أجمع مسؤولون وخبراء في الرقمنة والأمن السيبراني على أن التكنولوجيا ستكون العنصر الحاسم في استعداد الحكومات والمجتمعات للمستقبل، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب بناء مفهوم جديد للثقة في العالم الرقمي.
مؤكدين أن التوسع الكبير في التكنولوجيا الرقمية وتأثيرها المتزايد على الحياة اليومية يستدعي نهجاً جديداً لضمان الأمان والموثوقية، مما يعزز قدرة الحكومات على مواكبة التطورات وتحقيق التحول الرقمي المستدام. جاء ذلك خلال جلسات محور «إدارة الأزمات ومرونة الحكومات» ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025.
المرونة الرقمية
وفي جلسة بعنوان «كيف يمكن للحكومات تعزيز المرونة الرقمية؟»، شدد كل من المهندس محمد إبراهيم الزرعوني، نائب المدير العام لقطاع المعلومات والحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.
والشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني البحريني، على ضرورة كسر حاجز الخوف الذي يمنع البعض من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وقال محمد الزرعوني: «إن الخدمات الحيوية مثل البنوك والمطارات يجب أن تتوخى قواعد المرونة الرقمية». وأضاف: «خلال العام الماضي تعطلت الآلاف من أنظمة الحاسوب، ما أسفر عن خسائر بمليارات الدولارات، وهذا أمر لا ينبغي أن يتكرر»، مشيراً إلى أن المرونة الرقمية تعني قدرة الحكومات على تجاوز تبعات أي اضطراب تقني نتيجة عطل أو هجمة إلكترونية.
من جهته، قال الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة: «إن التحول الرقمي أصبح واقعاً نعيشه، وعلينا وضع ثقتنا فيه بما يضمن المرونة الرقمية، وهو هدف تنموي مهم لجميع دول العالم».
وأكد ضرورة الوثوق بالتكنولوجيا والتوسع في استخدامها، بعد ما أظهرته عمليات رقمنة الخدمات من جدوى اقتصادية في جميع المجالات، وعلى رأسها الخدمات المصرفية والصحية.
وشدد على أن الصناعات الصغيرة والقطاعات الصحية والمصرفية بحاجة إلى خط أمني إلكتروني، وبفضل المعايير الحديثة يمكن رفع معدلات الأمن السيبراني إلى أكثر من 80 %، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور كبير في ذلك.
مستقبل التنقل
وفي جلسة تحت عنوان «مستقبل التنقل.. هل سياسات اليوم قادرة على التكيف مع تحديات الغد؟»، أكد بيلي ثالهايمر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ريجنت كرافت» أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تطوراً وإقبالاً كبيراً على النقل البحري.
واستعرض بيلي ثالهايمر خلال جلسته مشروع شركته في مجال تصميم الطائرات الشراعية البحرية التي تحمل اسم «سيغلايدر»، قائلاً:
«ستحتل الطائرات الشراعية البحرية موقعاً مميزاً في عالم النقل البحري لاعتمادها على الكهرباء، مما يجعلها وسيلة نقل صديقة للبيئة، قادرة على توفير تجربة نقل سريعة وآمنة، وهي تتمتع بقدرة على السفر لمسافات تصل إلى 180 ميلاً (300 كم) باستخدام التقنيات الحالية للبطاريات الكهربائية.