تواجه جهود إنهاء حرب أوكرانيا تحديات كبيرة بسبب الخلافات بشأن «شروط السلام»، فبينما شددت موسكو على تمسكها بمطالبها، ومنها تخلي أوكرانيا عن الانضمام لحلف الناتو، والانسحاب من أربع مناطق تعدها جزءاً من أراضيها، تؤكد كييف ضرورة ضمان سلام عادل ومستقر مع الحفاظ على أراضيها، في حين أعربت كييف عن ترحيبها بمقترح أمريكي لعقد محادثات ثلاثية مباشرة تشمل واشنطن وموسكو.
وتكثّفت الجهود الدبلوماسية، التي تقودها الولايات المتحدة، خلال اليومين الماضيين، مع عقد محادثات أمريكية منفصلة مع مسؤولين روس وأوكرانيين وأوروبيين، وسط إشارات متباينة بشأن فرص التوصل إلى تسوية.
جاء ذلك بالتزامن مع اجتماع عقده مفاوضون أمريكيون مع مسؤولين روس في مدينة ميامي، ضمن مساعٍ تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب لدفع أطراف النزاع نحو اتفاق ينهي الحرب. وسبق هذه المحادثات، لقاءات أمريكية مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين لبحث مقترحات جديدة في خطة السلام.
ووصف المبعوث الخاص للرئيس الروسي، كيريل دميترييف، المحادثات مع الجانب الأمريكي، بأنها «بنّاءة»، في حين أكد البيت الأبيض اختتام الاجتماعات، مع الإشارة إلى احتمال مشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في جولات لاحقة من المحادثات. وأقر روبيو بإحراز «تقدم محدود»، محذراً في الوقت ذاته من أن الطريق لا يزال طويلاً.
بدوره، قال الكرملين إن فرص تحقيق السلام في أوكرانيا، «لم تتحسن نتيجة التعديلات التي أجراها الأوروبيون وأوكرانيا على المقترحات الأمريكية»، حسبما أفادت وكالة أنباء «إنترفاكس».
وأشار كبير المساعدين في الكرملين، يوري أوشاكوف، إلى أن دميترييف ما زال يعقد اجتماعات مع الأمريكيين في ميامي، وسيقدم تقريراً عن نتائج المفاوضات مع الولايات المتحدة لدى عودته إلى موسكو.
نقلت وكالة الأنباء الروسية الحكومية «تاس» عن كبير المفاوضين الروس كيريل ديميترييف قوله إن المحادثات الجارية في الولايات المتحدة بشأن حل سلمي للحرب التي تشنها موسكو ضد أوكرانيا كانت «بناءة حتى الآن».
ونفى التحضير لإجراء محادثات ثلاثية بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، في حين تجري مباحثات منفصلة في ميامي منذ الجمعة بشأن تسوية للنزاع بين كييف وموسكو، وقال أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للرئاسة قوله «لم يتطرق أحد جدياً إلى هذه المبادرة حتى الساعة وهي ليست قيد التحضير بحسب علمي».
من جهته، أبدى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، «إذا توفرت إرادة سياسية متبادلة»، مؤكداً أن موسكو تنظر بإيجابية إلى أي مسار دبلوماسي يقوم على التفاهم المتبادل، وذلك في أعقاب تصريحات ماكرون التي دعا فيها أوروبا إلى «إيجاد وسيلة للتواصل المباشر مع بوتين».
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعم بلاده مقترحاً أمريكياً بعقد محادثات ثلاثية تضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا؛ شريطة أن تسهم في توسيع عمليات تبادل أسرى الحرب، وتمهّد لاجتماعات على مستوى القادة.