ناقش مجلس الأمن السيبراني بالتعاون مع مجالس أبوظبي سبل تعزيز الهوية الثقافية، وذلك في حلقة نقاشية رفيعة المستوى عنوانها «تعزيز الهوية الثقافية في العالم السيبراني» أقيمت في كل من مجلس محمد المحمود البلوشي بإمارة العين، ومجلس المشرف في أبوظبي.
وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز ثقافة الأمن السيبراني، والوقاية من الأخطار والتهديدات الرقمية، في ظل التزايد الكبير لاستخدام الوسائل والتقنيات التكنولوجية المتطورة في مناحي الحياة كافة.
وقدّم الجلسة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، مستعرضاً الجهود المبذولة لتعزيز الهوية في ظل التسارع الكبير والتطور التكنولوجي في عصر الفضاء السيبراني، كما تناول سياسات المجلس من أجل تعزيز الوعي الرقمي وبناء مجتمع مُدرك للتحديات السيبرانية المتنامية.
وتناول النقاش كيفية مساهمة العصر السيبراني في ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ على القيم الثقافية الإماراتية، وتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي الآمن، في ظل التطورات الإلكترونية والرقمية المتسارعة حيث تُعدّ الهوية الثقافية، التي تعبّر عن شعور الفرد بالانتماء للقيم والتقاليد.
عنصراً أساسياً في تحقيق التوازن النفسي والانسجام الاجتماعي، إذ يمكن للتكنولوجيا والتطورات الحديث في العصر السيبراني أن تكون جسراً رقمياً يربط الأفراد بتراثهم ومجتمعاتهم من خلال الرقمنة، خاصة أن المتاحف والمكتبات والمؤسسات الثقافية أصبحت قادرة على حفظ التراث الإنساني عبر الأرشفة الرقمية، ما أتاح للأجيال الجديدة فرصة الوصول إلى تاريخها وهويتها الثقافية في أي زمان ومكان.
وأكد الدكتور محمد حمد الكويتي، أن هناك فرصة تقدمها التطورات التكنولوجية المتلاحقة في تعزيز الروابط الثقافية وتعزيز الهوية الوطنية، إذ توفر فضاءات افتراضية لتبادل الخبرات والقصص وتنظيم الفعاليات التي تُعيد إحياء العادات والتقاليد.
كما تتيح فرصاً لاكتشاف الهوية الثقافية من خلال المجموعات الإلكترونية التي تتشارك اللغة أو التراث أو الممارسات اليومية، محذراً من الاستخدام المفرط للتقنية، والذي قد يؤدي إلى فهم سطحي للثقافة، ما يستدعي التعامل الواعي والناقد مع المحتوى الرقمي لضمان الحفاظ على أصالة التجربة الثقافية.
وأوضح أن التكنولوجيا تتيح أيضاً فرصاً للتعلم والممارسة الفعلية للتراث، إذ يمكن لتطبيقات تعلم اللغات وأدوات الذكاء الاصطناعي، والدروس الافتراضية أن تمكّن الأفراد من إعادة الاتصال بجذورهم الثقافية.
كما تسهم تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في توفير تجارب غامرة تعيد إحياء الطقوس والمواقع التاريخية بصورة تفاعلية، ما يعزز الفهم العميق للثقافات المختلفة، مؤكداً أن هذه التقنيات يجب أن تُستخدم بمسؤولية، مع احترام المجتمعات الأصلية وتجنّب التمثيل السطحي أو الاستيلاء الثقافي.
وتناول الحضور موضوعات الهوية الوطنية والثقافية وكيف يلعب الفضاء الرقمي دوراً محورياً في التعبير عن الهوية الثقافية وإعادة تشكيلها. فقد أصبح الإنترنت منصة للمبدعين من مختلف الخلفيات الثقافية لعرض أعمالهم وسرد قصصهم، ما أتاح تنوعاً في الأصوات والرؤى الثقافية.
وقد أدى هذا التفاعل بين الثقافات إلى المزج بين الأصالة والمعاصرة، وهو ما يتجلى بوضوح في مجالات الموسيقى والفن والموضة، حيث تسهم التكنولوجيا في بناء الهويات الجماعية في سياق عالمي متصل.
وتطرق النقاش إلى الوسائل المختلفة التي توفرها التقنيات الحديثة والمتطورة، والتي من الممكن أن تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وأهمية التقنيات الحديثة في حفظ وإحياء التراث الوطني والتقاليد الثقافية.
مؤكدين أن نجاح هذه الجهود يعتمد على قيادة المجتمعات نفسها للمبادرات الرقمية لضمان احترام حقوقها الثقافية والمعرفية، وشارك في الحوار مواطنون من مختلف الأعمار لعرض أفكارهم وتجاربهم حول الفضاء السيبراني والهوية الثقافية.