«يُصادف يوم السادس من مايو من كل عام ذكرى توحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ذكرى وطنية راسخة في الوجدان تحمل في ثناياها كل معاني العزة والإباء.. تسعة وأربعون عاماً، وقواتنا المسلحة تقف بكل قوة وثبات في وجه التحديات، هدفها الأول حماية الوطن ومكتسباته والحفاظ على أمنه واستقراره، وغايتها «الله، ثم الوطن، ثم رئيس الدولة».
وهذا بلا شك يؤكد أنّ قرار توحيد القوات المسلحة يعتبر من القرارات السيادية الاستراتيجية الثاقبة التي اتخذها مؤسس دولة الاتحاد - المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات رحمهم الله - وأنه قرار لا يقل في الأهمية والتأثير الاستراتيجي عن قرار الثاني من ديسمبر من العام 1971 الذي تضمن إعلان قيام دولة الاتحاد، لتأثيره الكبير في إرساء دعائم الانضباط الموحد.
والعقيدة القتالية المشتركة، والبنية التنظيمية المتكاملة ولدوره المحوري في توفير البيئة المناسبة لتطوير وتمكين الجيش الإماراتي وجعله قوة عسكرية لها وزنها ومكانتها المرموقة على المستوى الإقليمي والعالمي».
ويعود ذلك إلى سمو أهدافها وإيمانها الراسخ بمبادئ السلام العالمي القائم على التعايش السلمي بين الدول والشعوب واحترام حقوق الإنسان وحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز التعاون الدولي وكل ما من شأنه المساهمة في تعزيز السلام والاستقرار والتعاون بين الدول والشعوب.
وهذا هو نهج كل القيادات الرشيدة التي تعاقبت على رئاسة دولة الإمارات، بدءاً من القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصولاً إلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذي حقق بفضل توجيهاته السديدة ودعمه اللامحدود للمؤسسة العسكرية «منذ عقود مضت» قفزات نوعية في مجال تطوير قطاع الصناعات الدفاعية وامتلاك أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية والأنظمة المتطورة وإنشاء وتأسيس العديد من الصروح الأكاديمية العسكرية من كليات ومدارس ومراكز.
بالإضافة إلى دور سموه في تمكين وتأهيل الكادر البشري المواطن من «العسكريين والمدنيين» العاملين بالقوات المسلحة وفقاً لأفضل المعايير العالمية ليكونوا قادرين على المواكبة والتعامل مع التقنيات الحديثة المتسارعة التي يشهدها القطاع العسكري على مستوى العالم».
