الإمارات تستنهض العالم لمواكبة التحولات الكبرى

من جديد، تتجه أنظار العالم إلى الإمارات، اليوم، حيث تعقد القمة العالمية للحكومات دورتها الثانية عشرة في دبي، في خضم تحولات جذرية وسريعة تشهدها الدول والمجتمعات، تنبئ بعالم جديد بأدواته وفرصه وتحدياته.
ومن جديد، تعوّل حكومات العالم على القمة، التي أصبحت مرجعاً عالمياً للحكومات، لبناء الشراكات الدولية الفاعلة، واستشراف واستكشاف كل ما يأتي به المستقبل، ووضع الرؤى والحلول المبتكرة للتحديات الراهنة والمرتقبة، وصناعة وتصميم غد أفضل للبشرية.

وليس من قبيل المصادفة، أن تقود الإمارات، بنجاح منقطع النظير، هذا الحراك العالمي المحوري والمؤثر، على مدى 12 عاماً، فحضورها الفاعل على خريطة استشراف العالم، لا يزال يبهر القاصي والداني، ويتعاظم يوماً بعد يوم، بفضل نهج العمل الحكومي الرائد، الذي لطالما ميّز حكومة الإمارات، برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، والذي يرتكز على الحوكمة الفاعلة، وجودة الإدارة، ومواكبة المتغيرات بسرعة ومرونة، والاستعداد الدائم للمستقبل، الذي أصبح بلا شك، إحدى أدبيات الحكومة ومرادفاتها، ونهجاً استشرافياً في عملها، وفلسفة تعكس خططها ومشاريعها الكبرى، حتى تحول إلى إيمان مطلق بواقعيته على أرض الإمارات، وأساساً للانطلاق نحو آفاق أبعد مدى.

قفزات نوعية

ولقد ترجمت فرق العمل في حكومة الإمارات، توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تحقيق التميز في الأداء الحكومي، عبر قفزات نوعية في الخدمات الحكومية، يلمسها المواطن والمقيم والزائر للدولة، معتمدة في ذلك على مبادرات ومشاريع استباقية، وخطط استراتيجية، تواكب بدقة التحولات العالمية الكبرى، وتركز على روافع النهوض المجتمعي، كمستقبل رأس المال البشري، والشباب، والتكنولوجيا والأنظمة الذكية، والاستدامة، والبيئة، والبنية التحتية، والصحة والتعليم، والطاقة، والأمن المائي والغذائي وغيرها، الأمر الذي قاد الدولة لتبوؤ مراكز الصدارة في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية، حتى باتت اليوم، تمتلك أدوات المستقبل، وتسهم في صناعتها، بل وتعمل على تمكينها في مختلف المجتمعات حول العالم.

كما قدمت حكومة الإمارات للعالم نموذجاً متقدماً في العمل الحكومي، تقتدي به عديد الدول، محوره تحقيق سعادة الإنسان، وتعزيز جودة حياته ورفاهيته، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين حدد سموه أدوار العمل الحكومي منذ أكثر من عقد، لتكون خريطة طريق للحكومات وأهدافها ومنطلقاتها، مشيراً سموه إلى أن «الحكومة ليست سلطة على الناس، ولكنها سلطة لخدمة الناس»، وأن حكومة المستقبل حكومة لا تنام، تعمل 24 ساعة في اليوم.. سريعة في معاملاتها.. قوية في إجراءاتها.. مبدعة.. تستجيب بسرعة للمتغيرات، وتبتكر حلولاً لكافة التحديات.. تسهل حياة الناس وتحقق لهم السعادة.

وبناء على ما تقدم، فإن ما حققته الإمارات من إنجازات في ميادين العمل الحكومي، ودورها الريادي المشهود لها عالمياً في تحقيق التنمية المستدامة وسعادة الإنسان، جعل منها نموذجاً استثنائياً للدول الساعية لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة لمجتمعاتها، لتعكس بذلك المكانة العالمية المرموقة التي بلغتها، كنموذج للتطور والتنمية، حتى باتت اليوم شريكاً عالمياً في بناء وصناعة المستقبل.

ويدلل هذا الدور القيادي المتنامي للإمارات على حجم الثقة العالمية الكبيرة بنهج الدولة وجهودها وسياساتها، إذ تثبت مرة أخرى جدارتها في رسم السياسات والتوجهات وقيادة التحولات العالمية، من خلال نجاحها في حشد واحد من أكبر وأهم الملتقيات، التي تجمع رؤساء الدول والحكومات وصنّاع القرار وقادة الرأي حول العالم، عبر القمة العالمية للحكومات، التي تستضيف هذا العام أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، و140 حكومة وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك في مختلف جلسات ومنتديات القمة وحواراتها.

كما يعكس الحضور الدولي القياسي، وغير المسبوق، في هذه القمة، التي تستضيفها «عاصمة المستقبل» دبي، وتنطلق تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، تقدير العالم الكبير لنموذج هذه الإمارة «القدوة»، كمدينة تنطلق نحو المستقبل بتفكير متفرد، خارج الأطر التقليدية، حتى باتت اليوم إحدى أذكى مدن العالم، وأكثرها تنافسية وتطوراً واستعداداً للمستقبل، عملاً بفكر وتوجيهات «صانع المستقبل» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يرى بأن «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه»، وأنه «لا يُنتظر»، بل «يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم».

ومن هذا المنطلق، لا تكل دبي عن سبر الفرص، ومواكبة المستجدات، وتمكين روافع التفرّد والابتكار والإبداع، حتى باتت في سباق دائم مع الزمن لتأكيد جاهزيتها للمستقبل، بل باتت بفكر قيادتها هي المستقبل، كما يشدد على ذلك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بقوله إن «دبي هي المستقبل.. والمستقبل هو دبي»، وتعزز هذا النهج بتأكيد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، بأن «المستقبل في دبي بدأ بالفعل، والقادم أفضل في أجمل مدن الأرض».

وانطلاقاً من هذا الواقع، تستنهض الإمارات اليوم العالم من جديد، عبر القمة العالمية للحكومات، وفي توقيت بالغ الدقة، إلى تعزيز قدرة العمل الحكومي على التعامل مع التحديات، ومواكبة التحولات الكبرى والتغيرات المتسارعة التي تشهدها مختلف القطاعات، إذ إن التحولات الجذرية والسريعة التي نشهدها، كما يؤكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، تنبئ بعالم جديد بأدواته وتحدياته وفرصه، مما يضع الحكومات أمام سباق دائم مع الزمن لترسيخ مرونة وكفاءة لا يمكن بمعزل عنهما العبور إلى المستقبل، الذي يضمن استدامة التقدم والتنمية للمجتمعات وتلبية تطلعات الأجيال القادمة.

وما تحرص عليه القمة العالمية للحكومات، التي نجحت منذ إطلاقها في عام 2013 في استشراف التحولات العالمية، ووضع الحلول الناجعة لها، هو أن تكون باستمرار المنصة العالمية الجامعة والمتجددة لاستشراف واستكشاف كل ما يأتي به المستقبل، ووضع الرؤى والحلول المبتكرة، وبناء الشراكات الدولية لتحقيق أفضل استفادة للمجتمعات، وهي اليوم تواصل دورها في تطوير نموذج حكومات المستقبل، وتطبيقاته وابتكاراته، وتعزيز قدرة العمل الحكومي على التعامل مع مختلف التحديات لخدمة الشعوب.

وقد أثبتت القمة العالمية للحكومات، خلال 12 عاماً، قدرتها على تهيئة الدول والحكومات للكثير من المتغيرات، وأسهمت بندواتها وحواراتها وتقاريرها، في استباق العديد من التحديات ومواجهتها، من خلال ما نسجته من اتفاقيات وشراكات استراتيجية مؤثرة، شهد عليها أكثر من 75 رئيس دولة وحكومة، و2800 وزير، و38.000 مشارك استقطبتهم القمة، وكذلك من خلال إطلاقها أكبر برنامج عالمي للتبادل المعرفي الحكومي، لتقود باقتدار مسيرة النهوض بجودة حياة المجتمعات في مختلف القطاعات، وترسخ عميقاً ريادة الإمارات العالمية في قيادة دفة تطوير الأداء الحكومي، وصناعة التحولات الكبرى في مسيرة التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.