«أصدقاء مرضى السرطان».. نموذج إماراتي رائد في الرعاية الطبية

خلال إحدى فعاليات «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»
خلال إحدى فعاليات «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»
راشد الأميري
راشد الأميري

تقود «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» في الشارقة تحولاً نوعياً في الخطاب المجتمعي نحو المرض، جاعلة من الثقافة أداة للتمكين والدعم النفسي لا الخوف والانطواء.

فمنذ تأسيسها، تجاوزت الجمعية أدوارها التقليدية في تقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي، لتصبح منصة تبني وعياً جديداً يكرس التضامن ويحتفي بقصص الصمود، مستلهمة تجارب عالمية تحول الألم إلى أمل، والمعاناة إلى حكايات انتصار إنساني.

ويكتسب توجه الجمعية الثقافي أهمية خاصة لما تجسده دولة الإمارات من تنوع ثقافي غني ينعكس في اختلاف نظرة الشعوب لمرض السرطان. ففي بعض المجتمعات، يخفي المريض تشخيصه خوفًا من نظرة وموقف الآخرين، في حين أن ثقافات أخرى تعد المواجهة الجماعية للمرض واجبًا عائلياً ومجتمعياً، فتقدم الرعاية والمساندة دون تردد.

وأكد راشد الأميري، رئيس قسم الاتصال المؤسسي في جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أن تحول الثقافة العامة تجاه مرض السرطان من الصمت والخوف إلى الوعي والانفتاح لم يكن ممكنًا لولا تضافر الجهود المؤسسية مع القيم الثقافية للمجتمع.

وقال: «هذا ما نعمل عليه في الجمعية منذ تأسيسها عبر رؤية شاملة لتمكين المريض ثقافياً ونفسياً، إذ نتطلع إلى بناء بيئة داعمة وحاضنة للمرضى وعائلاتهم، تشجع على الكشف المبكر والالتزام بالعلاج.

لأننا نؤمن أن المعركة ضد السرطان تبدأ من اللغة التي نتحدث بها عن المرض، ومن الطريقة التي ننظر بها إلى من يخوضه ومن ثم تستكمل بالعلاج والرعاية والتمكين».

وانطلاقاً من ذلك، تعتمد «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» نموذجًا فاعلًا في استلهام أفضل التجارب من حول العالم، فتجمع بين جلسات التوعية الصحية والمجموعات الثقافية والدينية، وتعمل على إتاحة برامج تدريبية للطبيب والمجتمع لفهم التنوع في التعامل مع السرطان. وتركز أيضًا على إعداد وثائق إرشادية ومنشورات معدة بلغات متعددة، بما يتناسب مع خلفيات المتحدثين، ما يعكس النموذج الأول في إثراء المجال الثقافي الصحي.