أكاديميون: الاتحاد مسيرة تروي حكاية وطن

متابعة - مرفت عبدالحميد، جميلة إسماعيل ومريم العلي

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى يوم عهد الاتحاد الذي يوافق 18 يوليو من كل عام، وبهذه المناسبة أكد أكاديميون ومختصون أن هناك قيماً عدة شكلت جوهر التجربة الإماراتية، مشددين على أن هذه المبادئ لم تكن مجرد شعارات، بل جسور للعبور نحو المستقبل، وقواعد لبناء دولة حديثة تستشرف الغد بثقة.

وقالوا لـ«البيان» إنه في هذا اليوم، يستحضر الإماراتيون تلك اللحظة التي وضع فيها أول حجر في صرح الدولة، ويجددون عهدهم على السير على ذات النهج، وبروح وطنية لا تعرف إلا القمة.

عيسى البستكي
عيسى البستكي

وقال الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي: في هذا اليوم، نجدد عهد الولاء والانتماء لقيادتنا الرشيدة، ونؤكد أن روح الاتحاد ستظل النبراس الذي نهتدي به في كل مرحلة من مراحل التنمية والبناء.

وأضاف: ذكرى عهد الاتحاد مناسبة وطنية لاستذكار اللقاء التاريخي الذي جمع الآباء المؤسسين، حيث رسخوا العهد لبناء دولة الاتحاد القائمة على الوحدة والعدل والتسامح والرؤية السديدة.

وأضاف أن العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص من المبادئ الأصيلة التي وجهت السياسات الاتحادية، وإنه منذ قيام الاتحاد، وضعت القيادة الرشيدة مبدأ تمكين الإنسان في قلب الأولويات، ولهذا نشهد تنوعاً مجتمعياً متماسكاً ومزدهراً.

وربط الدكتور بين ما بدأه الآباء المؤسسون وما تمضي فيه القيادة اليوم، قائلاً: إن قيمة الاستدامة التي نراها اليوم في مشاريع الطاقة والبيئة والتكنولوجيا والتنمية الاقتصادية والتنمية البشرية، كانت نابعة من رؤية طويلة الأمد بدأها القادة المؤسسون، وتمضي بها القيادة الحالية بعين على الأجيال القادمة.

وأكد أن الهوية الإماراتية القائمة على الأصالة والانفتاح على العالم دون المساس بهويتنا وتراثنا شكلت توازناً حضارياً نادراً، مشيراً إلى أن تمسك الإمارات بثقافتها وتراثها لم يمنعها من أن تكون عاصمة عالمية للتسامح والابتكار والذكاء الاصطناعي، وهي معادلة لا ينجح فيها إلا دولة تمتلك رؤية واضحة وثقة بجذورها وتمكين العنصر البشري لتحقيق هذه الرؤية.

وقال: في عام 1976 ابتعثت الدولة أول دفعة للطلبة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس جيل قادر على بناء مستقبل وطنه بالعلم والمعرفة، كما تم إنشاء جامعة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الرؤية وبناء المستقبل، فتمكن الخريجون من وضع بصمة راسخة في بناء المستقبل بسلاح العلم والمعرفة.

رؤية إنسانية

أمينة البناي
أمينة البناي

من ناحيتها، أكدت أمينة البناي، مستشارة السياسات الأخلاقية، أن الاحتفال بعهد الاتحاد يجسد عمق التجربة الإماراتية في بناء دولة قادرة على اتخاذ قراراتها بحكمة واستقلالية، مشيرة إلى أن الاتحاد لم يكن مجرد مشروع سياسي، بل رؤية إنسانية حملت مصلحة المواطن في قلبها منذ التأسيس.

وأضافت أن قصة الاتحاد تشبه في معناها ومضمونها علاقة الأب بأبنائه، موضحة أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدم نموذجاً فريداً في القيادة، جمع فيه بين الحكمة والمحبة، وقاد الدولة بقلبه قبل قانونه، ليؤسس نهجاً استثنائياً استمر عليه أبناؤه من بعده.

وشددت على أن عهد الاتحاد محطة لتجديد قيم الولاء والانتماء والامتنان، مؤكدة أن القيادة الرشيدة تحرص على راحة أبناء الوطن، وقالت: هنيئاً لنا بدولة جعلت من الاتحاد عهداً مستمراً، ومن المواطن محوراً، ومن الحاكم سنداً وأباً.

عبد الله درويش
عبد الله درويش

من جهته، قال عبدالله هاشم درويش محاضر الدراسات العربية والإماراتية بكليات التقنية العليا، إن هذه المسيرة تروي حكاية وطن صاغ ملامحه رجال آمنوا بالأرض والوحدة، فصنعوا من التحديات جسوراً نحو المستقبل.

صرح راسخ

وأكد أن الآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تمكنوا خلال سنوات قليلة من تشييد صرح راسخ، جذوره ثابتة في الأرض، وفروعه تمتد إلى عنان السماء، مستندين إلى إيمان صادق بوحدة المصير.

وأشار إلى أن الاتحاد قام على خمس ركائز أساسية شكلت جوهر النهضة وهي «التمسك بالحياة، والوعي بالاحتياجات، والإيمان بقوة الاتحاد، والاستثمار في أبناء الوطن، والطموح نحو مستقبل أفضل».

وأضاف أن كل ركيزة من هذه الركائز كانت مشروعاً وطنياً قائماً بذاته، استلزم سنوات من العمل الجاد، والرؤية الثاقبة، والجهد المتواصل، لافتاً إلى أن إيمان القيادة بالإنسان مكن الدولة من تحقيق إنجازات استثنائية في مختلف الصعد.

قيم راسخة

أسماء السعدي
أسماء السعدي

وقالت الدكتورة أسماء السعدي، مدير مركز دراسات الأسرة والطفل بجامعة الشارقة، إن مسيرة اتحاد دولة الإمارات كانت مشروعاً حضارياً متكاملاً تأسس على قيم راسخة ومبادئ سامية ما تزال تشكل دعائم الدولة، مضيفة أنه منذ اللحظة الأولى، لم يكن الاتحاد غاية في ذاته، بل كان وسيلة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة من خلال الاستثمار في الإنسان والبنية التحتية والتعليم.

وتابعت سعى القادة المؤسسون إلى بناء دولة حديثة من خلال اعتبار الاتحاد وسيلة لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة، تواكب متغيرات العصر، وتوفر الحياة الكريمة لجميع المواطنين والمقيمين على أرضها.

حيث تظهر التجربة الإماراتية أن النجاح الاتحادي لا يقوم على القرارات وحدها بل على القيم التي تحكم هذه القرارات واستمرارها في التوجيه حتى يومنا يفسر قوة الدولة وتماسكها من خلال رؤية مستقبلية تستشرف المستقبل وتجمع بين الأصالة والتحديث في بناء الدولة.

مرفت أمين
مرفت أمين

من جهتها، قالت الدكتورة ميرفت أمين، أكاديمية بجامعة الإمارات، إن هذه الذكرى تجسد أسمى معاني الانتماء والولاء للوطن ولقيادته الرشيدة، وتعزز مشاعر الانتماء لدى أجيال الإمارات وتربطها بمحطاتها التاريخية وقادتها الآباء المؤسسين، كما تعزز المكتسبات الوطنية العظيمة، ومسيرة النهضة الحضارية بالدولة.

قصة استثنائية

رانية عبدالله
رانية عبدالله

وأوضحت الدكتورة رانية عبدالله، مدير برنامج الإعلام والاتصال في جامعة العين أن ذكرى توقيع وثيقة الاتحاد فرصة لترسيخ الهوية الوطنية، وإلهام أبناء الوطن للمضي قدماً في تنمية الوطن.

وأضافت أن الآباء المؤسسين تعاهدوا في ذلك اليوم بصدق وحرص على كتابة قصة استثنائية عابرة للأجيال والأزمان. وأكدت أن عهد الاتحاد يعد أيضاً فرصة عظيمة لأبناء الإمارات لتعزيز القيم والمبادئ الوطنية التي وضعها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسّسين.

عيسى البستكي:

نجدد عهد الولاء والانتماء لقيادتنا

أمينة البناي:

الاتحاد رؤية إنسانية حملت مصلحة المواطن منذ التأسيس

عبدالله درويش:

وطن صاغ ملامحه رجال آمنوا بالأرض والوحدة

أسماء السعدي:

مشروع حضاري متكامل تأسس على مبادئ سامية

ميرفت أمين:

ذكرى تعزز المكتسبات الوطنية العظيمة

رانية عبدالله:

إلهام أبناء الإمارات للمضي قدماً في تنمية الوطن