أكدت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان أن الإمارات تواصل تثبيت مكانتها كنموذج عالمي استثنائي في حماية الطفل وصون حقوقه، مستندة إلى منظومة تشريعية ومؤسسية متقدمة ورؤية وطنية منسجمة مع رؤية الإمارات 2031 وأهداف التنمية المستدامة 2030. جاء ذلك في بيان للجمعية بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يحمل هذا العام شعار «يومي، حقوقي»، حيث أشارت إلى أن الإنجازات المتحققة تعكس تكامل السياسات الوطنية مع الجهود المجتمعية والمؤسسية في رعاية الطفولة وتنميتها.
واستعرض البيان أبرز التشريعات والمؤسسات المعززة لحماية الطفل، منها قانون حقوق الطفل (وديمة)، والسياسة الوطنية لحماية الطفل في المؤسسات التعليمية، والسياسة الخاصة بالجهات الرياضية في أبوظبي، إلى جانب إنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، والبرلمان الإماراتي للطفل، والمجلس الاستشاري للأطفال، ومجلس شورى أطفال الشارقة.
منظومة ذكية
وفي مجال حماية الطفل رقمياً، تناول البيان منظومة الإمارات الذكية التي تضم تطبيق «حمايتي» وخط الحماية المجاني، و«ميثاق جودة الحياة الرقمية للأطفال» الصادر خلال القمة العالمية للحكومات 2025، إضافة إلى حملات توعية مثل: الذكاء الاصطناعي لأطفال أكثر أماناً، معاً من أجل إنترنت أكثر أماناً لأطفالنا، سفراء الأمن الإلكتروني، وسنواتهم الأولى تفرق. كما شملت الجهود إصدار دليل الوالدين لحماية الأطفال على الإنترنت، وإطلاق منصة KidX التابعة للحكومة الرقمية.
أطر تشريعية
وأشار البيان إلى الأطر التشريعية المساندة، مثل اعتماد يوم الطفل الإماراتي في 15 مارس، وإصدار القوانين الاتحادية الخاصة بالأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح (2022)، ومجهولي النسب (2022)، ومكافحة الاتجار بالبشر (2023)، والحماية من العنف الأسري (2024)، إضافة إلى السياسة الوطنية للأسرة، وسياسة حماية الأسرة، والسياسة الوطنية لجودة الحياة الرقمية، وضمان التعليم المجاني والإلزامي للمواطنين حتى المرحلة الثانوية، وتوفير فرص تعليمية متكافئة للمقيمين وأصحاب الهمم والأسر محدودة الدخل.
جهود محلية
وعلى المستوى المحلي، أبرزت الجمعية جهود هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في تدريب أكثر من 1800 مختص ضمن برنامج «دام الأمان»، وإطلاق مبادرات مثل مؤشر أبوظبي للطفل المزدهر ومبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، إلى جانب فوز الهيئة بجائزة «أماكن العمل الملهمة» في الشرق الأوسط وإفريقيا لعام 2025. كما أشار البيان إلى مبادرات ثقافية مهمة مثل جائزة خليفة لإبداع الطفل القصصي والجائزة الدولية لأدب الطفل العربي.
وفي المجال الدولي، أوضحت الجمعية أن الإمارات تقود جهوداً نوعية لحماية الأطفال، أبرزها العملية الدولية التي قادتها وزارة الداخلية بمشاركة 14 دولة وأسفرت عن إنقاذ 165 طفلاً وإغلاق 28 شبكة إجرامية. كما استضافت الإمارات قمة «نحن نحمي» 2024، وأقامت شراكات مع الأمم المتحدة ضمن مشروع AI4SC، ومع التحالف العالمي WePROTECT، والقوة العالمية الافتراضية VGT، إلى جانب دعم مبادرات لحماية 30 ألف طفل في زنجبار والمكسيك، وتمويل مشاريع لرعاية الأطفال المهاجرين واللاجئين في المغرب.
وأكدت الجمعية أن الإمارات تعد من أبرز الدول الداعمة للتعليم والصحة عالمياً، حيث مولت برامج تعليم لأكثر من 20 مليون طفل في 59 دولة، وقدمت 100 مليون دولار للشراكة العالمية للتعليم، ودعمت برامج مثل التلمذة العالمية وأكاديمية مهارات المستقبل. كما خصصت 1.3 مليار درهم لحملات القضاء على شلل الأطفال ضمن مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، ووفرت الرعاية الصحية لأكثر من 1000 طفل عبر صندوق «نهر الحياة»، واستقبلت 2961 طفلاً مريضاً من غزة ومناطق أخرى في مستشفيات الدولة، وأسست مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال في لندن، وافتتحت 10 مراكز للأمومة والطفولة في أفغانستان.
ولفتت الجمعية إلى بيانات «دبي الإنسانية» التي أظهرت أن الأطفال كانوا الأكثر تضرراً من النزاعات والكوارث في 2024، حيث تضاعفت المساعدات الغذائية المقدمة لهم أربع مرات لتصل إلى 19 مليون دولار، وارتفعت المساعدات التعليمية إلى 1.2 مليون دولار، ما يعكس البعد الإنساني العميق للجهود الإماراتية.
مسيرة ممتدة
واختتمت الجمعية بيانها بالتأكيد على أن انضمام الإمارات كأول دولة عربية إلى الشراكة العالمية لإنهاء العنف ضد الأطفال يمثل ثمرة لمسيرة ممتدة منذ انضمامها لاتفاقية حقوق الطفل عام 1997، والبروتوكول الاختياري عام 2016. كما أشارت إلى تحقيق الدولة مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية، منها المرتبة السادسة عالمياً بدرجة 0.996 في مؤشر حقوق الطفل 2025، ودرجات مرتفعة في حق الحياة (0.951)، والحماية (0.930)، والتعليم (0.848)، بما يعكس تطور خدمات الرعاية الصحية والتعليمية وفعالية التشريعات الوطنية.
وأكدت الجمعية أن إعلان عام 2025 «عام المجتمع» وعام 2026 «عام الأسرة» يعكس الرؤية الإماراتية في تعزيز تماسك المجتمع ووضع رفاه الطفل وتمكين الأسرة في صميم مسيرة التنمية.
