مستشفى الأمل يتصدى للإدمان الرقمي بأساليب علاج متقدمة

أكد مستشفى الأمل للصحة النفسية، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، استمرار تطوير خدماته العلاجية المتخصصة لمواكبة التغيرات السلوكية المتسارعة في المجتمع، حيث استقبل العام الماضي نحو 50 ألف زيارة، من بينها 3299 زيارة ضمن عيادة الإدمان.

ولا سيما تلك المتعلقة بالإدمان الرقمي، فقد أصبح الإدمان على الوسائط الرقمية، مثل مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، من التحديات المتزايدة التي تفرض على الأفراد أنماط حياة غير صحية، وهو ما يستدعي استجابة علاجية شاملة لمواجهتها.

نور المهيري
نور المهيري

وأكدت الدكتورة نور المهيري، مدير إدارة الصحة النفسية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن المؤسسة تضع الابتكار في صميم جهودها الرامية لتعزيز الصحة النفسية، حيث يواصل مستشفى الأمل للصحة النفسية استكشاف حلول علاجية متقدمة تواكب تسارع المتغيرات السلوكية في المجتمع.

مشيرةً إلى أن المؤسسة تقود مبادرة بحثية متطورة تنطوي على تصميم خطط علاج شخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف دعم الأفراد في التعافي من الإدمان السلوكي والرقمي.

وأوضحت أن هذا المشروع يعتمد على تحليل البيانات السلوكية بطرق ذكية تسهم في رفع دقة التشخيص وتقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، ضمن بيئة علاجية متكاملة وآمنة.

الإدمان التقليدي

عمار البنا
عمار البنا

وأوضح الدكتور عمار البنّا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الإدمان الرقمي، رغم اختلافه عن الإدمان التقليدي على المواد المخدرة.

إلا أنه يحمل في طياته مخاطر نفسية واجتماعية وسلوكية لا تقلّ خطورة، تشمل الانعزال وقلة النشاط البدني وتدهور الصحة النفسية وضعف التحصيل الدراسي أو الإنتاجية وتفكك العلاقات الاجتماعية.

مؤكّداً أن التعامل مع هذه الحالات يتطلب مقاربة علاجية متكاملة للتصدي لهذا التحول السلوكي، وخاصة لدى فئة اليافعين والشباب الذين يعدون الأكثر عرضة لهذه الظواهر.

وفي هذا السياق، لفت الدكتور البنّا إلى أن مستشفى الأمل للصحة النفسية استقبل العام الماضي نحو 50 ألف زيارة، من بينهم 3,299 زيارة ضمن عيادة الإدمان.

مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعكس وعي المجتمع المتزايد بضرورة طلب الدعم النفسي المتخصص، ولا سيما في ظل تزايد الضغوط الاجتماعية والتحولات الرقمية التي أدّت إلى ظهور أنماط سلوكية مستحدثة.

وأكّد أن تعزيز جودة الحياة النفسية يتطلب أدوات علاج مرنة وفعالة، تستند إلى الابتكار وتتكامل مع التغيرات التكنولوجية والاجتماعية، وهو ما تحرص مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على ترسيخه عبر شراكاتها وبرامجها الوطنية المتقدمة.

التواصل الأسري

ويوصي استشاريو الصحة النفسية الأفراد المصابين بهذين النوعين من السلوك القهري بالمشاركة في أنشطة بديلة، مثل الرياضة أو القراءة أو تعلم مهارات جديدة، سواء بإشراف ذاتي أو بمساعدة المختصين.

كما لا يمكن إغفال دور العائلة باعتبارها أحد العناصر الرئيسة في علاج هذه الحالات من خلال تعزيز التواصل الأسري ومتابعة الأنشطة اليومية للفرد والمشاركة في مجموعات الدعم والتوجيه.

كذلك يلعب الدعم الاجتماعي دوراً أساسياً في مساعدة الأفراد على مواجهة مشاكل الإدمان من خلال ورش عمل جماعية تهدف إلى زيادة الوعي بمخاطره وكيفية التغلب عليه.

ويقدّم مستشفى الأمل للصحة النفسية جلسات علاج فردية وجماعية توفر بيئة دعم نفسي آمنة، إلى جانب برامج تأهيل متخصصة تهدف إلى دمج المرضى في أنشطة بديلة تعزز شعورهم بالإنجاز بعيداً عن العالم الرقمي، مثل الرياضة والفنون والتطوع، كما يولي المستشفى أهمية خاصة للدور الأسري والمجتمعي، من خلال تنظيم جلسات توعية ومتابعة تشاركية تضمن بيئة داعمة للتعافي.

وأوضح الدكتور البنّا أن التعامل مع هذه الأنماط من الإدمان يتطلب استجابة علاجية ومجتمعية متوازنة، تشمل برامج إعادة تأهيل نفسي واجتماعي، ودوراً فاعلاً للعائلات والمؤسسات التعليمية.