تصوير: سالم خميس، يوسف الهرمودي، باتريك كاستيلو، دينيس مالاري، أشوك فيرما، ومحمد نجيب
وأكدت الجهات المعنية أنها وضعت خططاً استباقية للتعامل مع الأمطار الغزيرة، كما شكلت فرق عمل احترافية لمواجهة مستجدات الحالة الجوية، وأية طوارئ محتملة، لضمان سرعة الاستجابة، وتعزيز سلامة أفراد المجتمع، وحماية الأرواح والممتلكات.
وتفصيلاً، توقع المركز الوطني للأرصاد استمرار هطول أمطار متفاوتة الغزارة على مناطق متفرقة من الدولة، بدءاً من المناطق الغربية، حيث تمتد تدريجياً لتشمل مدينة أبوظبي ودبي، ثم المناطق الشمالية ومدينة العين والمناطق الشرقية، وتكون مصحوبة بالبرق والرعد أحياناً، مع احتمالية لسقوط حبات البرد على بعض المناطق.
وأفاد بأن التأثيرات المصاحبة لهذه الحالة، تشمل تجمع المياه وجريان الأودية، واحتمال حدوث انزلاقات أرضية، فضلاً عن احتمال وجود هبّات رياح نشطة إلى قوية، قد تؤدي إلى تطاير الأجسام الصلبة، داعياً إلى الالتزام بإجراءات السلامة، واتباع تعليمات الجهات المختصة.
جاهزية
وشددت وزارة الداخلية على أهمية التزام الجمهور بالتعليمات والتحذيرات الصادرة عن الجهات المختصة، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية حول الحالة الجوية الراهنة، وعدم تداول الشائعات أو الأخبار غير الموثوقة، مؤكدة أن سلامة الجميع تأتي في مقدم الأولويات.
موضحاً أن فرق الإنقاذ البرية توجد في 13 نقطة تمركز على مستوى الإمارة، من بينها حتا، فيما توجد فرق الإنقاذ البحرية في 9 نقاط تمركز على مستوى السواحل، للتعامل مع أي حالة طارئة.
وأشار إلى أن فرق الإنقاذ البرية مزودة بكل الشاحنات والدوريات التخصصية ذات الدفع الرباعي بمختلف أنواعها، وكل المعدات والتقنيات الحديثة الخاصة بعمليات الإنقاذ، مثل الأجهزة الهيدروليكية المستخدمة في رفع الأوزان الثقيلة، والمقصات والمناشير، وغيرها، إلى جانب توفير 120 رافعة، بالتعاون مع مزادات الإمارات، للتعامل مع أي حالة طارئة.
مشيراً إلى أن هذه الفرق مزودة بكل الزوارق التخصصية، والدراجات والمنقذين والضفادع البشرية المدربة، للتعامل مع أي طارئ.
وأن يتم وصف المكان بدقة وبوضوح، من أجل الاستجابة السريعة للبلاغ، لما لذلك من أهمية بالغة في مساعدة المحتاجين، متمنياً للجميع السلامة والأمان. في إطار آخر، أكد العقيد علي عبيد البدواوي مدير مركز شرطة حتا بالوكالة.
جاهزية المركز للتعامل مع بلاغات الحوادث الطارئة، سواء في المناطق الجبلية والأودية، أو التعامل مع الحوادث المرورية، خلال التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة، داعياً إلى توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن المناطق الجبلية ومجاري المياه، وعدم عبور الأودية، تفادياً لتعريض الأرواح للخطر.
مبيناً أن المركز يطبق مع شركائه، للعام التاسع على التوالي، حملة «الأمطار نعمة لا تجعلها نقمة»، من أجل رفع مستوى الجاهزية للتعامل مع بلاغات الحوادث الطارئة، كانحصار المركبات في المياه الجارية، أو حوادث السقوط من المرتفعات، إلى جانب الحوادث المرورية خلال تساقط الأمطار.
انتشار الدوريات
وتشغيل «اللواح» لتنبيه السائقين بضرورة تخفيض السرعة، إلى جانب العمل على التنسيق مع الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، وفرق الإنقاذ البري والبحري، استعداداً لأي حالة طارئة.
والتعامل الفوري مع أي بلاغات طارئة». وناشد جميع أفراد المجتمع، من مواطنين ومقيمين وزوار، بضرورة الالتزام الكامل بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة.
وتجنب النزول إلى البحر في الوقت الراهن، أو استخدام الوسائل البحرية الترفيهية، مثل الدراجات المائية أو القوارب الصغيرة أو الزوارق، وعدم المخاطرة بشكل قطعي، نظراً لما قد تشهده المياه من اضطرابات مفاجئة، وسرعة في الرياح، وارتفاع في الأمواج، ما يشكل خطراً على الأرواح والممتلكات.
وذلك في ضوء الاستعدادات التي قامت بها البلدية والتدابير التي تبنتها للتعامل مع موسم الأمطار وتقلبات الحالة الجوية خلال العام الجاري.وأوضحت بلدية دبي أن تلك الجهود تأتي ضمن منظومة عمل متكاملة ترتكز على رفع كفاءة البنية التحتية، وتعزيز قدرات فرق الطوارئ، بما يضمن استمرارية الخدمات.
مؤكدة أن سلامة الأفراد والممتلكات تشكل أهمية قصوى، مع اتباع كافة التدابير اللازمة للحفاظ على انسيابية الحركة في مختلف مناطق الإمارة.كذلك، أكدت البلدية أنها استكملت حزمة واسعة من الإجراءات الوقائية والفنية، شملت فحص وصيانة شبكات تصريف مياه الأمطار في مختلف أنحاء دبي، إلى جانب استكمال أعمال مد خطوط ضخ مياه فوق الأرض بطول إجمالي بلغ 60 كيلومتراً، بما يعزز سرعة تصريف المياه في عدد من المواقع خلال فترات هطول الأمطار.
وضمن جهودها لرفع الطاقة الاستيعابية للشبكة، أنجزت بلدية دبي إنشاء 6 بحيرات مؤقتة في عدد من المناطق الحيوية، إضافة إلى بحيرات تجميعية بسعة إجمالية تصل إلى 600 ألف متر مكعب، بما يسهم في تخفيف الضغط على الشبكات الرئيسية، واحتواء كميات المياه المتجمعة بكفاءة عالية.
كما تم ربط خطوط الضخ مع 10 مصبات مائية رئيسية تشمل قناة دبي المائية، وخور دبي، والبحر، والنفق العميق، بما يضمن تصريفاً آمناً وسريعاً للمياه.وفي إطار الاستعدادات التشغيلية.
كثفت البلدية عمليات تنظيف فتحات تصريف مياه الأمطار، والمصافي الداخلية، والخطوط الانحدارية، إلى جانب متابعة تنظيف أكثر من 84 ألف فتحة تصريف في مناطق التطوير العقاري، بالتنسيق مع المطورين العقاريين والمناطق الحرة، لضمان أعلى مستويات الجاهزية قبل وأثناء موسم الأمطار.
كما فعّلت بلدية دبي منظومة طوارئ متكاملة تعمل على مدار الساعة، تضم كوادر بشرية متخصصة عالية الكفاءة والخبرة، مدعومة بمعدات وآليات لوجستية متطورة تُعد من الأحدث عالمياً، للتعامل مع تجمعات المياه.
والانسدادات الطارئة، والبلاغات الواردة من مختلف مناطق الإمارة، إضافة إلى التعاقد مع شركات من القطاع الخاص لدعم عمليات سحب ونقل المياه عند الحاجة.
وفي هذا السياق، قال المهندس عادل محمد المرزوقي، رئيس فريق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والمدير التنفيذي لمؤسسة النفايات والصرف الصحي في بلدية دبي، ورئيس فريق تصريف مياه الأمطار في إمارة دبي:
«تعمل بلدية دبي وفق نهج متكامل في إدارة موسم الأمطار، يقوم على الاستعداد ورفع كفاءة البنية التحتية، وتعزيز القدرة التشغيلية لفرق الطوارئ.
وقد شملت استعداداتنا هذا العام حلولاً هندسية وتشغيلية مرنة، من بينها إنشاء بحيرات مؤقتة وتجميعية، وتوسيع شبكات الضخ، وربطها بمصبات متعددة، بما يضمن التعامل مع مختلف السيناريوهات الجوية، من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع واستمرارية الحياة اليومية في الإمارة».
وأضاف المرزوقي: «نؤكد على استمرار التنسيق المباشر مع الشركاء الحكوميين المعنيين بإدارة الطوارئ، بما يضمن تكامل الأدوار، وتسريع الاستجابة، واتخاذ القرارات الفورية وفق خطط مرنة تتكيف مع تطورات الحالة الجوية.
كما نولي أهمية كبرى للتنسيق المؤسسي مع الشركاء الاستراتيجيين، والمطورين العقاريين، والجهات المعنية، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية وتمارين ميدانية لمشرفي المواقع والفرق الفنية، بما يعزز سرعة الاستجابة، ودقة اتخاذ القرار، والقدرة على التعامل مع البلاغات الطارئة بكفاءة عالية».
وشملت جهود البلدية كذلك تنفيذ تمارين محاكاة وتدريبات ميدانية لفرق العمل، لتعزيز جاهزيتهم للتعامل مع مختلف البلاغات المرتبطة بالحالة المطرية.
ورفع كفاءة التواصل مع مراكز الاتصال. ودعت بلدية دبي أفراد المجتمع إلى الالتزام بإجراءات السلامة العامة، وتوخّي الحيطة والحذر خلال فترات التقلبات الجوية.
والإبلاغ الفوري عن أي تجمعات للمياه أو حالات طارئة عبر مركز اتصال بلدية دبي على الرقم 800900 أو من خلال تطبيق «واتساب»، مع ضرورة متابعة التنبيهات والنشرات الجوية الصادرة عن الجهات الرسمية.
استجابة
وأوضحت القيادة العامة للدفاع المدني، أن خطط الطوارئ تشمل تغطية المسطحات المائية التابعة لإمارة دبي، وذلك من خلال المبنى العائم، ومراكز الدفاع المدني القريبة منها، بما يضمن سرعة التدخل في حال وقوع أي حوادث مرتبطة بارتفاع الأمواج أو الظروف البحرية.
ووحدات الدعم الميداني، وزوارق الإسعاف لتأمين المسطحات المائية، إلى جانب الإسعاف الجوي، بالتعاون مع مركز الجناح الجوي في شرطة دبي، ضمن خطة انتشار مرنة، تضمن سرعة الوصول إلى مواقع البلاغات في مختلف مناطق الإمارة.
كما أعلنت عن إعفاء مستخدمي المواقف العامة من الرسوم، ابتداء من أمس حتى نهاية اليوم، وذلك نظراً للأحوال الجوية غير المستقرة، وتيسيراً على سكان الإمارة وزوارها.
ويشمل الإعفاء جميع المواقف العامة في إمارة الشارقة، بما في ذلك المواقف الخاضعة للرسوم طوال أيام الأسبوع والعطلات الرسمية، والموضحة باللوحات الإرشادية الزرقاء، إضافة إلى مواقف الساحات الذكية للحدائق المعلقة، وبحيرة الحفية، وسد الرفيصة.
فرق مختصة
مشيراً إلى جاهزية غرف العمليات لتلقي البلاغات عبر رقم الطوارئ (999)، والحالات غير الطارئة، عبر خدمة الاستعلامات على تطبيق «واتساب» على الرقم (800901).
بلدية عجمان
«نعمل وفق خطة طوارئ شاملة، لمواجهة آثار المنخفض الجوي، حيث تم توزيع المضخات، وتوفير التناكر وآليات السحب في المناطق المنخفضة، لضمان سرعة الاستجابة وحماية الأرواح والممتلكات».
والتدخل الفوري عند الحاجة في مختلف مناطق الإمارة، وذلك ضمن خطة طوارئ متكاملة، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيراً إلى جاهزيتها للاستجابة الفورية لأي بلاغات من الجمهور.
ودعت إلى الابتعاد عن الشواطئ، وتجنب مناطق جريان السيول والأودية والأماكن المنخفضة، مع التأكيد على ضرورة القيادة بحذر، والالتزام بتعليمات الجهات المختصة.
وعززت وجود الدوريات وفرق الإنقاذ في طرق الإمارة الداخلية والخارجية كافة، ونشرت 50 دورية في جميع مناطق اختصاصها، تعمل على تعزيز الأمن والأمان على مدار الساعة، وعلى وجه من السرعة والدقة.
فرق ميدانية
حيث تم توزيع فرق العمل والمعدات على كافة قطاعات الإمارة، وفق تقييم ميداني مستمر للحالة الجوية، مع إعطاء أولوية للمناطق الأكثر تأثراً، وتلك التي تشهد كثافة في تجمعات مياه الأمطار.
إجراءات للمزارع
وتقليل المخاطر التي قد تطول الثروة الحيوانية والمزروعات والبنية التشغيلية للمزارع والعاملين فيها.وبيّنت الهيئة أن الإجراء الأول يتمثل في إبقاء الإبل والماشية داخل الحظائر أثناء هبوب الرياح أو تساقط الأمطار، باعتباره خطوة أساسية للحد من تعرض الحيوانات للأمراض المرتبطة بالتيارات الهوائية الباردة وتغيرات الطقس المفاجئة.
وشددت في الإجراء الثاني على ضرورة توفير مياه شرب نظيفة للحيوانات بشكل مستمر، لضمان عدم لجوئها إلى شرب مياه الأمطار المتجمعة داخل العزب.أما الإجراء الثالث.
فيركز على المتابعة البيطرية الفورية عند ملاحظة أي أعراض مرضية، بما يدعم مناعة القطيع خلال فترات انخفاض درجات الحرارة، حيث تزداد احتمالات الإصابة بالأمراض التنفسية.
«طرق دبي» تعمم 17 إرشاداً وقائياً تعزيزاً للسلامة
وشددت الهيئة، في هذا السياق، على أهمية التأكد من جاهزية المركبة قبل الانطلاق، من خلال فحص صلاحية المكابح والإطارات والمصابيح الأمامية، إلى جانب التحقق من مستوى سائل تنظيف الزجاج في الخزان المخصص له، بما يضمن قيادة آمنة ورؤية واضحة، كما دعت إلى الحرص على ترك مسافة أمان كافية بين المركبة والمركبات التي أمامها.
وفيما يتعلق بالسرعة، أوصت الهيئة بمراقبتها بشكل مستمر والقيادة بحذر دون تجاوز السرعات المحددة، مشيرة إلى أن الطرق المبتلة قد تجعل السرعة الفعلية أعلى مما يظنه السائق، الأمر الذي يستدعي خفض السرعة تدريجياً عند الحاجة.
وتجنب تجاوز المركبات البطيئة أو محاولة الابتعاد بسرعة عن المركبات الخلفية، نظراً لارتفاع احتمالية الانزلاق وتراجع كفاءة المكابح. كما شددت على الالتزام بالإشارات المرورية في جميع الأوقات.
وعدم الانطلاق بسرعة فور تحول الإشارة إلى اللون الأخضر، حفاظاً على ثبات المركبة، مع ضرورة الانتباه لإشارات الطوارئ والعلامات التحذيرية، خصوصاً قبل دخول الأنفاق أو الاقتراب من مناطق تجمع المياه، لما توفره من معلومات مهمة حول الظروف القادمة.
ودعت الهيئة السائقين إلى تشغيل الأضواء الأمامية ومنح المركبات الأخرى مساحات أكبر لتجنب الحوادث، مع استخدام مصابيح الضباب والمصابيح العادية فقط، وتجنب استخدام الأضواء العالية، لما تسببه من انعكاس يقلل من مستوى الرؤية في الأجواء الضبابية ويؤثر في السائقين القادمين من الاتجاه المعاكس.
حيث يصعب تقدير عمقها وقد تتسبب في جرف المركبات، مؤكدة أن العودة واختيار طريق بديل يُعد الخيار الأكثر أماناً في حال الاشتباه بخطورة الوضع.
