أقراص وإبر التبييض.. وعود كبيرة وأضرار مخفية

مريم المسافري
مريم المسافري
تيسير الحاج
تيسير الحاج
مروى بدوي
مروى بدوي
ندى تاج الأصفياء
ندى تاج الأصفياء

جميلة إسماعيل وريد السويدي

تتزايد في السنوات الأخيرة ظاهرة الترويج لأقراص وحقن تُستخدم لتبييض البشرة، عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يسعى المروجون لها لإقناع المستهلكين بأن هذه المنتجات آمنة وفعالة، ومعترف بها دولياً، إلا أن طبيبات الجلدية وأخصائيات التجميل يحذرن من الانسياق وراء هذه الإعلانات، مؤكدات أن معظم هذه المنتجات غير مرخصة، وغير مثبتة علمياً، وقد تحمل مخاطر صحية جسيمة.

أكدت الدكتورة مروى بدوي، اختصاصية الجلدية والتجميل، أن لون البشرة مسألة جينية وصحية معقدة، لا يمكن تغييره بأقراص أو إبر مهما كانت وعود التسويق، مضيفة أن أي محاولة لتبييض البشرة من خلال هذه الوسائل غالباً ما تكون ضارة بالصحة.

وأوضحت أن أغلب منتجات التبييض تحتوي على مادة الجلوتاثيون، وهي مضاد أكسدة طبيعي في الجسم، يُزعم أنها تقلل إفراز صبغة الميلانين، ما يعطي البشرة لوناً أفتح نسبياً. ومع ذلك، تشير الدراسات العلمية إلى أن تناول الجلوتاثيون عن طريق الفم لا يؤدي إلى أي تغيير ملموس في لون الجلد، إذ لا يصل الجسم إلى مستويات كافية حتى تؤثر في إنتاج الميلانين.

وقالت الدكتورة بدوي إن الاستخدام العشوائي لهذه الأقراص أو الحقن يمكن أن يؤدي إلى إجهاد الكبد والكلى، اضطرابات هضمية، تفاعلات جلدية، وحتى تداخلات محتملة مع أدوية أخرى، محذرة من أن هذه المخاطر تزداد عند الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات عالية دون إشراف طبي.

وأضافت أن بعض الأشخاص قد يواجه آثاراً جانبية خطِرة، مثل اضطرابات في الغدة الدرقية، ضعف المناعة، صعوبة في التنفس، وظهور طفح جلدي شديد. وأشارت إلى أن مضاعفات نادرة، لكنها مهددة للحياة، تشمل متلازمة ستيفنز جونسون، تعفن الدم، والصمة الهوائية.

نتائج مؤقتة

من جانبها، لفتت الدكتورة تيسير الحاج، استشاري التجميل، إلى أن بعض الحقن تحتوي نسباً عالية من الكورتيزون، ما يؤدي إلى ترهل الجلد، انتشار الالتهابات البكتيرية، ومشكلات في المعدة، إضافة إلى انخفاض عام في صحة الجسم. وأكدت أن أي نتائج سريعة تظهر على البشرة غالباً ما تكون مؤقتة ولا تدوم، ما يجعل الاستخدام طويل الأمد محفوفاً بالمخاطر.

وأكدت الدكتورة مريم المسافري، استشاري طب الأسرة، أن هذه الأقراص والحقن غير فعالة عملياً عند الاستخدام الفموي، ولا توجد أي دراسة علمية تثبت فائدتها، وهي غير مرخصة، وقد تضر بالكلى والأعضاء الداخلية للجسم، وأضافت رنا أبوطراب، اختصاصية الأمراض الجلدية، أن أقراص التبييض -التي غالباً ما تُباع على أنها مكملات غذائية- تحتوي مواد غير معروفة المصدر أو التركيز، وقد تشكل عبئاً على الكبد، ولا تؤدي إلى تغيير اللون الطبيعي للبشرة.

ترويج غير مرخص

حذرت الطبيبات المتحدثات من أن أغلب ما يُروج له عبر منصات التواصل الاجتماعي من أقراص وحقن التبييض يكون غير مرخص من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومن الصعب معرفة محتواه الفعلي أو «تراكيزه»، ما يعرض المستخدم لأخطار صحية غير متوقعة.

وأكدت الدكتورة ندى تاج الأصفياء، اختصاصية طب الأسرة، أن الحقن والأقراص التي تحوي الجلوتاثيون لا تُمتص بشكل جيد عند تناولها عن طريق الفم، ما يجعل فعاليتها ضعيفة للغاية، في حين أن كلفتها عالية جداً مقارنة بالفوائد.

وشددن على ضرورة الاعتماد على العلاجات الموضعية المثبتة علمياً لتفتيح البشرة أو معالجة مشكلاتها، مثل الكريمات والمقشرات التي يحددها طبيب الجلدية وفق نوع البشرة والحالة الصحية للمستخدم، بدلاً من اللجوء إلى المكملات العشوائية أو الحقن غير المرخصة، كما نصحوا الجمهور بـتجنب المنتجات المجهولة المصدر، وعدم الانسياق وراء تجارب المؤثرين، وعدم تناول أي أقراص أو حقن دون وصفة طبية.

وفي ختام حديثهن، حذرن من أن استخدام أقراص وحقن التبييض قد يسبب مضاعفات صحية كبيرة، تشمل مشكلات كبدية و كلوية وجلدية، وأحياناً مخاطر تهدد الحياة، مؤكدات أنه لا توجد أي دراسة علمية موثقة تثبت فعاليتها، وأن الاعتماد على الحلول السريعة والمروج لها عبر الإنترنت قد يكون مكلفاً وخطراً على الصحة.