في ظل حالة من الانسداد السياسي واستمرار الحرب التي أرهقت البلاد، وشردت شعبها لأكثر من عامين، يلوح بصيص للأمل بإنهاء كابوس الحرب ومعاناة السودانيين، ففي خطوة أكثر عملية توافقت المجموعة الرباعية التي تضم دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، على عدة مبادئ لإنهاء النزاع في السودان.
وتزداد الأوضاع الإنسانية تعقيداً في ظل ارتفاع حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلا أن ما خرج عن اجتماع وزراء خارجية الرباعية الدولية بشأن السودان اعتبرته الأوساط السودانية نافذة للأمل في توقف الحرب والبدء بترتيبات مرحلة جديدة من الانتقال المدني تخرج البلاد من الدائرة الشريرة إلى رحاب الأمن والاستقرار، ولا سيما مع تزايد المخاوف من أن استمرار النزاع المسلح في السودان من شأنه تهديد السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
ولعل أهم ما ورد في بيان وزراء خارجية دول الرباعية يتمثل في تحديد مواقيت بشأن الهدنة الإنسانية وما يتعلق بالعملية الانتقالية، إذ دعت الدول الأربع إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر لتمكين دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى جميع أنحاء السودان، على أن تقود مباشرة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تستكمل خلال 9 أشهر لتلبية تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة ذات شرعية ومساءلة واسعة، والذي اعتبرته المجموعة الرباعية أمراً حيوياً لاستقرار السودان على المدى الطويل والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وقال رئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي، القيادي في تحالف صمود، بابكر فيصل، إن بيان وزراء خارجية الرباعية وما جاء فيه من نقاط مهمة يشكل خارطة طريق وبارقة أمل لوقف الحرب، مشدداً على ضرورة عدم منح الفرصة لمن سماهم دعاة استمرار المحرقة ولعقة الدم، لإجهاضها كما فعلوا مع اتفاق المنامة، مضيفاً: من المؤمل أن يضع اجتماع الرباعية القادم تفاصيل محددة متعلقة بالمواقيت والمطلوبات حتى يتم تنفيذ محتوى البيان على أرض الواقع.
تطور مهم
واعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، بيان دول مجموعة الرباعية تطوراً مهماً في مسار إنهاء النزاع السوداني، قائلاً: هذه حرب إجرامية لا حل عسكرياً لها. وأشار يوسف، إلى أن الحرب أشعلها الإخوان بغية العودة للسلطة، وتكسبت من معاناة ملايين السودانيين الذين اكتووا بنارها، مشيراً إلى أن لهذه الجماعة مصلحة مباشرة في استمرارها، بينما لا تبالي في ذلك بما يحيق بأهل السودان. وأكد يوسف في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا التوافق الذي شمل دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر والولايات المتحدة، يتطلب توافقاً سودانياً مماثلاً حول مسببات الحرب وكيفية إنهائها وإحلال سلام مستدام في البلاد.
