وإنْ اختلفت شعاراتها ومظاهرها، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين نموذج صارخ لقدرة الأيديولوجيا على الجمع بين خطاب دعويّ ظاهري ومشروع متطرف يؤدي للعنف والإرهاب.
جاء ذلك في كلمته بافتتاح منتدى تريندز الخامس حول الإسلام السياسي بعنوان: مشتركات العنف: مقاربات حديثة لأنماط التطرّف المؤدلج.و أكد عدد من الخبراء والباحثين المشاركين في المنتدى أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي لمواجهة التطرّف.
مشددين على أهمية تعزيز التماسك الاجتماعي كجدار حماية ضد خطابات الكراهية، ووضع أطر تشريعية واضحة للفصل بين النشاط الديني والعمل السياسي، ومنع استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية.
قضايا محورية
وإطلاق حملات توعية رقمية تعزز قيم التعددية والمواطنة وتواجه الدعاية المتطرفة بخطاب بديل. وأكد المشاركون على محاسبة جميع الجهات التي تمارس العنف المؤدلج، دولاً كانت أو تنظيمات، وفق القانون الدولي، لكسر دائرة الإفلات من العقاب التي تغذي الإرهاب.
وخلص المنتدى إلى أن بناء مجتمعات قوية قادرة على إفشال الدعاية المتطرفة، وتطوير ميثاق للمنابر والعمل الخيري، وإنشاء شبكات إنذار مبكر لرصد الخطاب المتشدد، إلى جانب برامج إعادة تأهيل للمتطرفين السابقين، يمثل ركائز أساسية لمكافحة الإرهاب الفكري، وصون القيم الإنسانية القائمة على الانتماء والعدالة والكرامة.
وأوصى المنتدى بضرورة الفصل بين المظالم الحقيقية والاستغلال الأيديولوجي لها، وفتح مسارات مدنية بديلة تمنح الشباب فرصاً للقيادة والابتكار، إلى جانب حماية المؤسسات التعليمية من التدين الحركي عبر تدريس مهارات التفكير النقدي وتفكيك السرديات التي تبرر العنف.
الحقيقة المطلقة
مشيراً إلى أنها تشترك في بنية فكرية وسلوكية متطابقة تقوم على رؤية منغلقة تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، وتصنّف الآخرين كأعداء، مع تبجيل قائد مخلّص وسرديات تبرر الصراع النهائي.
توجيه الطلاب
مؤكداً أن السماح للتعصب بالانتشار جعل الغرب، خصوصاً بريطانيا، ملاذاً لجماعات، مثل الإخوان، الذين استغلوا المساجد للتحريض. وتناولت السيناتور نتالي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة أورن (نورماندي)، فكرة العنف كخيط مشترك بين الإسلام السياسي والحركات اليمينية المتطرفة، موضحة البعد المالي المشترك بينهم، مثل هياكل التمويل الغامضة، وإساءة استخدام المنظمات الخيرية والأصول المشفرة.
