جميلة إسماعيل ومنى خليفة
في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، يبرز الذكاء الاصطناعي كإحدى أبرز أدوات التحول التكنولوجي القادرة على إحداث نقلة نوعية في حياة الإنسان، وتحقيق جودة الحياة بمفهومها الشامل، بدءاً من الصحة والتعليم، وصولاً إلى الاقتصاد والخدمات العامة والحياة اليومية. وبات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من التطبيقات الذكية التي تسهل المهام.
وأكد عدد من الخبراء و المتخصصين لـ «البيان» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً ترفياً، بل ضرورة استراتيجية لتحسين نوعية الحياة وتعزيز الرفاهية، مشددين على أهمية دمج هذه التقنيات ضمن سياسات التنمية المستدامة، مع مراعاة البعد الإنساني في تصميمها وتطبيقها. وأشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة حقيقية لبناء مستقبل أكثر استدامة، بشرط أن يوظف لخدمة الإنسان، ويراعى فيه التوازن بين التقدم التقني والقيم الإنسانية.
رعاية صحية
وقال الدكتور عبد الرحمن سليمان، مدير قسم الأورام في مستشفى توام: «يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في قطاع الرعاية الصحية، لاسيما في التشخيص المبكر وتحليل الصور الطبية بدقة تفوق القدرات البشرية»، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يحدث تحولاً جذرياً في علاج السرطان، من خلال تخصيص العلاجات وتحسين الخطط العلاجية، بما يسهم في رفع جودة الرعاية الصحية.
وأوضح الدكتور أحمد صبيحي، خبير الذكاء الاصطناعي، أن هذه التقنيات باتت أداة فعالة في تطوير المناهج وتقديم محتوى تعليمي تفاعلي، يراعي الفروق الفردية بين الطلبة.
وقال: «يوفر الذكاء الاصطناعي دعماً للمعلمين في تقييم الأداء وتحديد نقاط الضعف» مشدداً على أهمية احترام الخصوصية وتفادي التحيز في تصميم الأنظمة الذكية.
وأشار الدكتور حمزة الربابعة، خبير الحوسبة والذكاء الاصطناعي، إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي هو استثمار في الإنسان، مؤكداً ضرورة التوازن بين التطور التقني والاحتياجات الإنسانية.
وقال: «تعتمد المؤسسات الحديثة على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل التحليل التنبؤي والأتمتة، لتحسين الكفاءة التشغيلية وتطوير مهارات القوى العاملة».
أما المهندس عبدالله الكعبي، فأكد أن الذكاء الاصطناعي فتح آفاقاً جديدة في سوق العمل، مشيراً إلى بروز وظائف وتقنيات لم تكن موجودة من قبل، وأوضح: «من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تحليل البيانات الضخمة بسرعة، وتصميم تطبيقات، وصناعة محتوى، وهو ما غير شكل سوق العمل وخلق فرصاً جديدة للمواهب التقنية».
وقال الدكتور سيف النيادي، أكاديمي: إن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً رئيسياً في تطوير المدن الذكية، وتحسين إدارة الخدمات العامة مثل المرور والطاقة.
وأضاف: «تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في بناء نماذج تنبؤية تقلل من معدلات الجريمة وتعزز السلامة العامة، ما يساهم في تحقيق الاستدامة وتحسين جودة الحياة».
وأكدت الدكتورة حياة الحوسني، أخصائية تطوير البرامج في مؤسسة التنمية الأسرية، أن المؤسسة فعلت الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة حياة كبار المواطنين، من خلال تعزيز المعرفة الرقمية، حيث تم تمكين أكثر من 603 مستفيدين خلال أربع سنوات».
وأشارت إلى أن أبرز التحديات تتمثل في ضعف الإلمام بالتقنية، وصعوبة التعامل مع الأجهزة الحديثة، خصوصاً لدى كبار السن.
مشاريع ذكية
وأوضحت الدكتورة رانية عبدالله، مدير برنامج الإعلام والاتصال في جامعة العين، أن الإمارات أطلقت مشاريع ذكية عدة، من بينها استخدام الروبوتات في المستشفيات، وتطوير أنظمة للتنبؤ بالأمراض.
وقالت الدكتورة ميرفت أمين، أكاديمية بجامعة الإمارات: إن الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز السلامة العامة، من خلال تقليل التلوث، وتحسين النقل، ورفع مؤشر السعادة.
وأضافت: إن حكومة الإمارات أطلقت مبادرات شاملة لتحسين جودة الحياة في قطاعات التعليم والصحة والمناخ والنقل، مشيدة بجهود الدولة في تسخير الذكاء الاصطناعي لدعم الاستدامة.






