شمشير فاياليل يعلن تبرعه بقيمة 4 ملايين درهم لتوفير أطراف صناعية متقدمة للمحتاجين

أعلن الدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة، عن تبرعه بإجراء 10 عمليات مجانية لتركيب أطراف صناعية متقدمة لصالح أفراد من ذوي الدخل المحدود، بتكلفة إجمالية تبلغ 4 ملايين درهم إماراتي. وتأتي هذه المبادرة الرائدة بهدف مساعدة مبتوري الأطراف المتضررين من الصدمات والحروب على استعادة قدرتهم على الحركة بثقة، والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وقد جاء هذا الإعلان خلال إطلاق عيادة المدرّس للتكامل العظمي في مدينة برجيل الطبية، وبدعم من دائرة الصحة في أبوظبي، مما يعكس الالتزام الإنساني برفع جودة حياة مبتوري الأطراف في المنطقة.

قصة شام وعمر

كان الشقيقان السوريان شام وعمر، اللذان تم إنقاذهما من تحت أنقاض منزلهما بعد زلزال سوريا المدمّر قبل عامين، الشرارة الحقيقية التي ساهمت في إطلاق وتبني هذه المبادرة. فقد نُقل الطفلان حينها إلى دولة الإمارات بتوجيهات سامية، وفي لفتة إنسانية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ورئيسة مؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات".

أصبحت مدينة برجيل الطبية منزلهما، حيث خضعا لعمليات جراحية معقدة وبرامج إعادة تأهيل مكثفة. وقد شهد الدكتور شمشير فاياليل عن كثب قوتهما وضعفهما، وتأثر بهما بشدة، حتى أصبحت قصتهما نقطة التحول التي ألهمته لتقديم أفضل الحلول الاصطناعية في العالم إلى المنطقة، آخذاً على عاتقه تمكين أطفال مثل شام وعمر، وغيرهم من المتضررين من النزاعات أو الكوارث، من المشي بحرية مرة أخرى. وقد توج ذلك بالتعاون مع البروفيسور منجد المدرّس لإنشاء مركز إقليمي متميز للتكامل العظمي.

وتُعد جراحة التكامل العظمي من التقنيات الرائدة عالميًا، ويتم تقديمها لأول مرة في الشرق الأوسط من خلال هذه المبادرة، وسيتولى إجراء العمليات الجراحية البروفيسور منجد المدرّس، الجراح العالمي المتخصص في هذا المجال.

قال الدكتور شمشير في كلمته خلال الحفل: "نحن محظوظون بالعمل في ظل قيادة رحيمة، طموحة، وسريعة الاستجابة. لم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا تلك الرؤية. وفي عام المجتمع 2025، تقع على عاتقنا مسؤولية دعم المحتاجين إلى رعاية متقدمة، ومساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية. نحن بالتأكيد سنواصل دعم المزيد من الحالات في المستقبل، ولكن حين يبدأ العمل بلمسة إنسانية، نكون قد نجحنا منذ البداية."

وستُجرى العمليات في عيادة المدرّس للتكامل العظمي، التي تم إطلاقها حديثًا ضمن منشأة برجيل الطبية الرائدة، بالتعاون مع عيادة بالي الشرق الأوسط، لتقديم تقنية جراحية ثورية تُوفّر بديلاً متقدمًا للأطراف الصناعية التقليدية التي تعتمد على تقنية "Socket".

وتعتمد جراحة التكامل العظمي (Osseointegration) على تثبيت الطرف الصناعي مباشرةً في عظم المريض باستخدام غرسة من التيتانيوم، مما يوفر استقرارًا وراحة أكبر، ويُقلّص فترة إعادة التأهيل. وقد أظهرت تجارب عالمية سابقة أن المرضى الذين خضعوا لهذا النوع من العمليات أبلغوا عن تحسن نوعي كبير وسريع في الحركة ونمط الحياة.

وسيحصل جميع المستفيدين من المبادرة على نظام الأطراف الصناعية المزروعة (OPL)، الذي يُمثل اتصالًا مباشرًا بالهيكل العظمي، ويحاكي الحركة الطبيعية للطرف. كما يُغني عن العديد من التحديات التي تفرضها الأطراف التقليدية، والتي كثيرًا ما تُسبب الانزعاج وتهيج الجلد ومضاعفات في المفاصل. وتوفر تقنية OPL شعورًا أكثر طبيعية وراحة، وتُتيح ما يُعرف بـ"الإحساس العظمي" أو التحسس عبر الطرف الصناعي.

من جانبه، قال البروفيسور منجد المدرّس، مدير عيادة التكامل العظمي، الذي أجرى أكثر من 1200 عملية ناجحة باستخدام هذه التقنية حول العالم: "كان هدفنا دائمًا إعادة الحركة والثقة لمبتوري الأطراف، ومن خلال توفير هذه التقنية في الإمارات، نبني قدرات محلية ونمنح الأمل لمن انتظروا طويلاً للحصول على هذا النوع من الرعاية. ونأمل أن يُسهم هذا التبرع الكريم من الدكتور شمشير في إعادة القدرة على الحركة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، بمختلف أعمارهم. نحن فخورون بتقديم هذه الخدمة الفريدة من نوعها ضمن مبادرة مجتمعية إنسانية."

وأضاف: "الحركة هي الحياة. مهمتنا أن نضمن ألا يُحدد فقدان الطرف مستقبل أي إنسان. وخلال العقد الماضي، قمنا بتطوير تقنية المرحلة الواحدة، ووسعنا نطاق تطبيقها لتشمل حالات معقدة كمرضى السكري، والأطفال، ومبتوري الفخذ والحوض. نحن نُمكّن الناس من استعادة استقلاليتهم الحركية وجودة حياتهم."

وقد شهد حفل الإطلاق حضور كل من البروفيسور منجد المدرّس، والدكتور درور بالي، مؤسس عيادة بالي الشرق الأوسط، إلى جانب كبار قيادات برجيل القابضة، في لحظة تجسد انطلاقة مهمة نحو جعل الرعاية المتقدمة لمبتوري الأطراف أكثر توفرًا في منطقة الشرق الأوسط.

وسيتولى فريق طبي متخصص اختيار المستفيدين من المبادرة بناءً على التقييم السريري والاحتياجات الطبية، على أن تُعلن التفاصيل الكاملة قريبًا.