازيلية. هذا المطلب يؤكد براغماتية لولا، الذي يسعى لفصل العلاقة الشخصية المتبادلة في نيويورك عن الضغوط الاقتصادية المباشرة لتحقيق مصالح البرازيل العليا.
ومنذ السادس من آب/أغسطس، فُرضت على جزء كبير من الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة رسوم إضافية عقابية بنسبة خمسين في المئة.
هذه الرسوم كانت بمثابة ورقة ضغط غير تقليدية واستغلت كتدخل مباشر رداً على إجراءات القضاء البرازيلي بحق الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو، حليف ترامب المقرب.
وقد قضت المحكمة العليا البرازيلية بالسجن 27 عاماً لبولسونارو بعد إدانته بالضلوع في محاولة انقلاب فاشلة إثر خسارته انتخابات عام 2022 أمام لولا.
جاءت المكالمة بعد لقاء "عرضي" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تحدث ترامب عن "انسجام رائع" مع لولا.
إلا أن هذا "الانسجام الودي" يتناقض بشكل حاد مع التباين الأيديولوجي العميق بينهما؛ فلولا هو زعيم يساري ومؤيد قوي للتعددية، بينما يمثل ترامب تيار اليمين الشعبوي الذي يُشكك في العولمة.
هذا التباين يمتد لقضايا كبرى، حيث تُمثل البرازيل بقيادة لولا حجر الزاوية في ملف غابات الأمازون والتغير المناخي، وهو ملف يعارضه ترامب بشدة.
وفي سياق التوتر، تبادل الرئيسان الانتقادات الحادة في خطابيهما أمام الأمم المتحدة. فقد ندد لولا بالهجوم "غير المقبول" على القضاء البرازيلي، بينما استغل ترامب منصة الأمم المتحدة لاتهام البرازيل بممارسة "الرقابة والقمع" و"الفساد القضائي".
رغم ذلك، غيَّر ترامب لهجته لاحقاً معتبراً لولا "رجلاً لطيفاً جداً في الواقع"، مما يُبقي الباب مفتوحاً أمام استمرار المحادثات التجارية رغم الخلافات الأيديولوجية والسياسية العميقة.
ويؤكد هذا التبادل أن لولا يسعى لتخفيف التوتر الاقتصادي الناتج عن الرسوم، مفضلاً فصله عن الصراع السياسي الأيديولوجي.
لكن التوتر الجذري يظل قائماً، خاصة وأن الرسوم تمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية البرازيلية، مما يجعل أي تهدئة تجارية محتملة محل تحليل عميق في ضوء مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وحماية حلفائها.
