د. آزاد موبين
نحتفل في عيد الاتحاد الـ 54 بوحدتنا الوطنية الراسخة وهدفنا المشترك ورؤيتنا الطموحة، حيث تكرم هذه المناسبة إرث المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.
وتعكس القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
في عام 2025، استمر التحول الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في التوسع، ففي الربع الأول، شكلت الأنشطة الاقتصادية غير النفطية نسبة تاريخية بلغت 77.3 % من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً للمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
بينما نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 3.9 %، مدفوعاً بالنمو القوي في التصنيع والتمويل والبناء والعقارات، مع بقاء الرعاية الصحية ركيزة قوية للنمو ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي. وتعكس هذه الأرقام تعميق التنوع الاقتصادي كجزء من رؤية «نحن الإمارات 2031»، مما يعزز مكانة الدولة كوجهة عالمية للابتكار والاستثمار والرعاية الصحية وريادة الأعمال.
وفي أستر، لا يزال التزامنا برؤية الإمارات 2031 وأجندة دبي الاقتصادية D33 راسخاً. وتماشياً مع مهمة الدولة المتمثلة في توفير بنية تحتية عالمية المستوى للرعاية الصحية محلياً، تضمن شبكتنا المتكاملة توفير أفضل معايير الرعاية الدولية بسهولة للمرضى والعملاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
حيث تضم شبكتنا 10 مستشفيات و113 عيادة و298 صيدلية وتطبيق ماي أستر (myAster) الفائق. كما نعمل على تعزيز قدرتنا على خدمة المزيد من المرضى في الدولة من خلال مستشفيين جديدين سيتم افتتاحهما قريباً، بإضافة 250 سريراً إضافياً، مع توفير فرص عمل لأكثر من 675 طبيباً وممرضاً وموظفاً.
وتماشياً مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للابتكار، يحدث الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية. وفي أستر، نعزز هذه الرؤية من خلال تطبيقنا الفائق «ماي أستر» المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وخدمات الاستشارات عن بُعد، ومنصات التواصل الرقمي مع المرضى، وحلول المراقبة عن بُعد، مما يُحسّن إمكانية الوصول والكفاءة والرعاية الشخصية للمرضى في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة.
في صميم جهودنا للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، طوّرت أستر دي إم للرعاية الصحية مبادراتها في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) عبر العديد من المرافق.
وقد ولّدت مشاريع الطاقة المتجددة - بما في ذلك أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أستر سيدرز، ومستشفى ميدكير التخصصي الصفا، ومستشفى أستر القصيص - 1340 ميجاوات / ساعة من الطاقة النظيفة، مما قلل انبعاثات الكربون بما يقدر بنحو 541 طناً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى الطاقة، قمنا بإعادة تدوير أكثر من 138,000 كجم من النفايات وخفض استهلاك المياه بما يقرب من 10,000 كيلولتر في خمسة مستشفيات.
يواصل برنامج «متطوعو أستر» تعزيز صحة المجتمع من خلال الخدمات الطبية المتنقلة والمساعدة العلاجية والوصول إلى الرعاية الصحية الرقمية والاستجابة للكوارث وحملات التوعية. ففي الفترة 2024-2025، وصل البرنامج إلى أكثر من 6.46 مليون مستفيد حول العالم.
وأقام 11,233 مخيماً صحياً، وخدم 720,000 مريض من خلال 52 عيادة متنقلة في 17 دولة، ودرّب أكثر من 322,788 شخصاً في الإسعافات الأولية، مما يعزز التزامنا برعاية صحية شاملة ومسؤولة اجتماعياً تتماشى مع الهدف الثالث للتنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاهية).
في أستر دي إم للرعاية الصحية، تتشابك رحلتنا بعمق مع مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة. لقد تأسسنا على هذه الأرض قبل 38 عاماً، ونمونا جنباً إلى جنب مع الدولة، حيث خدمنا الملايين في جميع أنحاء المنطقة ملتزمين بتوفير رعاية صحية عالية الجودة وسهلة المنال.
ومع رسم دولة الإمارات العربية المتحدة لآفاق جديدة، فإن مؤسستنا تتماشى مع هذه الرحلة، مما يزيد من تحسين العمليات لتحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة ودمج الممارسات الصديقة للبيئة في جميع منشآتنا.
وفي عيد الاتحاد الـ 54، لا نحتفل فقط بوحدة إماراتنا، بل بوحدة الرؤية والهدف والأمل أيضاً. تجسد دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً يُحتذى به في تحقيق الإرادة الجماعية والقيادة الحكيمة. وإذ نتطلع إلى المستقبل، تفخر أستر دي إم للرعاية الصحية بمساهمتها في صحة ورفاهية هذه الأمة العظيمة.