الإمارات تدعم المسار السياسي بقيادة مدنية لحل الأزمة في السودان

عبدالله بن زايد خلال استقباله مسعد بولس في أبوظبي
عبدالله بن زايد خلال استقباله مسعد بولس في أبوظبي
ريم الهاشمي
ريم الهاشمي

استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في أبوظبي، مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية.

جرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع الإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها التطورات المأساوية للحرب الأهلية في السودان، وسبل تعزيز الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإنهاء الأزمة بما يسهم في حماية أرواح المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليهم دون عوائق.

وثمن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء مساعي فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام في السودان.

وأكد سموه دعم دولة الإمارات لهذه المساعي، ولجميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، بما يسهم في إنهاء معاناة الشعب السوداني الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة إلى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.

وأشار سموه إلى دعم دولة الإمارات للمسار السياسي بقيادة مدنية لحل الأزمة، مشدداً على ضرورة بذل كل جهد ممكن لإنهاء هذه الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين. وخلال اللقاء، بحث سموه ومسعد بولس عدداً من الموضوعات المتصلة بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

حضر اللقاء معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة.

تنديد

كما دعت دولة الإمارات إلى وقف إطلاق النار فوراً وبغير شروط لإنهاء الحرب الأهلية في السودان. وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، إن الفريق البرهان يرفض مرة أخرى كل المساعي الرامية إلى إحلال السلام، وإنه من خلال رفضه لخطة السلام الأمريكية للسودان.

ورفضه المتكرر للقبول بوقف إطلاق النار، يظهر باستمرار سلوكاً معرقلاً، يجب التنديد بهذا السلوك، إذ يظل الشعب السوداني هو من يتحمل الثمن الأكبر في هذه الحرب الأهلية.

وأضافت معاليها، أن الأمم المتحدة تصف الوضع القائم بأنه من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث، إذ يتم استخدام وصول المساعدات كسلاح، وتجويع المدنيين بشكل متعمد.

وأكدت معاليها، أن دولة الإمارات تتابع بقلق بالغ سلوك طرفي النزاع، حيث يقود تصعيدهما العسكري، ورفضهما المتكرر لتيسير وصول المساعدات الإنسانية، السودان إلى حافة الانهيار، وتدعو دولة الإمارات إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لإنهاء هذه الحرب الأهلية.

وأكدت معالي ريم الهاشمي، ترحيب دولة الإمارات بجهود فخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، لمنع انزلاق السودان نحو التطرف والتفكك، والحيلولة دون تفاقم الكارثة الإنسانية.

واختتمت معاليها بالقول: «إن توحيد الجهود الإقليمية والدولية أمر أساسي لوضع حد للفظائع المرتكبة ضد المدنيين.. ويجب علينا أن نعيد إرساء مسار موثوق يقود إلى سودان آمن وموحد وقابل للحياة».

وقبيل أيام، أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن الحرب الأهلية المأساوية في السودان لا بد أن تتوقف فوراً.

وقال معاليه في حسابه عبر منصة «إكس»، إن البلد انزلق إلى حافة الهاوية عندما أقدم طرفا الصراع على تقويض الحكومة المدنية الشرعية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة وتعميق معاناة الشعب السوداني.

وشدد معاليه على أن الحفاظ على وحدة السودان ومنع عودة أي تيارات متطرفة، بما فيها جماعات مرتبطة بالإخوان، يشكل أولوية أساسية للأمن الإقليمي والاستقرار العربي.

ونوه بأن الطريق واضح أمام المجتمع الدولي والأطراف السودانية على حد سواء، وهو وقف فوري لإطلاق النار، ومحاسبة شاملة عن الانتهاكات التي ارتكبها الطرفان.

وأكد معاليه ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود، والشروع في انتقال سياسي موثوق يقود إلى حكومة مدنية مستقلة تعبر عن تطلعات الشعب السوداني.

يذكر أن كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، شدد في تصريحات لقناة سكاي نيوز عربية، أول من أمس، على وجوب التوصل إلى حكم مدني بعيداً عن الأطراف المتنازعة الحالية في السودان.

وأضاف بولس في اللقاء: «مستقبل السودان يجب أن يقرره السودانيون بأنفسهم، الحل يجب أن يكون سودانياً، وينبع من الشعب، ويجمع كل الأطياف والأحزاب والهيئات المدنية».

وتابع: «موضوع الإخوان في السودان خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة والرباعية، وأشرنا له في بيان الرباعية بشكل واضح، نرفض أي دور للإخوان وأعضاء النظام السابق وإيران في السودان».

وأكمل: «تدهور الوضع الأمني والعسكري والإنساني في السودان مؤسف للغاية، الرئيس دونالد ترامب طلب العمل فوراً مع الشركاء في الرباعية وحلفاء آخرين، مثل قطر وتركيا، لإيجاد حل».

وأشار بولس إلى أن الرباعية الدولية تسعى لمعالجة الوضع الإنساني والانتقال إلى حكم مدني في السودان، مضيفاً: «ندعو طرفي الصراع في السودان للقبول بالهدنة الإنسانية فوراً ودون شروط مسبقة».

ريم الهاشمي:

الإمارات تدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان

البرهان يُظهر سلوكاً معرقلاً ويرفض كل المساعي الرامية لإحلال السلام