الإخوان مدرسة أيديولوجية أنجبت معظم الجماعات المتطرفة في العالم الإسلامي

محمد العلي خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى
محمد العلي خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى

أبوظبي – موفق محمد، صبري صقر

أكد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن جماعة الإخوان مدرسة أيديولوجية أنجبت معظم الجماعات المتطرفة والعنيفة في العالم الإسلامي، ومثال حي على أن العنف قد يتحوّل إلى لغة مشتركة بين حركات دينية وسياسية، تتغذى جميعها من أفكار منحرفة وتوجهات إقصائية.

وإنْ اختلفت شعاراتها ومظاهرها، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين نموذج صارخ لقدرة الأيديولوجيا على الجمع بين خطاب دعويّ ظاهري ومشروع متطرف يؤدي للعنف والإرهاب.

جاء ذلك في كلمته بافتتاح منتدى تريندز الخامس حول الإسلام السياسي بعنوان: مشتركات العنف: مقاربات حديثة لأنماط التطرّف المؤدلج.و أكد عدد من الخبراء والباحثين المشاركين في المنتدى أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي لمواجهة التطرّف.

مشددين على أهمية تعزيز التماسك الاجتماعي كجدار حماية ضد خطابات الكراهية، ووضع أطر تشريعية واضحة للفصل بين النشاط الديني والعمل السياسي، ومنع استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية.

قضايا محورية

وناقش المنتدى دور الخطاب الديني المعتدل في تعزيز السلم المجتمعي، وأهمية بناء خطاب فكري بديل يعزز قيم التعايش والتسامح. كما ناقش المنتدى في جلساته دور الفضاء الرقمي، داعياً إلى التصدي للمحتوى المتطرف على الإنترنت عبر التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني وشركات التكنولوجيا.

وإطلاق حملات توعية رقمية تعزز قيم التعددية والمواطنة وتواجه الدعاية المتطرفة بخطاب بديل. وأكد المشاركون على محاسبة جميع الجهات التي تمارس العنف المؤدلج، دولاً كانت أو تنظيمات، وفق القانون الدولي، لكسر دائرة الإفلات من العقاب التي تغذي الإرهاب.

وخلص المنتدى إلى أن بناء مجتمعات قوية قادرة على إفشال الدعاية المتطرفة، وتطوير ميثاق للمنابر والعمل الخيري، وإنشاء شبكات إنذار مبكر لرصد الخطاب المتشدد، إلى جانب برامج إعادة تأهيل للمتطرفين السابقين، يمثل ركائز أساسية لمكافحة الإرهاب الفكري، وصون القيم الإنسانية القائمة على الانتماء والعدالة والكرامة.

وأوصى المنتدى بضرورة الفصل بين المظالم الحقيقية والاستغلال الأيديولوجي لها، وفتح مسارات مدنية بديلة تمنح الشباب فرصاً للقيادة والابتكار، إلى جانب حماية المؤسسات التعليمية من التدين الحركي عبر تدريس مهارات التفكير النقدي وتفكيك السرديات التي تبرر العنف.

الحقيقة المطلقة

وتحدث الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية – في كلمته - عن التشابه بين جماعات الإسلام السياسي والتيارات المتطرفة الأخرى.

مشيراً إلى أنها تشترك في بنية فكرية وسلوكية متطابقة تقوم على رؤية منغلقة تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، وتصنّف الآخرين كأعداء، مع تبجيل قائد مخلّص وسرديات تبرر الصراع النهائي.

توجيه الطلاب

وتحدث ضرار بالهول الفلاسي، عضو المجلس الوطني السابق، دور الإخوان المسلمين في توجيه الطلاب عبر حملات المقاطعة وتحويلهم إلى مؤسسات تتبع الجماعة، بهدف زيادة الإيرادات المالية وتعزيز النفوذ والسيطرة على قطاع التعليم.

وأكد السير ليام فوكس، رئيس مجموعة الاتفاقات الإبراهيمية – المملكة المتحدة، أن مصطلح «المتطرفين الدينيين» غير دقيق، فهم ليسوا رجال دين، بل أشخاص يتم توظيفهم لتحقيق أهداف سياسية وسلطوية، وحذر من مخاطر التطرف في أوروبا.

مؤكداً أن السماح للتعصب بالانتشار جعل الغرب، خصوصاً بريطانيا، ملاذاً لجماعات، مثل الإخوان، الذين استغلوا المساجد للتحريض. وتناولت السيناتور نتالي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة أورن (نورماندي)، فكرة العنف كخيط مشترك بين الإسلام السياسي والحركات اليمينية المتطرفة، موضحة البعد المالي المشترك بينهم، مثل هياكل التمويل الغامضة، وإساءة استخدام المنظمات الخيرية والأصول المشفرة.

وأعلن الكاتب والمفكّر رضوان السيّد، عضو المجلس العلمي والأكاديمي لـ«تريندز» ورئيس مجلس أمناء جائزة تريندز العالمية لمكافحة الفكر المتطرف، فوز جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالدورة الأولى من الجائزة تقديراً لجهودها الرائدة في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، وتفكيك الخطابات المتشددة، وتعزيز أسس التعايش الإنساني المشترك.